نظرتي سوداوية للحياة

[ابوالوليد المسلم]

نظرتي سوداوية للحياة
أ. يمنى زكريا






السؤال



♦ ملخص السؤال:

مراهقة تشعر أن حياتها غريبة، مختلفة عن إخوتها، تحس بالوحدة، ولا تحب أهلها، انطوائية عن المجتمع، وتسأل كيف تنظر للحياة نظرة أفضل؟



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




أشعر أني فتاةٌ غريبةٌ منذ صغري، مختلفة عن بقية إخوتي، فلم أرضع من أمي مثلهنَّ، وكان نطقي ضعيفًا، ودومًا أحب أن أجلسَ وحدي، ولا أحب الجلوس مع صديقاتي.




أما علاقتي بأبي وأمي فأراها ضعيفة، فأنا لا أحبهما ولا أكرههما، وكذلك صديقاتي أحيانًا أكرههنَّ، وكذلك المدرسة، لا أعلم ما بي، أحيانًا أشعر أني مريضة نفسية، حتى إنَّ بعض أمهات صديقاتي قابلْنَني واتصلْنَ على أمي وقُلْنْ لها: ابنتك مريضة نفسية!




قرأت عن التوحُّد، ووجدتُ هذه الصفات فيَّ، وقرأتُ عن بعض الأمراض النفسية ووجدتُ أعراضها موجودة فيَّ.




أحب الجلوس وحدي، حتى أصبح صديقاتي لا يُرِدْن الجلوس معي، أنظر للحياة نظرة سيئة، وأريد الانتحار، لكني حاولتُ الابتعاد عن هذه الفكرة لأني أرى في حياتي أشياء جميلةً.


الجواب



أُرَحِّب بك أختي الحبيبة في شبكة الألوكة، وأُبَشِّرك وأذكِّرك بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلُّم))؛ رواه الطبَراني.



عزيزتي، أُحَيِّيك على حُسْنِ سَرْدِك وتفهُّمِك لشخصك، وهذه الخطوةُ مهمة جدًّا، وأقول لك: إن التفكير في مرحلة الطفولة بصورة سيئةٍ لا يُفيد أبدًا، وأدعوك إلى النظر إلى حاضرك ومستقبلك بتفاؤلٍ، وابحثي عن نقاط القوة لديك، وتقبَّلي نفسك، واسعَيْ لتَطْويرها.



أخيتي، ربما تكون شخصيتُك بها بعضُ سمات الخَجَل والحياء، والحياءُ مِن حُسْنِ الخُلُق، وأيضًا الخَجَل مطلوبٌ في بعض الأحيان والمواقف، ولكن إذا كان زائدًا عن الحدِّ أو مستمرًّا، فعلينا أن ننتبه.



أدعوك - أختي العزيزة - إلى التفكير بطريقةٍ أكثر إيجابية، فالتفكيرُ بإيجابيةٍ يُخرج الإنسان مِن حالة الكدر والهم والغم، وتقسيم الوقت أيضًا له دورٌ كبيرٌ في تحسين المزاج، فعليك بتقسيم وقتك بين وقت للراحة، ووقت لممارسة الرياضة المتاحة، ووقت للتواصل الاجتماعي؛ (مع الأقارب أو الصديقات، وعليك أن تلزمي نفسك بالاختلاط بهم، وشيئًا فشيئًا - إن شاء الله - ستَقِلُّ الفجوةُ)، ووقت للدراسة أو الاطلاع المفيد، ووقت للعبادة وقراءة القرآن، وأيضًا وقت للمشاركة المنزلية، (وهذا أيضًا عليك أن تلزمي نفسك به).



أختي الغالية، لا تنسَيْ أنك في بداية الشباب، وفي أجمل مراحل العمر؛ حيث كل الطاقات المفيدة، ولله الحمدُ لك أسرةٌ، ولله الحمدُ لك عقليةٌ وثقافة؛ لذا أطلب منك أختي الكريمة أن تقودي نفسك بأفعالك الإيجابية، وبعدها ستتحوَّلُ المشاعر، وتكون إيجابية أيضًا، وسيكون لديك الحافزُ لمزيدٍ مِن النجاحات والإنجازات، فاستمتعي بالحياة، ولا تستسلمي لمشاعر الإحباط والكآبة بداخلك، وتنسحبي من مضمار الحياة.



واعلمي:

• أنه ليس من الضروري أن يكونَ الفرد محبوبًا من الجميع؛ لأنه من الصعب إرضاء جميع الأطراف، ولتكن لدينا مرْجِعِيَّة.



• أنه ليس من المهم أن نصلَ لدرجة الكمال، ولكن من المهم أن نستثمرَ ما لدينا مِن إمكانياتٍ.



• أنه مِن المهم مُواجَهة المشكلات، وعدم الهرب منها؛ لأنَّ مُواجَهة المشكلات مؤشِّرٌ صِحِّيٌّ وحيويٌّ.



• أن الله - سبحانه وتعالى - وَعَد بالثواب العظيم لمن يبرُّ والديه، وفيما أظن أن ضيقك مِن أهلك ووالديك هو نوعٌ مِن عدم الرضا عن بعض السلوكيات والمواقف الصادرة منهم، وليس عدم حب، فاصبري على بِرِّهم، أسأل الله أن يرزقك برَّهم.



• أنَّ للدُّعاء فضلًا كبيرًا، وأثرًا في تغيير الأحوال إلى الأفضل.



وأخيرًا حبيبتي، أطلُب منك أن تنظري حولك، وتتأمَّلي جيدًا، وستجدين أشياءَ جميلةً كثيرةً بفضل الله، وكوني مُنْصِفَةً، ولا تُقَلِّلي مِن شأن الأشياء، ولا تستسلمي للفراغ، فهو يُضعف التركيز، وهو بابٌ للشيطان - نعوذ بالله منه - أسأل الله أن يشغلك بطاعته، ويجعلَ أعمالك خالصةً لِوَجْهِه، وأن يَشْرَحَ صَدْرَك، ويُوَفِّقك لما فيه الخير.




♦ الكلمات الدلالية للاستشارة:

يمنى زكريا، المراهقة، مشكلات المراهقين، المشكلات بين الآباء والأبناء، الأسرة، مشكلات أسرية، ضعف النطق، الوحدة، الصداقة، علاقة الآباء بالأبناء، المدرسة، المرض النفسي، مريضة نفسية، التوحُّد، الأمراض النفسية، الانتحار، العلم بالتعلم، الحلم بالتحلم، الطبراني، فهم الشخصية، مرحلة الطفولة، الطفولة، التفاؤل، نقاط القوة، قبول النفس، تطوير النفس، تطوير الذات، سمات الخَجَل والحياء، الخَجَل والحياء، الخَجَل، الحياء، حُسْنِ الخُلُق، التفكيرُ الإيجابية، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، صلة الرحم، الأقارب، زيارة الأقارب، العبادة، قراءة القرآن، مراحل العمر، الإحباط والكآبة، مشاعر الإحباط، مشاعر الكآبة، الاكتئاب، مُواجَهة المشكلات، الهروب من المشكلات، بر الوالدين، الدعاء، ضعف التركيز.