|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ابني الأوسط .. كيف يعبر عن نفسه؟ أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: أمٌّ لديها ابنٌ عمرُه 3 سنوات، حركتُه بطيئة، يقضي وقته مُسْتَلْقِيًا، عصبي المزاج، عنيد، تخشى ألا تنمو عضلاته بصورة طبيعية، وتسأل عن كيفية تعليمه التعبير عن انفعالاته. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أَوَدُّ استشارتكم بشأن ابني الأوسَط، عمرُه الآن 8 سنوات، كانتْ حركتُه في طفولتِه طبيعيَّةً، لكن بغير حذَر، فتعرَّض لكسورٍ وجروحٍ احتاجتْ خياطةً. عندما بَلَغ 3 سنوات خفَّتْ حوادِثُه، ولكن في المقابل خَفَّتْ حركتُه، فصار بطيئًا، يقضي وقته مُسْتَلْقِيًا أو جالسًا، كان عصبيَّ المزاج جدًّا، حاولتُ معه كثيرًا حتى خَفَّتْ عَصَبيتُه، لكن صار باردًا في الغالب، إلا أنَّه في لحظات الغضَب العارمة يصرخ ويضرب مَن أمامه! استشرتُ أحد المختصين فأخبرني أنه عنيد وعصبي، وأنه شخصية قيادية، فلا يجب أن أُحَطِّمَه، ولا أقارنه بأحدٍ مِن إخوتِه خاصَّة الكبير؛ بالرغم مِن أنَّ أخاه الكبير مُؤَدَّبٌ ومتميِّزٌ، وإذا حصلتْ منافسةٌ بينهما دومًا يفوز الكبير! حاولتُ إبراز مَواهبه ورعايته، وكثيرًا ما أحضنه، وأُقَبِّله، وأجلس معه جلسات حوارِيَّة في المواقف الهامة، وأتنازل عن بعض الأنظمة في البيت مُراعاةً له. مراعاتي ومُعاملتي الخاصة له جعلتْ أخاه الأكبر والأصغر منه يغاران منه، ويجاريانه في تصرفاته! أخشى مِن بُطئه ألا تنمو عضلاته بصورة طبيعية، فكيف يتعلم التعبير عن انفعالاته؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم. أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أن نرحِّبَ بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. وأَوَدُّ أن أُحَيِّي ما لمستُه فيك مِن حِرْصٍ كبيرٍ ومتابَعةٍ لأولادك، وتتبعك لسلوكياتهم وملاحظتك الدقيقة لها، واعتمادك منهجية تربوية سليمة في أسلوب تنشئتهم، وهي سماتٌ إيجابيةٌ تُحْسَبُ لك، وأتمنى أن تتحرَّاها جميعُ الأمهات في مجتمعاتنا، رغم أني أتمنى منك ألا يصلَ هذا الحِرص إلى درجة القلَق والهاجس في هذه الناحية. عزيزتي، أستَشِفُّ مِن خلال وصفك لابنك الأوسط بأنَّ لديه رغبةً في الظهور، وإبراز قدرات يتميَّز بها على أخيه الأكبر خصوصًا، وقد يُشير ذلك إلى شعوره الداخلي بالغيرة منه، وربما تكون مقارنتك السابقة له مع أخيه الأكبر، وثناؤك عليه، بسبب أدبه، وحُسن سُلوكه - كما أشرتِ - له دورٌ مهم في ذلك، فرغم توقُّفك عن الإفصاح عن تلك المقارَنات، لكني أظنُّ أنَّ أثرها ما زال باقيًا في نفسه. ولذلك فإني أنصحك بضرورة الاهتمام بالتقريب بينهما، على ألَّا يبدو ذلك مقْصودًا منك لكليهما، واعمدي إلى تضمين حديثك العام مع كلٍّ منهما عبارات تُشير إلى حبِّ أخيه الآخر له بدليلِ كذا وكذا، كما يمكنك الإشارة إلى تصرُّف سيئٍ مِنْ قِبَل أحد الإخوة تجاه أخيه مِن مَعارفكم، واستثمار هذه الحالة بإشعار ولديك بنعمة حبِّ أحدهما للآخر، وبكونهما بعيدين عن مِثْل تلك السلوكيات، وما إلى ذلك مِن الاجتهادات في إيجاد أساليب تربويةٍ تُعَزِّز في نفسيهما الحبَّ والتراحُم بشكلٍ يبدو في ظاهره عفويًّا. فإذا ما نجحت في ذلك فإنَّ ابنك الأوسط سيسعد بمشاركة أخيه في نشاطاتٍ عديدةٍ، وسيقوم بممارستها بشكلٍ مناسبٍ كما يفعل أخوه إذا ما انسجم معه واعتبره رفيقًا، لأنه سيتأثر باتجاهه؛ لأنَّ الأولاد يتأثرون ويُؤَثِّرون في رفاقهم. واعلمي يا عزيزتي، أنَّ مشكلة التعامل مع الابن الأوسط تعدُّ مشكلةً عامةً، فلا يتنبه الأهل لمشاعره المرَكَّبة التي تجعله يشعُر بإهمالهم له نتيجة اهتمامهم بالأخ الصغير وتدليله، ورعايتهم للكبير واعتزازهم به؛ كونه أول طفل في الأسرة، وكثيرًا ما يكون شعوره بمحله نتيجة انسياق الآباء لعواطفهم تجاه الصغير والكبير. ولذلك فإني أرى في غضبه المبالَغ به مُؤَشِّرًا على كبْتِه مشاعرَ وانفعالاتٍ عديدةً، وأتمنى منك اكتشافها بحُسْن الملاحظة، واستقراء تعبيراته وأقواله أثناء وقت انفعاله، وغيرها من الأوقات؛ لتفاديها، والعمل على تغيير انطباعاته التي تُثير غضبه. وأخيرًا أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ لك ولدك، وأخويه، ويقر عينيك بهم في الدنيا والآخرة، وينفع بهم، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة مُجَدَّدًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |