|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() توتر في العلاقة الحميمة أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة منذ سنواتٍ، تعرَّضتْ للاغتصاب في طفولتها، مما أثَّر على نفسيتها وحياتها الزوجية، ولا تريد مِن زوجها أن يقتربَ منها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة منذ 8 سنوات، الحمدُ لله أنا اجتماعية ومحبوبة ومرغوبة مِن الجميع، وعلاقتي بالناس جيدة، وأحب الخير لِمَن حولي وهم كذلك يُحبون الخير لي. عندما كنتُ صغيرةً تعرضت لاغتصاب أكثر مِن 4 مرات، وهذا أثَّر في نفسيتي كثيرًا، وتدهْوَرتْ حياتي، ودخلتُ في نوبات عصبية شديدة، ومارست بعدها العادة السرية فترة طويلة. مشكلتي الآن في علاقتي الحميمية مع زوجي، فلا أحب أن يلمسني، ولا أحبُّ أن يقتربَ مني، وإذا اقترب مني أتضايَق جدًّا، أعلَم أن هذا سلوك خاطئ، ولكن هذا عمَلٌ خارج عن إرادتي. في العلاقة الخاصة لا أحب أي مقدماتٍ، أنا لا أكره الجماع، لكن لا أحبه مِن زوجي، وتأتيني تخيُّلات جنسيَّة أني أمارس الجنس مع رجال آخرين، أما مع زوجي فلا. كلُّ ما فعلتُ أني تقبلتُ الواقع، فأخبروني ماذا أفعل؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأخت الكريمة، حياكِ الله. يبدو أنكِ لم تتخلَّصي رغم تلك السنوات مِن رواسب وآثار الاغتصاب الذي تكرَّر عدة مرات، وهذا منطقي جدًّا أن يستمرَّ أثرُ ذلك الفعل الشائن إلى ما بعد الزواج، ويدفع ثمنه معكِ رجلٌ لم يُشارِكْ في تلك الجريمة النكراء، ولم يَقترِفْ هذا الإثم البيِّن، ولكنه شؤم المعصية وبشاعتها التي يطول أثرها حتى يعم المذنب والبريء! لقد أخطأتِ في حق زوجكِ، وأتبعتِ الخطأ بخطأ أكبر؛ إذ قبلتِ الزواج منه وفي نفسكِ من العلاقة بين الرجل والمرأة ظنونٌ وتصوراتٌ سلبية ناتجة عن ارتباطٍ شرطيٍّ شديد السوء.. ثم ارتضيتِ لنفسكِ ممارسات جنسية مُحرَّمة وبعيدة كل البُعد عن الفطرة السليمة، وقبلتِ هذا العمل رغم فظاعته وقبحه ونفور الأنفس الطيبة منه؛ لأنه لم يرتبطْ في ذهنكِ بروابط سلبية، فالضابطُ لديكِ بحاجةٍ لتعديل وتنقيح، ولن يتسَنَّى لكِ تخطي ذلك بعد طول المدة ومرور السنين إلا بمعاونة مختصة نفسيةٍ تُرشدكِ إلى كيفية تخطي تلك الأزمة التي قد تفقدكِ زوجكِ في أقرب فرصة تتسنى أمامه، إما بطلاقٍ أو زاوجٍ ثانٍ؛ لهذا أنصحكِ أن تعجلي بزيارة أحد المراكز الاستشارية النفسية ليتم تفريغ تلك الشحنات المحمَّلة بكل أسًى، والتي تصب على رأس زوجكِ المسكين، وتحرمه حقًّا مِن آكد حقوق الزوجية وأهمها بالنسبة إليه! وأؤكد لكِ أنكِ لا تعانين عِلة جسدية تمنعكِ دون الاستمتاع وإمتاع زوجكِ بالعلاقة، فأرجو ألا يُصور لكِ الشيطان شيئًا مِن ذلك، ودليل ذلك أنكِ استطعتِ الاستمتاع بممارسة العادة السرية لمدة طويلة. وإلى حين ذهابكِ إلى مختصةٍ نفسية أنصحكِ بممارَسة بعض تمارين الاسترخاء؛ كتمارين التنفُّس عن طريق التمدُّد على مكانٍ مريحٍ في غرفة قليلة الأثاث؛ هادئة الصوت، نقية الهواء، خافتة الإضاءة، ثم وضع اليدين على البطن باسترخاء، وأخذ شهيق عميق يَملأ فيه الهواء الرئتين، ثم حبس النفس لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ، ثم دفعه بزفير مِن الفم لإخراج كل الهواء، وتكرار هذا التمرين عدة مرات على مدار اليوم. أو التمدد أو الجلوس في مكان مريح وإرخاء العينين بحيث تبدوان شبه مغمضتين، ثم التفكير في منظر جميل، "وأقترح أن تتخيَّلي نفسكِ مع زوجكِ في هذا المكان"، وإن تَيَسَّرَ أن تستمعي إلى مُؤثرات صوتية تُساعد على الاسترخاء؛ كصوت العصافير، ثم قومي بقبض جزءٍ مِن جسدكِ وبسطه ببطء، وكرري ذلك مع ما تستطيعين مِن أجزاء جسدكِ؛ كالقدمين، والذراعين، والفخذين، والفكين، قد يبدو ذلك لكِ في البداية نوعًا مِن البلاهة، لكن تأثيره نافعٌ ومُجرَّبٌ كثيرًا. ونصيحة أخيرة أن تتأمَّلي في حال زوجكِ جيدًا، فهل يُعاني زيادة التعرُّق مثلًا، أو بخر الفم، أو نحو ذلك مما يُصيبكِ بالنفور منه، والرغبة في ممارسة ذلك مع غيره مِن الرجال؟! فإن وقعتِ على شيء مِن ذلك فبادري بمناقشته مع زوجكِ، واطلبي منه سرعة التغيير، وأعينيه على ذلك؛ لتُرغِّبي نفسكِ فيه وليكونَ على الصورة التي تتمنين، وذلك من حقوقكِ عليه؛ ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، لكن أن تنتظري أن يلحظَ هو ويُغَيِّر من تلقاء نفسه؛ فأخشى أن يطول انتظاركِ! ملاحظة أخيرة أود لفت انتباهكِ الكريم إليها، وهي أن سكوت زوجكِ لا يعني أنه لم يتأثَّرْ بعدُ كما يُخيَّل إليكِ، وكما تقولين: "أخاف أن يُؤثِّر هذا على زوجي"، وإنما يعني أنه يتعذَّبُ في صمتٍ وقهرٍ! كتبتِ في نهاية استشارتك: "كلُّ ما فعلتُ أني تقبلتُ الواقع"، وهذه سلبية غيرُ مقبولة؛ فتقبُّل الواقع ليس إجراءً أو فعلًا تقومين به، ولكنه ترك الفعل والتسليم بالأمر. أصلح الله شأنكِ، وجعلكِ قرة عين لزوجكِ، وجعله لكِ كذلك والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |