كيف أنتشل أهلي من الذنوب؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027969 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304678 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121932 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-05-2021, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أنتشل أهلي من الذنوب؟!

كيف أنتشل أهلي من الذنوب؟!


أ. عائشة الحكمي





السؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




مشكلتي كانتْ بعد ماضٍ قاسٍ مِن الذنوب والمعاصي، وقد تبتُ إلى الله - عز وجل- وأصبحتُ أكره المعاصي وأصحابَها، لكن الأسرة لا تُساعدني على ذلك؛ فأبي متلبِّس بالمعاصي والمجاهَرة بها، مما ساعَد إخوتي على ارتكابها!




أحاول وعْظَهم، ونهيهم عنْ ذلك، ولكن فاض بي الكيل، حتى إنه ذات مرة رفعتُ صوتي على والدي، وكلَّمتُه بسوء، ولم أكنْ أقصد!




كذلك أحد إخوتي يُمارس العادة السِّريَّة، ويُشاهِد المواقعَ الإباحيَّة، فضلًا عن مُضايقة الفتيات ومُغازلتهن، وغير ذلك!




أخاف الرجوع إلى الماضي البئيس الذي عشتُه، فلا أدري ماذا أفعل؟





الجواب



بسم الله الموفِّق للصواب

وهو المستعان




على رِسْلكِ أيتها العزيزة، فالتوبةُ مِن الذنب لا تَعنِي كراهية العُصَاة، ولا احتقار المُذنِبين، ولكن بُغْض المعصية والشفقة على العاصي! وبعبارة نفسية شائعة: أن نُبغِض سلوكَ الشخص لا ذاته!



وهو درسٌ عظيمٌ في الدعوة إلى الله - تعالى - والتعامل مع الآخرين، يعلِّمنا إيَّاه الصحابيُّ الجليلُ أبو الدرْداء - رضي الله تعالى عنه - حين "مرَّ على رجلٍ قد أصاب ذنبًا، فكانوا يسبُّونه، فقال: "أرأيتُم لو وجدتُموه في قَلِيب، ألم تكونوا مستخرجيه؟"، قالوا: نعم، قال: "فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم"، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: "إنما أبغض عملَه، فإذا تركه فهو أخي"؛ "الحِلْية"؛[ لأبي نُعَيْم].



فاحمدي الله الذي عافاكِ مما ابتلى به أهلَكِ، واسأليه - تعالى - أن يثبِّتكِ على الطاعة، ويَهدِي أهلَكِ إلى صراطٍ مستقيم، ويسترَ عوراتِهم وعيوبَهم، ويغفرَ لهم ذنوبهم، إنه هو الغفور الرحيم.



واعلمي - علَّمك الله الخير - أن الله - سبحانه وتعالى - لم يجعلْكِ رقيبةً على أحدٍ مِن أهلكِ، ولا حارسةً يمنعهم مِن دخول جهنم، فلا تكشفي من ذنوبهم عما غاب عنكِ، وإنما عليكِ ظاهر ما تَرَين وتَسْمَعين فطهِّريه، وانصحي بالحكمة والملاينةِ، أما أن تقولي: إن أخاكِ يُشاهد المواقع الإباحية، ويمارس العادةَ السرِّيَّة؛ فبالله مِن أين عرفتِ ذلك؟! ناشدتُكِ الله أن تتوقَّفي عن التجسُّس على والدكِ وإخوتكِ؛ فإنه ليس شيءٌ أبغض عندي مِن التجسُّس على الآخرين ومُراقبتهم! فالله لا يأمر بالتجسُّس، بل ينهى عنه؛ ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]، ولا يأمر بالشدَّة والغِلْظة في الدعوة إليه، بل بالحكمة والموعظة الحسنة؛ ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]؛ ولذلك لما "تصدَّى رجلٌ للرشيد، فقال: إني أريد أن أُغلِظ عليكَ في المقال، فهل أنت محتملٌ؟ قال: لا؛ لأنَّ الله - تعالى - أرسل مَن هو خيرٌ منك إلى مَن كان شرًّا مني! فقال: ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44]؛ ["محاضرات الأدباء"؛ للأصفهاني]، فاستعملي الحكمةَ والتلطُّفَ والملاينةَ في دعوة والدكِ، ووعظِ إخوانكِ، وأَشعِري قلبَكِ الرحمةَ بأهلكِ، والمحبة لهم، وحذارِ أن تعظمَ عندكِ نفسكِ فتسمحي لها بالتمادي، ومجاوزة حدود أدب الحوار مع والدكِ، فقد قضى الله في كتابه العزيز أن يعامَل الوالدان بالإحسانِ والمعروف، ولو كانا مشركيِن؛ ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23]، ويقول - عزَّ من قائل سبحانه -: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14- 15].



أما أن تجعلي معاصي والدكِ ذريعةً إلى التعامُل معه على هذا النحو الذي تصفينه؛ فليس هذا خلُق الداعية، فضلًا عن أن يكونَ خلق الابنة البارَّة الشفيقة!



تحتاجين - أيتها العزيزة - لمراجعةِ طريقتكِ الدعوية، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة في الدعوة إلى الله، كما تحتاجين إلى التركيز على نفسكِ تهذيبًا وتأديبًا؛ كي تكوني قدوةً حسنةً لأهلكِ بأخلاقكِ وأفعالكِ، لا بمَقالكِ ونصحكِ المنفِّر! وقد أحسن محمود الورَّاق حين قال:











رأيتُ صَلاحَ المرءِ يُصلِحُ أَهْلَه




ويُعْدِيهمُ داءُ الفَسَادِ إذا فَسَدْ




ويَشْرُفُ في الدنيا بفضْلِ صلاحِه




ويُحفَظُ بعد الموتِ في الأهلِ والولدْ









ولا تستصغري أثر الدعاء في تغيير أحوالكم، فاسألي الله أن يمنَّ على أهلكِ بالهداية، فبيدِه وحده أمر الهداية، وعسى الله أن يستجيبَ.



وما دمتِ قد تُبْتِ من ذنبكِ، وكانتْ توبتكِ إلى الله صادقةً، فلن يردَّكِ إلى المعصية فسادُ بيئتكِ، فاسألي الله - بمنِّه وفضلِه وكرَمِه - أن يعصمَكِ مِن الفتَن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبِّتكِ على الطاعة والهِداية، وعسى الله أن يرزقكِ الزوجَ الصالح عاجلًا غير آجل، ويُصلِحكِ، ويصلح بكِ وعلى يديكِ، آمين.




والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمدُ لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وآله، وصحْبِه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]