|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أوفق بين الدراسات العليا ومسؤولية البيت؟ أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة مسؤولة عن بيت أهلها وأولاد أختها، تخرجت في كلية العلوم، ولا تجد عملاً، فقررت إكمال الماجستير، فاشترط الأهل عدم التقصير في البيت إذا أرادت إكمال الدراسةِ، فتسأل: كيف توفق بينهما؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في منتصف العشرينيات من عمري، تخرجتُ في كلية العلوم - قسم الرياضيات، وللأسف لا توجد فُرَص عمل بسبب الوسائط ودفع الرشاوي! وحتى إن توفرتْ فرصة عمل فإن الأجور قليلة جدًّا مقارنة بالتعب والإرهاق والجهد الذي يُبْذَل في العمل! قررتُ إكمال الماجستير، لكن الدراسة تحتاج إلى ذهنٍ صافٍ، ووقت ومجهود كبير في المذاكرة والدراسة، قد يصل إلى 10 ساعات يوميًّا! المشكلة أني المسؤولة عن البيت؛ لأن جميع إخوتي متزوجون، وأمي سيدة كبيرة بلغت الستين، ولا تستطيع القيام بأمور البيت؛ من مثل: الطبخ والتنظيف واستقبال الزائرين... إلخ! كذلك لي أختٌ لديها بعض مشكلات نفسية، وأنا أتحملها وأتحمل أولادها وأرعاهم في غيابها. رفض الأهلُ إكمال الدراسة لأني بذلك سأكون مقصِّرة في البيتِ وفي حقِّ أمي وأولاد أختي، واشترطوا عدم التقصير في البيت إذا أردتُ إكمال الدراسةِ! فماذا أفعل أرشدوني؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم. ابنتي الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته. نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. وأَوَدُّ أن أُحَيِّي ما لمستُه فيك مِن طُموحٍ، ورؤيةٍ واضحةٍ لتحليل ونَقْد الواقع، وهو ما يُساعدك في دَرْءِ العديد مِن المشكلات التي يقع فيها كثيرون، كما أُحَيِّي مَشاعرك وعواطفك الطيبة تجاه والدتك، وتعاطُفك وإيثارك مع قصة أختك، داعيةً المولى القدير أن يباركَ فيك ويجزيك عن كلِّ ذلك خيرَ الجزاء في الدارَيْنِ. عزيزتي، لا شك أنَّ قرار مواصلتك للدراسات العليا هو قرار صائب تمامًا، لا سيما مع نُدرة توفُّر العمل ضمن هذه الأوضاع لحملة البكالوريوس مِن جهةٍ، ولسمة الطُّموح التي استنبطتها مِن سياق رسالتك، فتَوَكَّلي على اللهِ تعالى، واشرعي في التقديم لها دون تردُّد. لكني أريد أن أُنَوِّهَ هنا إلى أن قرارًا مُهمًّا كهذا لا بد أن يتلازَمَ مع أمورٍ أخرى، أنصحك بالأخْذِ بها لِتُيَسِّري على نفسك مَشقاتٍ عديدةً، ومشاعرَ قلقٍ قد تُواجهك حاليًّا، أو فيما بعدُ؛ ومن بين تلك الأمور: • تجاهلك وعدم التفاتك أبدًا للآراء المحبِطة التي قد تُصَوِّر لك صُعوبةَ الدراسة، أو عدم قدرتك على الإيفاء بمتطلباتها، أو عدم جدواها لقلة توفُّر فُرَص العمل، وما إلى ذلك مِن الآراء السلبية، وعَزِّزي سَعيك بكلِّ رأيٍ يَدْعَمك ويدفعك للأمام، سواء كان هذا الرأيُ مُوَجَّهًا إليك مباشرة، أو يَتَمَثَّل في قولٍ أو حديثٍ عامٍّ. • أما الأمر الثاني، فهو نجاحك في تنظيم الوقت، وإعادة ترتيبه بما يُتيح لك أداءً مناسبًا لجميع الأدوار التي عليك القيام بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يُمكنك القيام بعملية الطبخ مرة واحدة في عطلة نهاية الأسبوع فقط، بتحضير عدَدٍ مِن الوجبات وحفْظِها، وهي خطوة تختصر من 10-12 ساعةً أسبوعيًّا، كما يمكنك سؤال والدتك بالقيام ببعض المهام اليسيرة التي يمكنها أداؤها وهي جالسة، فإنَّ في ذلك فوائدَ عديدةً تعود على نفسيتها لشعورها بأنها ليستْ عاجزةً تمامًا، ويمنحها شعورًا ببعض السعادة لقدرتها على مساعدتك، كما أنَّ قيامها بمثل هذه المهام اليسيرة التي قد تأخذ مِن وقتك من 10 إلى 15 دقيقة يوميًّا سيختصر من 70 إلى 105 دقائق أسبوعيًّا، وهكذا - يا عزيزتي - يمكنك تنظيم وقتك باتباع مثل هذه الخطوات، وغيرها مما يُسمى بـ(عملية دراسة الوقت). واعلمي يا بُنيتي أنَّ النجاح الحقيقي لا يكون بالحصول على الشهادة العليا فقط، بل بالقدرة على الحصول عليها ضمن مشقاتٍ وصعابٍ وتحديات عديدةٍ، فيُثبت فيها الإنسان قوة إرادته وعزيمته، وقبل كلِّ ذلك صِدْق توكُّلِه على اللهِ تعالى، وإني أحسب أنك أهل لذلك. وأخيرًا، أختم بالدُّعاء إلى اللهِ تعالى أن يُيَسِّرَ أمورك جميعًا، ويفتحَ لك أبواب الخير والعلم، وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة مُجَدَّدًا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |