|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() فهل يترَكُ الإنسانُ عبدًا لأهوائه؟ فالهوى يميل إلى التفلُّت من الضوابطِ جميعِها حتى يلقي بصاحبِه في التهلكة. والنفسُ تصبو إلى الراحةِ وعدمِ التعبِ وإلى اللهو والترف وعدمِ الطاعةِ لله سبحانه وتعالى. فهي كما وصفها الله تعالى أمّارةٌ بالسوء. ولو بحَثْنا عما تعنيه كلمةُ "الهوى" في اللغةِ لوجدْنا أنها في لسان العرب تعني: هوى بالفتح، يهوي، هَوْيا وهَوِيّاً وهويانا وانهوي: سقطَ من فوق إلى أسفل... وهوى السَّهمُ هَوْياً: سقط من علوّ إلى أسفل، ﴿ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النازعات: 40] معناه نهاها عن سهْوتِها وما تدعو إليه من معاصي الله عز وجل. فكيف بعد هذا يتركُ الإنسانُ نفسَهُ للهوى؟ وكيف نتركُ أولادَنا دون رِقابة. فواقعُنا اليومَ - لللأسف - يكثُر فيه الإهمالُ بهذهِ القضيةِ التي تحددُ سلامةَ أبنائِنا، حيث بات عنوانُ الصُّحبةِ والعلاقةِ بين الجنسين عادياً بحِجةِ الابتعادِ عن الكبْت الجنسيّ، ونتلافى الأمراضَ النفسيةَ المتولدَّةَ عن هذا الكبْتِ في جميع مؤسساتنا التربوية وغير التربوية. في جعبتي كثيرٌ من الإِحصائياتِ الدّالّةِ غلى انهِيار الحضارةِ الغربية بسبب هذا الفلُّت الذي نحن بصددِه. ولقد تمّ الإطلاعُ عِبرَ الانترنت على بعضِ الإحصائيات لباحثينَ أجانبَ عن انهيار الوضعِ الاجتماعيّ في أمريكا وغيرها من دول أوربا، وهي تحملُ عناوين: فضائحَ الاختلاطِ والتحررِ، فسوقَ المرأةِ الأمريكية، وإحصائياتٍ أخرى عن دورِ المرأة في الغرب وبعض الدول الأخرى كلها تحمل عنواناً واحدًا هو سقوطُ الحضارةِ الغربيَّةِ التي ندافِعُ عنها بكلِّ ما أوتينا من حصانةٍ ومن ذرقةِ لسانٍ وقوّةِ جَنان. بعد هذا التحليل العقلانيّ نعودُ للسؤالِ: " كيف نعود بالعلاقة بين الفتاة والشاب لتنضوي في إطار الشرع " فقد جعل الله عز وجل منذُ بدايةِ خلْق آدمَ وحواءَ ضوابطَ وقوانينَ تحكمهما وتسيِّرُهما حسْبَ إرادةِ الله تعالى وتبعدُها عن وسوسةِ الشيطان. أول هذه الضوابط الشرعية: العملُ بما أمَرَ الله، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [28]. إذ أنّ عقولَنا قاصرةٌ عن فهمِ الحِكَمِ التعبُّديةِ التي شرَعَها اللهُ لنا من تحريمٍ وتحليلٍ. ومعرفة أنها الفتاة والشاب وحفظِهما من براثنِ الشيطان ووسوستِه. وليس من شأنِ المؤمنِ أن يتحرى الحكمةَ مِنَ التحريمِ أو النهي أو الأمر في الأحكام الإلهية، ولكن شأنه أن يقول: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾[29]. بعد أن تعرَّفنا على فِطرةِ كلٍّ من الفتاةِ والشابّ، أورد بعضُ علماءِ التربيةِ عواملَ من سببها تساعدُ على ارتكابِ فاحشةِ الزنا. سنستعرض هذه العواملَ لنعرفَ كيف يمكننا التعاملُ معها في ضبطِ وتفتيننِ مشاعرِهما خاصةً مشاعر الحب والإنجراف للطرف الآخر. ولماذا يجبُ أن نتعرف على هذه العوامل؟ لأن الإنسان عدوُّ ما يجهلُ. عليه أن يتعرف إلى كل العواملِ حتى يستطيعَ أن يتحكمَ بها. أهم هذه العوامل: • لغةُ العيون. • لغةُ الجسد. • لغةُ الكلام. • كهرباءُ اليدين. • المكانُ الحسِّي. 1- لغةُ العيون:كما قال علماء التربية: أي غضُّ البصر كما قال تعالى: وهي من الضوابطِ الشرعية التي غاب عنها فهمُ الكثيرين منا. قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [30]. فكفُّ البصرِ عن ما حرَّمَ الله، وعدمَ النظرِ إلاّ إلى ما أباح لنا النظر إليه (ومن) للتبعيض أي غضوا بعضَ أبصارِكم فلا يحملقوا بأعينهم في محرم. وقد ثبت علمياً أنّ العينَ لها رسائلُ (عبارة عن إشعاعات تلعب دوراً هاماً في عملية جذْب الشَّاب أو الفتاة. وقد صدق بعض السلف في تعريف هذه الإشعاعات بأنها سهمُ سمٍّ إلى القلب. وأَنَ البصرَ مفتاحُ الوقوعِ في المنكرات، وشَغْلِ القلبِ بالهواجسِ والأحلام، وتحريك النفْسِ بالوساوسِ، وبريد السقوط في الفِتنةِ أو الزنى، ومنشأ الفسادِ والفجورِ، إن للعيون جهازًا إرساليًا يقوم بتوظيف العينين بما ترسلانه من نظرات. للتعبير عن المشاعرِ الوجدانيةِ سواءً كانت هذه المشاعرُ مشاعرُ حبٍ أو كُرهٍ. مِنَ الممكن أن يتماشى المرءُ مصارحةَ من يحبُّها، ومِنَ الممُكنِ ألاّ يتصافحا بالأيدي، لكن من غير الممكن تقريبًا أن تلتقي الأعين دون أن تتبادلَ الرسائلَ التي تتضمنُ الحبَّ والهُيامَ. ونكادُ نقول إن رقابة المجتمع يمكن أن تطالَ كلّ سلوكٍ يصدر عن المرء ولكنها تعجزُ عن مراقبةِ سلوكِ العينين وما ترسلانه أو تستقبلانه من رسائل. إنّ مجردَ أن تتقابل العينان يعني أن مشوارَ الغرام سوف يستمر حتى النهاية. وهنا يأتي ما تَشَرَّبهُ المرءُ من قِيم دينية وإجتماعية ليصوِّب هذا المسار فلا يسترسل الشَّاب للأحلام والأماني لمجرد أن العيون بعثَتْ رسائل إعجاب. 2- أما لغة الجسد: من رشاقةِ قوام وهندام: وما زلنا نتحدث عن تعريفات علماء التربية وما يقابلها من الضوابط الشرعية. أمر الله تعالى النساء بالحجاب ونهاهُنّ عن التبرج والزينة. قال تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ﴾[31]. فلباس التقوى وعدمُ الزينةِ هو حمايةٌ للمرأة من نظراتِ الشهْوانيين، ولأنَّ ظهورَ جمالِ النساء ومفاتِنِهِنَّ سببٌ لإثارةِ غرائزِ الشهوةِ عندَ الرجال. ويقول علماء التربية كم للمظهر الخارجي من تأثيرٍ لخداع الآخرين وعلى إثارة المشاعرِ وتأجيجها فتكونَ العاملَ الثاني المحركَ لإثارة غرائزِ الشهوةِ الجنسيةِ. 3- لغة الكلام: إنّ الإسلامُ لا يمنع المرأةَ مطلقًا أن تحدِّث رجلاً أجنبيًا، ولا يطلقها من كل قيد في حديثها معه، إنما يسمح لها بالحديث الجادّ والقول الصريح غير المطمِّع وغير المثير، قال تعالى: ﴿ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾[32]، فالكلمة التي تشعر سامعها بالخضوع والليونة والميوعة تكون سببًا مباشرًا للوقوع في الزنى ﴿ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ﴾ [الأحزاب: 32] أي شهوة الزنا. وهذا الأمر خاصٌ لجميع النساء وليس لنساء النبي فقط وعلماءُ التربية يقولون: إنّ للكلام تأثيرًا خفيًا على الشاب والفتاة في فترة البلوغ فإن سماعَ الكلام الرقيقِ المثيرِ للعواطفِ هو المحركُ الثاني لمشاعرِ الشهوةِ الجنسيةِ وماله من سحرٍ يؤثّرُ على الفتاةِ خاصةً تحبه بطبيعة فطرتها التي فطرها الله عز وجل فهي توَّقةٌ لهذا الكلام بشكل دائمٌ لإشباع هذه الفطرة. 4- كهرباءُ اليدين: إن من عوامل تحريك العواطف والانفعالاتِ ملامسةَ جسمِ المرء بجسمٍ آخر. ولا تقتصر العواطفُ والانفعالاتُ على الناحية الجنسية فقط، ولكن تمتدُ إلى المعنى العام للعواطف والانفعالات، فالأم تحرك مشاعرَ طِفلها كما تتحركُ عواطفُها وانفعالاتُها بحضنه وتقبيله. أما بالنسبة للرجل والمرأة فإن المصافحة - عامل قوي لتحريكَ العاطفة الجنسية - لأجل ذلك كان تحريمُ المصافحةِ بين المرأة والرجل الأجنبي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمخيط من حديدٍ خيرٌ له من أن يمسُّ امرأةً لا تحلُّ له "[33]. 5- المكان الحسيّ: يقول علماء التربيةَ إن من الأمور التي تؤججُ المشاعرَ أو تعمَلُ على إخمادها. هو المكان الذي نلتقي به مع الآخرين خاصةً الجنس الآخر. هذه المشاعر تتأججُ وتتضاعف إذا كان المكان منـزويًا مظلمًا تصدح منه الموسيقى الهادئة... هذه الأجواء تجعل الأحاسيسَ تتضاعفُ وتتسارعُ بدون أن يكون لدى المراهقِ أو المراهقةِ القدرةُ على السيطرةِ عليها ولهذا نجد الكثيرات بتعجبن من أنفسهنّ كيف انقدن إلى الخطيئة بهذا النحو مع أنهنَّ لا يكننَّ للآخر مشاعر إعجاب عميقة... هذا هو سحر المكان!!! لهذا حرّم الله عز وجل الخلوة بين الرجل والمرأة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلوَنّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها؛ فإن ثالثهما الشيطان " [34]. لذا فإنّ الغريزة الجنسية لا يطلق لها العنان كيف شاءت بلا حدودٍ توقفها ولا روادع تردعها، من دين أو خلقٍ أو عرف، لقد اجتمع جميع ما حرمه الله بقول أمير الشعراء أحمد شوقي: نظرة فابتسامة فسلام ♦♦♦ فكلام فموعد فلقاء. بعد هذا هل هناك علاقة صحبة بين الفتاة والشاب؟! فقد حرم الله عز وجل هذا الأمر للفتاة خاصة حينما قال تعالى: ﴿ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾[35]. محصنات: أي العفائف غير المسافحات أي التي تؤاجر نفسها مع أي رجل أرادها. والتي تتخذ الخدن: هي التي تتخذ صاحبها معينًا. حينما قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾[36] ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [37] وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين [1] سورة الذاريات، الآية: 49. [2] سورة يس، الآية:6. [3] سورة الروم، الآية: 21. [4] سورة النساء، الآية: 10. [5]الخالدي، صلاح عبد الفتاح، شرح العقيدة الطحاوية، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى، 1421هـ- 2000م، ص: 13. [6] سورة البقرة، الآية: 30 [7] الرضواني، محمود عبدالرزاق، أسماء الله الحسنى الثابته في الكتاب المقدس دراسة مقارنة، مكتبة سلسبيل، القاهرة، الطبعة الأولى، ص 490 - 493 بتصرف. [8] سورة ص، الآيات: 71- 73. [9] سورة البقرة، الآية:34. [10] سورة الأعراف، الآية: 12 [11] سورة الأعراف، الآية: 12 [12] سورة ص، الآيات:75-76. [13] سورة الأعراف، الآيات:16- 17. [14] سورة ص، الآيات:82- 83. [15] سورة الإسراء، الآية:62 - 65 [16] سورة البقرة، أية: 35. [17] سورة البقرة، الآيتان: 35-36. [18] سورة الأعراف، الآية: 20. [19] سورة البقرة، الآية: 36. [20] لسان العرب، ج 14، ص 142 - 143. [21] سورة النور، الآية: 59. [22] أخرجه الترمذي. [23] سورة لقمان، الآية: 11. [24] سورة يوسف، الآية: 33. [25] سورة طه، الآية: 16. [26] سورة الفرقان، الآية: 43. [27] سورة القصص، الآية: 5. [28] سورة الأحزاب، الآية: 36. [29] سورة البقرة، 285. [30] سورة النور، الآيتان: 30 - 31. [31] سورة النور، الآية: 31. [32] سورة الأحزاب، الآية: 32. [33] أخرجه الطبراني في الكبير. [34] رواه أحمد. [35] سورة النساء، الآية:25. [36] سورة الأنعام، الآية:151. [37] سورة النساء، الآية:27.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |