ولكن ابني ارتحلني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4956 - عددالزوار : 2060198 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4532 - عددالزوار : 1328478 )           »          نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2021, 01:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي ولكن ابني ارتحلني

ولكن ابني ارتحلني


ماهر فيروز
















العَظمة الحقيقيَّة هي أن تَحفِر في قلوب أبنائك مكانًا لك لا يُذهِبه مرورُ الأيام، ولا عوادي الزمن، أن تبقى حيًّا في مشاعرهم حتى وإن فارقتَهم!



سيدُ الخَلق صلى الله عليه وسلم، أمينُ وحي السماء، ترقَّى في مِعراجه إلى مكانٍ سُمع فيه صريرُ الأقلام، وكتابة المقادير، ثمَّ رجع يلاعب أولادَه، ويضاحِكُ أهله، ويمازح أصحابه، وهو من له هذه المقامات كلُّها!



لم يملك عبدُالله بنُ شدَّاد بن الهادِ رضي الله عنه إلَّا أن يحكيَ لنا هذا المشهد العجيب الغريبَ الذي رواه عن أبيه، فقال: (خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حاملٌ حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبَّر للصلاة، فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدةً أطالها، قال أبي: فرفعتُ رأسي، وإذا الصبيُّ على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاةَ قال الناس: يا رسولَ الله، إنَّك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلْتَها حتى ظننَّا أنَّه قد حدث أمر، أو أنَّه يُوحى إليك؟! قال: ((كلُّ ذلك لم يكن، ولكنَّ ابني ارتحلَني؛ فكرهتُ أنْ أُعجلَه حتى يقضي حاجته))؛ أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني.



يا ألله! أحدَثَ أمر؟ أَأُوحِيَ إليك؟ ((كلُّ ذلك لم يكن، ولكنَّ ابني ارتحلني؛ فكرهتُ أنْ أُعجلَه حتى يقضي حاجته))، أيُّ أبوَّةٍ هذه التي بين جَنْبَيْه؟! لم يمنعه مقامُ الصلاة والوقوف بين يدي ربِّه أن يتمهَّل ليقضيَ طفلُه حقَّه من اللعب والركوب، وهو يمرِّغ جَبِينه بين يدَيْ مولاه!



قلِّب ناظرَيْك أيها الأب، وقلِّبي ناظريكِ أيتها الأم في هذا التعبير الذي يفيض رقَّةً ورحمةً وحنانًا ((ولكنَّ ابني ارتحلني)) جعله كالرَّاحلة، ركب فوق ظهره.



هذا التصرُّف من ابن بنتِه صلى الله عليه وسلم، لم يكن حديثَ تلك الساعة، ولا وليد هاتيك اللحظة؛ وإنما استنبط بعضُ أهل العلم من فعل الصبي أنَّه لو لم يكن قد اعتاد على هذا في البيت، لما تجرَّأ عليه أمامَ الناس!



ويظهر هذا التعلُّق الكبير من النبي صلى الله عليه وسلم بالأولاد أنه أحيانًا قد يعجلُه وقت الصلاة وهو يحمل إحدى بنات بناتِه، فلا يتمكَّن من دفع البنت لأمِّها، فيأخذها إلى صلاته، ويحملها معه في القيام، ويضعها في السجود كما في قصة حمله صلى الله عليه وسلم لأُمامةَ بنت زينب رضي الله عنها في صلاته.



فالتبسُّط للأطفال وملاعبتهم، والتنزُّل لمستواهم - ديدنُ الفضلاء، قال عمر رضي الله عنه: (لَيُعجبُني الرجلُ أن يكون في أهل بيتِه كالصبي، فإذا ابتُغِيَ منه وُجِد رجلًا)؛ رواه البيهقيُّ في "شعب الإيمان".



فكم للعبِ الوالدين مع أبنائهم من أثرٍ كبيرٍ في نفوسهم؛ إذ يرون أن الفارقَ الزمني بين عمرهم وعمر آبائهم يذوب في تلك اللعبة، ويعيشون لحظةً واحدة من السعادة والفرح!



فيا أيُّها المربي:

إذا دخلت المسجد وصلَّيت وقام ابنُك يتعلَّق بك، ويمتطي ظهرك، فأَمْهِلْه، ولا تعجله عن أن يقضي حاجته.



إذا زرتَ الحديقة يومًا وطلب ابنُك منك أن تلعبَ معه، وتركب معه الأرجوحة، فاركب، وردِّد أهازيجَ الصغار، وارفع صوتك، وأشعِرْه أنك مسرور جدًّا، وربِّي، إنَّ هذه الذكرى لا تنساها ذاكرة صغارك!



ليكن لك يوم في الأسبوع تجلس مع أولادك، احرص أن تخرجَ فيه إلى خارج البيت، كن كأنَّك واحد منهم، تبسَّط معهم، ردِّد أهازيجَهم، ولا بأس أن تتمنَّع في نصف اللعبةِ وتريد أن توقفها حتى ينفِّذ طلبك (أدِّ دور الطفولة ببراعة).



أوَّاه! نسيتُ أن أخبركم أن هناك أطفالًا يعيشون معكم في نفس الحي، افتقَدوا والدَهم، وغاب عنهم مربُّوهم، لم تعرفِ الفرحة طريقًا إلى قلوبهم، ولم تجد البسمة سبيلًا إلى شفاههم، فباللهِ عليك إن رأيتَ واحدًا منهم، فجُدْ عليه ببسمةٍ، وأشركه في لعبةٍ، وامسح رأسه، وتبسَّط معه، واجعله يخرج من إسار همِّه، وقيد غمِّه، فلعَمْرُ اللهِ إن الحياة ستشرق في قلبك مع بسمة هذا الطفل الحزين!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]