|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العمل ومواصلة الدراسة بعد الالتزام أ. فيصل العشاري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري ٢٥ سنة, كنتُ مُتَبَرِّجة مِن قبلُ، ومَنَّ الله عليَّ بالهداية في رمضان الماضي، والتزمتُ - والحمد لله - بالحجاب الشرعي، مع كشْفِ الوجه واليدين، وحافظتُ على الصلاة وقراءة القران. كنتُ إلى نهاية السنة الدراسية الماضية أدرس في جامعة مختلطةٍ، كحال جميع المؤسَّسات في بلدي - حتى الدينية منها - وحصلتُ على إجازة في العلوم الفيزيائية، وبحكم حرصي على الالتزام بديني، وتغيُّر نظرتي للدنيا، أردتُ أن أَلْزَمَ المنزل هذه السنة؛ لكي أتَفَقَّه في أحكام ديني وأُفَكِّر فيما يمكن أن أفعلَ في الدراسة، أو العمل بما يُرضي الله. أتمنى أن أكملَ الماجستير، ووالداي يُريدان مني أن أعملَ، مع أنهما لم يُصَرِّحَا بذلك، لكن كلامهما يُعطي هذا المعنى، وكأنهما يُريدان أن يقولا: تعبنا مِن الإنفاق عليك، ولم تعد لدينا القدرة على ذلك! وأنتم تعلمون أن العمل في ظل الظروف الحالية صعبٌ، وليس بيدي، فضلًا عن الاختلاط الذي لا مفَرَّ منه، مع الرشوة والمحسوبية، وأنا لا أريد أن أبدأ عملًا بالحرام. تارة أدعو الله أن يُوَفِّقني إلى عمل حلال، وتارةً أدعو الله أن يرزقني زوجًا صالحًا، وتارة أدعوه أن يرزقني الهداية والتثبيت على هذا الدين، فأنا محتارة حتى في الدعاء! ولا أخفيكم نظرات الاستخفاف والدونية من العائلة والجيران، وهذا شيءٌ لا يؤثر فيَّ، ولكنه يُؤَثِّر في والديَّ، خصوصًا وأنَّ عمل الفتاة في بلدي يعدُّ استقلالية، وشيئًا يُفْتَخَر به. احترتُ في أمري، وما يُصبرني هو راحتي النفسية بعد الالتزام - والحمد لله. سؤالي هو: ما السبيل لكي أرضي الله ونفسي ووالدي؟ وما توجيهاتكم لفتاة مسلمةٍ تعيش في وسطٍ لا يُعين على التشبُّت بما جاء به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ وجزاكم الله خيراً، وجعله في موازين حسناتكم. الجواب الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. نحمد الله تعالى أن مَنَّ عليك بنعمة الهداية، ونهنئك بهذه النعمة، ونرجو أن يكون القادمُ خيرًا مما مضى. من الطبيعي أن تحصلَ لدى المُقبِلة على الهداية ردةُ فعل انعزالية عن العالم الذي ترى أنه كان سببًا في تقصيرها وبُعدِها عن ربها، وهذه العُزلة مهمة، ولكن بحدودٍ معينة، ولفترة مؤقتة؛ لأن التزامها على طول الخط قد يُؤدي إلى نوع مِن التقوقُع حول الذات والانطوائية، وربما أدى إلى ردة فعل عكسية وأمراض نفسية، إذا لم يكن صاحبُ هذه العزلة يجيد إدارة وقته وذاته. لذلك نرى أن يكونَ هناك توازُنٌ بين حاجتك إلى الخلوة وبين انخراطك في المجتمع، ومخالطتك للناس - ونعني بها: المخالَطة المشروعة - وقد ورَد في الحديث الشريف: ((المؤمن الذي يُخالط الناس، ويصبر على أذاهم، خيرٌ مِن الذي لا يُخالطهم، ولا يصبر على أذاهم)). أما مسألة مواصلة الدراسة، فهي خاضعةٌ لظروفك الاقتصادية والاجتماعية الحالية، وكما فهمنا بأن أبويك لا يرغبان في مزيدٍ مِن الصرف على دراستك، ويُفَضِّلان لك أن تعملي، وأنت هنا بين خيارين: إما أن تستجيبي لرغبتهما، وتبحثي عن عملٍ مناسب يُلَبِّي طموحاتك، ويحافظ على خصوصيتك الدينية، وأثناء العمل يمكن أن تلتحقي بالدراسة أيضًا، ولو بطريقة الانتساب - إن كان ذلك متوفِّرًا. أو أن تقنعي الوالدين بمُواصَلة الدراسة، وهنا ينبغي أن تُقَدِّمي لهما خطةً واضحةً حول جدوى مواصَلة الدراسة، والثمار التي ستجنونها جرَّاء ذلك، حتى يكون محفِّزًا لهما لمواصَلة الإنفاق عليك. المهم هو أن تسيري في خَطَّيْنِ مُتوازيين: المشارَكة المجتمعيَّة، ومحاوَلة إكمال الدراسة وتطوير الذات. فالمشاركةُ المجتمعيةُ تُسهم في العثور على الزوج الصالح، لا سيما إن كانتْ تلك المشاركة في مجتمع الأخوات الصالحات؛ كجمعيات العمل التطوعي، أو حلقات العلم الشرعي وتلاوة القرآن، فربما دلَّتْ إحداهنَّ أخاها أو قريبها عليك. أما خط مواصلة الدراسة، وتطوير الذات، فهو يضمَن لك تحقيق مزيدٍ مِن المعرفة والرُّقي، كما يجعلك مَرغوبةً أكثر في سوق العمل لاحقًا لو رغبتِ في ذلك. وقبل كل ذلك لا بد مِن التعلق بالمولى - جل في علاه - فهو نِعْم الناصر ونعم المعين. وفقك الله، ويَسَّر أمرك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |