|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() متحرش في منزلنا أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تشكو مِن أخيها الذي يتحرش بها، وحاول اغتصابها مرةً، وتريد الخروج من البيت، لكنها لا تستطيع. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 18 عامًا، أسكُن مع أمي وإخوتي، ووالدي متوفى منذ ولادتي، واجهتُ مِن صغري تحرُّشًا جنسيًّا مِن أخي الأكبر، وكنتُ لا أفقه ما يَحْدُث كطبيعةِ أي طفلٍ! لَم يكنْ أخي يكتفي باللمس، بل كان يَفعَل أشياء أخرى، وعرفتُ بعد ذلك أنها أفعال اللوطيين، ولم أكن أعرف ماذا أفعل وقتها إلا السكوت! عرَفتُ أنه كان يقيم علاقةً مُحرَّمةً مع الخادمة، وعندما أخبرتُ أهلي أنكر ولم يفعلوا له شيئًا، بل زاد الأمرُ وأصبح يدخل غرفتي ليتحرَّش بي وأنا نائمة، حتى أصبحتُ لا أنام، ولا تغفو عيني بسببه! اكتشف أهلي أنه مُدمن ويَشرَب الحشيش، وأمي ليس لديها حيلة، لكنها تُنكر تصرفاته، حتى وَصَلَتْ جُرأته إلى أنه كان يُحاول أن يتحرَّش بها! تعبتُ كثيرًا ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أعيش في دوَّامةٍ مِن القلَق والخوف، وأصبحتُ أشك في جميع مَن حولي، ولا أريد الفضيحة! أريد الخروج مِن هذا البيت، وقد تَقدَّم لي كثيرٌ مِن الخطَّاب، لكن أهلي يَرفُضون! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الابنة الكريمة حياكِ الله، تقولين: إن أهلكِ رفضوا الخطاب الذين تقدَّموا للزواج، فمَن هم أهلكِ الذين رفضوا؟ أهم تلك الوالدة المُسنَّة التي لا تملك مِن أمر نفسها ولا أبنائها شيئًا؟ أو غيرها مِن أعمام وأخوال قائمين على أمركِ؟ أو ذلك الوحش الهائج في منزلكم؟! إن كانت الأولى فليس لها أن ترفضَ، وبإمكانكِ أن تتدخلي وتَحْسِمي الأمر، وإن كانت الثانية فأين هم مما يَحْدُث في بيتكم؟ وأين أنتِ من إطْلاعهم على شأن "أخيكِ" دون ذكر تفاصيل تُسيء إليكِ وتفضح أمركِ؟ بل اكتفي بذِكْر بعض النقاط والمحطَّات في حياته المُظلمة وطريقته المزعجة، وإن كان هو صاحب هذا الرأي فهو غير صالحٍ لأنْ يكونَ وليًّا عليكِ في زواجكِ، وقد أضاع الأمانة، وفرَّط فيما استرعاه الله عليه، وغير مُؤهَّل لأن يكونَ له رأيٌ يَنظُر فيه أو وجهة نظر يُؤخَذ بها. تخشين فضحَ أمره خوفًا مِن أن يَتسبَّب لكِ في أذى أكبر، وهل هناك أسوأ مما أنتِ فيه؟ وهل من عقابٍ أقبح وأقذر مما يَفعلُه الآن؟! هذا الخوفُ هو ما أضاع أحلامكِ، وبعثر أمنياتكِ، وزَلْزَلَ أركان أمانيكِ والتي لا يَخْلُو منها حالُ فتاة في عمركِ. لقد تجاوَز هذا الشابُّ الحدَّ، وتجبَّر وتجرَّأ على معاصي الله، ويبدو أنه قد تدرج تحت تأثير سكرة الخمر في اتباع الشهوات كالبهيمة الصَّمَّاء، فلم يَعُدْ يُفرِّق بين ذات محرمٍ وغيرها من النساء، وإن كان لا يعفى مما فَعَل، وإن كان أقل ما يَستحقُّه هو عقاب الزاني مِن جلد بالسياط، إلا أننا لا نُعفي مَن قام على تربيته واستُرعي عليه بعد وفاة والده، ومَن فرَّط في تلك الأمانة، حتى تحوَّلتْ إلى كارثةٍ عظيمةٍ دمَّرَتْ ما حولها، ولم يَعُدْ في المستطاع كبحُ جماحها! كما أنكِ شارَكْتِ في الإثم، وأعنتِ على الفُحش بسكوتكِ على حالِه، ولو لم يهتم الأهلُ بحاله فقد كان أولى بكِ أن تخشي على نفسكِ ومستقبلكِ وأخواتكِ إن كان لكِ أخوات أو إخوة، فكان مِن الصواب أن تُسارعي بتهديده بالتبليغ عنه، وإن لم ينته فلْيكُنْ موقفكِ أشد حزمًا وأكثر صرامةً؛ فمَن يَفعَل تلك الأفاعيل لا يكون على ما يَبدو عليه مِن قوة شخصية، بل يكون إنسانًا هشًّا خاويًا مِن الحول والقوة يعيش في فزَعٍ دائمٍ وحيرةٍ مستمرةٍ، يُظهر لفريسَتِه غير ما يُبطن مِن حقيقته حتى تخشاه وتتحاشى غضبه، فإنْ هي أَظْهَرَتْ له مِن القوة والبطش ما يَكْفي لِرَدْعه تهاوَى، وانْهار، وبان عواره، وافتضح أمرُه. اعلمي أنكِ غير معفيَّة مِن الذنب إن استمرَّ بكِ الحال على ما أنتِ عليه مِن ضعفٍ واستكانةٍ، واعلمي أنَّ الطريقَ بدايته ضياعٌ، ونهايته سُقوطٌ في القاع. ونصيحتي لكِ أن تعزمي أمركِ، وتُلَمْلِمي شتات نفسكِ، وتهبي في وجهِه بقوة لم يَعْهَدْها، وبأسٍ لم يألفه، وصارحيه بأن إبلاغ الشرطة خياركِ الوحيد إن هو تَجَرَّأ وحاوَلَ أن يُكَرِّر أفعاله المُسْتَقْذَرة وأعماله المستقبحة المخالفة لكل فِطرة، والمنافية لكل أدبٍ. كما أنصحكِ أن تتحرزي أمامه في اللباس، وأن تُبالغي في التستُّر والتحشُّم؛ فنفسُه ليستْ كنفس الأخ السويِّ الذي تُظهر أمامه أختُه ما أبيح لها مِن زينة يشق عليها سترها أمام المحارم، وأغلقي عليكِ باب غرفتكِ وقت نومكِ بما يعوقه عن الدخول تمامًا. واعلمي أنَّ ما حدَث معكِ قد يُسبِّب لكِ مشكلاتٍ زوجيةً - إذا قدَّر الله لكِ الزواج - ولكن لا يُشترط ذلك، فهناك أماكنُ مُتخصِّصة ودورات مَعنيَّة بمناقشة مشكلات الفتاة قبيل الزواج وبها مِن المختصين النفسيين مَن قد يأخذ بيدكِ ويُرشدكِ إلى صالح التصرُّف للتأهيل لحياةٍ زوجيةٍ سعيدةٍ - بإذن الله. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |