ابني يكره المدرسة!

[ابوالوليد المسلم]

ابني يكره المدرسة!


أ. أسماء مصطفى






السؤال



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



لديَّ ولدٌ عمرُه سبع سنواتٍ، متفوِّقٌ في المدرسة - حسب كلامِ أستاذه - لكنه يَكرَهُ المدرسة، ولا يحبُّ أن يدرس في البيت، وإذا طَلَبتُ منه أن يدرس يتعصَّب ويبكي! ويقول: "أنا لا أريد أن أدرس، ولا أريد الذَّهاب إلى المدرسة"!



هرب مِن المدرسة مرتين، ومرة لم يَذهَب إلى المدرسة، ولما كلَّمتُه عن سببِ ذلك، قال: هنالك أولادٌ يضربونني، ومرة يقول: أنا لا أحبُّ المدرسة!



حدَّثتُ المرشد الطلابي عن مشكلةِ ولدي، لكن لا جدوى، ولا فائدة! فما الحل؟ وهل أستخدم الضرب كحلٍّ؟




الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




أخي الكريم، لتَعلَم أولًا أن الضربَ غيرُ مناسِبٍ تمامًا في التربية، وهو وسيلةُ قهرٍ وسيطرة، لا فائدةَ منها سوى إهانةِ الطفل، حتى وإن بدا لك أنه نَتَج عنه ذَهابُه إلى المدرسة، فأنتَ بذلك لم تُعَالِج المشكلة من أصلها.



البديل - أخي - أن تَجلِس مع الطفل في وقتِ هدوئه التام وانبساطه جلسةً هادئة، وهو في حضنك، و تَشعُر أنه مُرتَاح للكلام والنقاش معك، اسألْه عن أحواله، وعن أصدقائه في المدرسة، وبالتدريج حاولْ أن تَكتَشِف بقية الأمر الذي يُعَانِي منه الطفل، ولماذا يضربُه زملاؤه؟! وقُمْ أولًا بتفهُّمِ مشاعر الطفل، وأَخبِره بأنك تَشعُر بأنه منزعج من ذلك، وليس بالأمر الجيِّد من الزملاء أن يضربوا بعضهم، أخبره عن وسائلِ الدفاع عن نفسه أولًا، أَخبِره بأنك تَثِقُ في أنه يستطيع حلَّ مشكلاته مع أصدقائِه، اقتَرِحْ عليه أن يَذهَب إلى زميلِه ويسأله: لماذا تَضرِبُني؟ هل أؤذِيك؟



وأيضًا اقترح عليه أن يَأخُذ في يوم آخرَ هديةً لهذا الشخص الذي يضربه، اتصل على مدرِّسيه يومًا لتُشْرِكَهم في مشكلة ابنك، وأن من واجبِهم أن يُعَالِجُوا مشاكلَ الأولاد الذين يَقُومُون بالعنفِ على ابنك الذي قد يكون مستضعَفًا.



لا تَستَهِنْ بمشاعرِ طفلِك بأنه يَكْرَهُ المدرسةَ والواجبات؛ فلا بدَّ له أن يحبَّ المدرسة كي يحبَّ الواجبات، فما من طفلٍ يَكْرَهُ المدرسةَ إلا ويكون صادقًا، فلا بدَّ أن تثقَ في مشاعرِ ابنك العزيز، وابتعد تمامًا عن التوبيخِ؛ كأن تقول له: لم لا تحلّ الواجب؟! وغيره، فعليك الاهتمام بأساس المشكلة، وفي آخر جلسة الصفاء مع طفلك أكِّد عليه بأنه يستطيع حلَّ مشاكله مع أصدقائه بنفسه.



وأيضًا من الممكن أن تَقتَرِح عليه أن يُخبِر المعلِّم عندما يضربه أحدهم، أيضًا اشرحْ له أهميةَ المدرسة، وأهميةَ أن نتعلَّم، بأسلوبٍ مبسط، وبعد ذلك اطلبْ منه أن يَقتَرِح عليك حلولًا لمشكلتِه، وإذا لم يَرِدْ على خاطره حلولٌ في البداية، فساعِدْه على التوصُّل إلى حلٍّ يُرِيحُه، وفي نفس الوقت يعالج مشكلة عدم حبِّه للمدرسة، قل له مثلًا: "المدرسة شيءٌ هام، نتعلَّم منها كل شيء، وكلٌّ منَّا لا بدَّ أن يَذهَب إلى المدرسة، وأنا أيضًا كنتُ أذهبُ إلى مدرستي، وكانتْ أيامًا جميلة، وتعلَّمنا فيها الكثير، وأحيانًا كنتُ أتعرَّض لبعض الزملاء الذين قد يَحتَاجُون بعضَ النصائح في التعامل مع أصدقائهم، ولكن لا بدَّ علينا من مقابلةِ الإساءة بالإحسان، فهيَّا بنا لنفكِّر في حلولٍ للأمور التي تُزعِجُك من أصدقائك ومن المدرسة"، وتوصَّل معه لبعض الحلول من اقتراحاتكما وتتفقانِ عليها، ومن ثَمَّ تتابعه يوميًّا في مشاعره خلال فترة المدرسة، وإذا استعصَى الأمر بعد ذلك في الحلول، فقد يكون الأمر صعبًا عليه نفسيًّا، ويحتاج إلى تغيير الفصل أو المدرسة.


وأخيرًا:

هداك الله إلى ما فيه صلاح وحسن تربية أطفالك، وجعلهم الله قرَّة عينٍ لك