|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ملحمة عبير غالب ظاظا على منصة التكريم قرؤوا اسمي؛ لقد فازت روايتي، وفي تلك اللحظات القليلة ما بين تصفيق الحضور وخطواتي الساكنة، انتابني شعورٌ بأنني يجبُ أن أَقِفَ، لكنني عَجَزْتُ! بقيتُ في مكاني صامتةً، أختلسُ النظر إلى العيون، وأراقبُ انفعالات الملامح. كان التابوتُ الذي يضمُّني إليه أضيقَ مما كنت أظنُّ، لقد فاتتني فكرةُ إعطاء المقاسات للحانوتي، فمتُّ هكذا بين أحضانِ روايتي بلا تفكُّر فيما يجب أن يكون. أسرعتُ بتقليب الصفحات باحثةً لي عن ثَقْبٍ صغيرٍ أخرج منه؛ فتعثَّرتُ بطستٍ نحاسيٍّ مركونٍ على سطحِ مدينتنا، وانزلقتُ بعصارة ماءٍ أرجواني، كان الناس يتجهَّزون لعُرسِ الانتخابات الكبير، تلطَّخ كفني وتبلَّل، نسيتُ أمرَ خروجي، ورُحْتُ أتبعُ ظلَّ الشمس؛ علَّني أحظى بشيء من أشعَّتها، وحينَ لامستني بِحُنُوِّها شعرتُ بقشعريرةٍ بين مسامات الورق قد تخلَّلتني، ورأيتُ الغسيلَ على حبالِ أَزِقَّتِنا يرفرفُ ضاحكًا، والأمهاتُ يزغردنَ للشهداء، والأطفالُ يصنعون قواربَ الموتِ الكرتونيَّة، ويَعبُرون بها قناطرَ الأفق. شعرتُ بجُبْني وضعفي أمام هذه المَلْحمة وعذوبةِ الموتِ في أحضانها! انتهى الحفلُ، وأُغلقَتْ ستارَتُه، وأنا في الروايةِ مسافرةٌ، لا أجدُ الصفحةَ الأخيرة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |