|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تبادل المشاعر بين الزوجين د. هند بنت مصطفى شريفي إن السنة النبوية تشكل مادة ثرة وغنية بالمواقف النبوية التي توضح الجانب الإنساني في العلاقة الزوجية، فقد بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالدين الكامل الذي به تمام النعمة والسعادة للإنسان، ومن المواقف النبوية التي توضح ذلك ما يأتي: تبادل المشاعر العاطفية والتصريح بها: إن جفاف العلاقة الزوجية عند بعض الأزواج يجعل عشه الدافئ المتدفق بأحلى العواطف أشبه ما يكون بثكنة عسكرية يؤدي كل فرد فيها واجبه ومسؤولياته، مع ضعف العواطف والمشاعر إلى أقصى أركان الدار، فلا إطراء جميل ومدح لجمال، ولا تعبير عن شوق ومحبة وأهمية في حياة شريك العمر. ثم لا يلبث أن يمل الزوجان ويسأمان من هذا الجفاء العاطفي، فيعلو صوت الشقاق عند كل بادرة خلاف في الرأي، ويرتفع علم الشيطان معلنا قرب الانفكاك وهدم هذا البيت، أو يلجأ الطرفان إلى إشباع هذا الجوع العاطفي إلى طرق أخرى يختلط فيها المشروع بغير المشروع من الحلول، وهذه صورة تتكرر في كثير من بيوت المجتمع. أما في بيت النبوة فكانت أفياء المحبة والمودة تظلل جوانبه وتغمر أفراد البيت المبارك، فيعلن النبي صلى الله عليه وسلم حبه لخديجة رضي الله عنها: " إني رزقت حبها"[1]. ويصرح بحبه لزوجه عائشة بنت الصديق رضي الله عنها أمام الناس دون شعور بخجل أو نقص في رجولته، بل إنها من أحب الناس إلى قلبه[2]. وقد حفظت لنا سيرته عليه الصلاة والسلام المواقف الكثيرة المتنوعة في الحياة الزوجية الكريمة. الوفاء بحقوق المعاشرة الزوجية: إن العلاقة الجنسية بين الزوجين عامل مهم ومؤثر بشكل كبير في استقرار وتماسك العلاقة الزوجية واستمرارها، كما أنها السبيل إلى الهدف الآخر من الزواج وهو النسل والذرية. وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم خطأ من قصرت في حق زوجها عند حاجته إلى ذلك فقال: " إذا باتت المرة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع"[3]. وهو أمر فطري غريزي مشترك بين الرجل والمرأة، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته وحاجتهن في هذا الجانب، ولم يمنعه تعددهن من الوفاء بحقهن في ذلك، فقد روى الإمام البخاري: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة" [4]. كما حفظت لنا سنته صلى الله عليه وسلم صوراً جميلة تجمع بين إشباع هذه الغريزة مع إرواء العاطفة لدى الزوجة، وهذا من الأسباب المهمة لدوام المحبة والألفة بين الزوجين، تحكي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها موقفا نبويا راقيا يتدفق بالمحبة: "بينما أنا مضطجعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة، إذ حضت، فانسللت فأخذت ثياب حيضتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفست؟ قلت: نعم، فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة. قالت: وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان في الإناء الواحد من الجنابة"[5]. [1] صحيح مسلم، - ك الفضائل ب فضائل خديجة أم المؤمنين ح 2435. [2] انظر، صحيح سنن الترمذي، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، ك المناقب ب فضل عائشة ح 3046. [3] صحيح البخاري، ك النكاح ب إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها ح 5194. [4] صحيح البخاري، ك النكاح ب من طاف على نسائه في غسل واحد ح5215. [5] صحيح مسلم، ك الحيض ب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد ح 296.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |