فتاة غريبة في بيتنا ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027903 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304603 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121808 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-05-2021, 02:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي فتاة غريبة في بيتنا !

فتاة غريبة في بيتنا !


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي






السؤال



ملخص السؤال:

فتاة مرضتْ أمُّها منذ مدة، ورفَض أبوها الزواج من غيرها، إلا أنه أتى بفتاة أجنبية عنهم وأسكنها معهم في البيت، وأبوها لا يقبل النقاش في أمرِها، والفتاة تشعر تجاهها بالريبة، ولا تدري ماذا تفعل!



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في العشرين مِن عمري، أُصيبتْ أمي بشللٍ نصفي منذ سنوات ورفض أبي الزواج من امرأة ثانية بعد مرَضِها، المشكلة أنه منذ مدة أحضَر فتاةً في مثل عمري تقريبًا، وجعَلَها تقيم معنا في البيت؛ بحُجَّة أنها تواجه مشاكل مع أسرتها، بالرغم من أن الفتاة معقودٌ عليها!




لاحظتُ أشياء مريبةً تحدث بينها وبين والدي، وعندما ناقشناه أكَّد لنا أنه يحبُّها، وللأسف لم أتمكَّن من تحديد نوع العلاقة بينهما، ولا الصفة التي تخوِّل لها العيش معنا وهي متزوجة!




أبي يعتبر هذا الموضوع غير قابل للنقاش، وأمي لا تعلم أي شيءٍ مما يَحصل، ويدور في داخلي صراع عنيف تلخصه النقاط الآتية:

لا أريد أن أكون قاسيةً مع والدي، ولا أريد أن يبقَى على خطَئِه، وقد حاولتُ نهيه بالمعروف فلم ينتهِ، وأخشى أن يشتدَّ النقاش بيننا بسبب هذه الفتاة!




أخشى أن تعرفَ أمي فتسوء حالتها الصحية أكثر.




أخشى أن أظلمَ الفتاة عن جهلٍ أو قلة فَهم، وأنا لم أتمكن مِن تحديد موقفي تجاهها بعدُ!




وأنا مستاءةٌ من هذا الوضع جدًّا، ولم أشعرْ بالاستياء قط مِن أحد قدْرَ استيائي من هذه الفتاة؛ وذلك لأنها تسبَّبتْ في أن أواجِهَ أبي وأُعارضه!




أخبرتُ أبي أن الحلال بيِّن وأن الحرام بيِّن، فقال لي: هل شَهدتِنا نأتي فاحشةً ما؟ وأعوذ بالله أن أشهدَ ذلك، لكنهما يتناجيان على مقربةٍ مني، ويتبادلان رسائل قصيرة مشتملة على كلمات غرامية طوال الوقت، ويجلسان معًا في المقهى ويتبادلان المزاح.




للأسف لا يحتمل أبي أن نُبدي أي ملاحظات عليه في هذا الأمر، فماذا أفعل؟!


الجواب



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على حرصك على والدك، ونهْيِك له عن المنكر بالتي هي أحسن، والصبر على الأذى، فهذا شأنُ الابن البار الذي يتقي الله تعالى في والده، ويعلم أن معاملة الوالد لا تكون إلا بما أمر الله به في كتابه العزيز؛ حيث ‏قال: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[العنكبوت: 8]، وقال: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]، فإذا بلغ الوالد السنَّ التي تضعف فيه قواه، ازدادتْ حاجته إلى اللطف والإحسان، ولذلك حرَّم الله على الأبناء أذيَّته ولو بأدنى الأشياء؛ كإظهار التأفُّف والتضجُّر لينبِّه على حُرمة ما يُساويه وما سواه؛ كزَجره، والتحدُّث إليه بطريقة خَشِنة، وإنما يُلاطَف بالكلام الليِّن الحسَن الذي يُطمئِنُ قلبَه ونفسه، مع احتساب الأجر مِن الله الكريم.




وتأمَّلي بارك الله فيك الآية السابقة وعباراتها النديَّة، وصورتها الموحية، والتي تستجيش وجدان البرِّ والرحمة في القلوب: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾، فالرحمة ترقُّ وتلطف، حتى لكأنها الذلُّ الذي لا يرفع عينًا، ولا يرفض أمرًا.




والآياتُ ‏والأحاديثُ في هذا المعنى كثيرةٌ، وما إخالها تَخفى عليكِ، وكلها دائرةٌ على هذا المعنى من الإحسان، والبِرِّ، والمَعروف، ووجوب الطاعة في غير معصية، حتى وإن أساء.




إذا تقرَّرتْ عندكِ هذه المعاني - سلَّمك الله - فلا بأس عليكِ مِن نهْي الوالد عن المُنكر، وأمرِه بالمعروف، بل هو مِن أعظم البر به؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، قالوا: يا ‏رسول الله، هذا المظلومُ، فكيف ننصر الظالم؟ قال: ((تمنعُه مِن الظُّلم))؛ متفق عليه، فإنَّ أبوَّته ومودته تُوجب له حرمةً وحقًّا زائدًا، ومِن حقِّه أن تَنصحيه وتهديه إلى مصالح آخرته وإنقاذه من مضارِّ أفعاله، والابن الحقيقيُّ هو مَن يسعى في عمارة آخرةِ والده، ومَن ترك والده وهو متلبس بالمعصية فهو على العكس من ذلك.




‏ولا شك أن ما يفعله الوالد - غفر الله له وألهمَه الصَّواب - منكَر بلا شكٍّ، وظلم لنفسه، وليس الحرام في العلاقة بالمرأة الجنبية مُنحصرًا في فعل الفاحشة، وإنما حرَّم الله كل المقدِّمات المؤدية إليه؛ من النظر، والخلوة، والاختلاط، والخضوع بالقول، إلى غير هذا مما هو معلوم.




ثم إن إقامة تلك الفتاة الغريبة عنكم في بيتكم أمر غريب حقًّا، وهو يُخالف الدِّين، وأعرافنا، وشيَمَنا الأصيلة الراقية، فبيِّني ذلك لوالدك بلطفٍ شديدٍ، وبكلام ليِّن، مع الحِرص أن يكونَ سرًّا بينكِ وبينَه، فهذا أقربُ إلى القبول، فإن دَعَتْ حاجة فلا بأس مِن الجهر، المُهم الوسيلة الصحيحة التي يحصُل بها المقصودُ، وتحلَّي بالصبر الجميل؛ فمعركةُ الهداية طويلة، فلا تَمَلِّي ولا تيئسي وتَدَعيه، بل تحبَّبي له، وأظهري له شفقتك ورحمتك به، وخوفَكِ عليه، وتواضَعي له، وبيِّني له حُرمة ما يفعله بصرامة وشدَّة بغَير فظاظة ولا غلظة، قاصدة وجه الله عز جل، فحُسنُ القصد له تأثير عجيبٌ في الاستِجابة وفي نصرة الشرع وإقامة الدين، وأكثِري من الدعاء له بظاهر الغيب، وتحيَّني أوقات الإجابة؛ كثُلُث الليل الآخر، واعرِضوا عليه الزَّواج، فلا شك أن مرضَ الوالدة - شفاها الله - كل هذه السنين أورثه فراغًا عاطفيًّا يَمْلَؤُه بتلك الطريقة المحرَّمة.




بقيَ أمران لا يقلان أهمية عما سبق:

الأول: إن استطعتم الاستعانة بأحدٍ مِن أهل العلم والدين ممَّن يُعرَف بحسن التصرُّف ولين الكلام ليَنصَحَه ويسمَعَ منه، ويُخرج ما في نفسه مما لا يَستطيع البوح لكم به، لكان ذلك خيرًا لكم وله.





الأمر الثاني: قد يكون والدُكِ يُعاني بما يُعرف بأزمة منتصف العمر





هذا؛ وأسأل الله أن يُلْهِمَ والدك الرشد والسداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.01 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]