|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() معاناتي النفسية أدت إلى العزلة والانقطاع عن المدرسة أ. شروق الجبوري السؤال أنا فتاةٌ في السابعة عشرة مِن عمري، أُعاني مِن ضَحِك وبكاء لا إرادِيَّيْنِ، كما أنني أتوهَّم مواقفَ متعدِّدة ومختلفةً؛ فأتفاعل معها، وأتحدَّث مع نفسي، وأُعاني كذلك مِن كثرةِ الشرود، وكثرة التفكير، والنسيان، والخوف، وأحس أن ما يحدث للآخرين يحدث لي، فأتفاعل مع الموقف. كنتُ مِن المتفوِّقات في الدراسة، والآن لم أعدْ أحتمل الكُتُب، ولا أرَكِّز في دروسي، حتى إنني ذات يوم لم أستَطِع النهوض لأخْذِ الكُتُب من فوق الطاولة.. وأصبحت أجتاز الامتحانات بالدموع. أنا أُحب الخير للآخرين، غير أني أحسُّ أنني أَحسد، وأنا لا أحسد أحدًا، وأصبحتُ أتمنى الموت، وأفكِّر في الانتحار، وأعيش حالة حزن وكآبة، ولا أستطيع الدفاع عن نفسي! كل ذلك يحصُل لي وأنا مِن المحافِظات على أذكار الصباح والمساء، ذهبتُ لراقٍ شرعيٍّ، وحاولتُ شراء دواء "طوكسفين"، غير أن الصيدلي طلب مني وصفة الطبيب، فلم أتمكَّن مِن شرائه! أصبحتُ أعيش في عُزلة، ولم أعدْ أذهب المدرسة، ولا أتحمَّل رؤية الطالبات يعملن، وأنا لا أعمل ولا أراجع دروسي! أرجو المساعدة، ولا تنسوني مِن صالح الدعاء. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم. يسعدنا بدايةً أن نرحِّب بانضمامِك إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. عزيزتي، إن شعورَك بأن ما وقع للآخرين يحدث لك، هو حالةٌ تعكسُ ما يسمَّى بـ(القابلية على الإيحاء)، ويبدو أن مُستواها عالٍ لديك بشكلٍ جعلك تحزنين لحزنِ الأطراف المعنيَّة فعلًا بالموقف، أو تسعدين - بشكل مؤقَّت - لسعادة تُصيبهم، ثم يصيبك الاكتئاب ما أن تتفطَّني أنك لستِ المَعْنِيَّة بهذه السعادة، وهذا الأمرُ قد تسبَّب لكِ فيما تُعَانِين منه مِن مشاعرَ سلبيةٍ الآن، إضافة إلى أنَّ له تأثيراتٍ أخرى على نُضجِك الاجتماعي، الذي يتطلَّب أن تخوضي بنفسِك تجارب واقعيةً، تمثِّل لك فيما بعدُ خبرات تُساعدك على اتخاذ الردِّ المناسب في المواقف الحياتية المستقبليَّة. ومن العوامل التي تُساعدُك على التخلُّص - أو التخفيف - من القابلية على الإيحاء: زيادة اشتراكك في نشاطاتٍ اجتماعيةٍ فعَّالة؛ كالتطوُّع في النشاطات المدرسيَّة أو الأعمال الخيرية والاجتماعية، ومُطالَعة الكتيِّبات المعنيَّة بنمو الشخصية، وأسباب النجاح، وكيفية بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة، وغيرها مِن الموضوعات ذات العَلاقة بهذه الأمور، والتي تقدَّم بأسلوبٍ ميسَّر وجذَّاب. واعلمي - يا بُنيتي - بأن التغيُّرات الجسمانيَّة والاجتماعيَّة التي تُواجِهك في هذه المرحلة العمرية التي تمرِّين بها لها أيضًا دورٌ مهمٌّ في الانفعالات غير المُسببة التي تجتاحك؛ ولذا لا بدَّ لك مِن تصريفِها بممارسة الرياضة التي ترغبين فيها بشكل دوري، واكتشاف الهِوايات التي تميل إليها نفسُك وممارستها وتنميتها، فإن ذلك كله سيشغل ذهنك - بإذن الله تعالى - بحقائق سارَّة تعيشينها واقعًا؛ لتحلَّ بدل الأفكار السلبية التي تجتاحك الآن. وأذكِّرك أخيرًا، بأن مُواظبتك على قراءة الأذكار والأدعية الصباحية والمسائية أمرٌ مهم جدًّا، لكن الأهم هو تفكرك وتأمُّلك واستشعارك لما تقرئين، وابتعادك قدْرَ الإمكان عن قراءة اللسان فقط. كما أذكِّرك - يا بُنيتي - بأنك ما زلتِ في مُقتبلِ العمر، وأن عزْمَك الآن على تغيير حياتك نحو الأفضل باتباع الإرشادات السابقة، يُثبِت قوَّة إرادتك وسلامة تفكيرك، وهي أمورٌ مُهمة تُغنِي الإنسان عن كثيرٍ مِن المشكلات. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى اللهِ تعالى أن يُصلِحَ حالك وبالك، ويشرحَ صدرك، وينفع بك، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |