|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() التربية القيمية وخطوات "تحل" ماجد بن سالم حميد الغامدي يتوجب علي أن أطرح سؤالاً مهماً ينص على: "لماذا فشلت التربية في مجال القيم والاتجاه؛ فيما نجح فيه الإعلام والدعاية والادارة ومجالات أخرى؟" في الحقيقة لم أكتب هذا السؤال من فراغ؛ إذ يعتبر هو جوهر المشكلة التي سأتحدث عنها، ولعلي في هذا المقال أسير وَفق نقاط يعدها الكثير من المفكرين خطواتٍ مهمة لاستشراف المستقبل لقضية معينه، ألا وهي طريقة جمعتها في ثلاثة أحرف هي "تحل" و أرجو أن يكون المسمى موفقاً، فلم يسبق لأحد أن كتب هذه التسمية، ولعلي أفسر هذه التسمية لك أخي القارئ وسأترك لك القبول من عدمه: فخطوات "تحل" لأي قضية أعني بها: ت: التاريخ والماضي والجذور التي تنطلق منها القضية. ح: حاضر وواقع القضية المقصودة وكيف يتعامل الناس بها. ل: ويراد بها المستقبل الذي يمكن التنبؤ به حول القضية. ويمكن لهذه الخطوات أن تحل شيئاً من مشكلاتنا التربوية لو مارسناها بطرق علمية متقنة! ولعلي أرجع إلى موضوع المقال وهو: مشكلة التربية القيمية التي فشلت فيها التربية ونجحت فيها مجالات أخرى كالإعلام مثلاً. إننا حين نحكم على نجاح الإعلام في موضوع التربية القيمية فلا يعني بالضرورة نجاحه في نشر القيم السامية، فمن المعلوم أن من القيم قيماً "سامَّة" أيضاً! فمن خلال خطوات "تحل": نظرنا إلى التاريخ التربوي القيمي، وسنجد أن المعرفة القيمية والنصوص الشرعية وطريقة القدوة والاقتداء هي الأساس للتنمية الوجدانية والشعور والاتجاه العاطفي. وبالنظر إلى الحاضر الذي نعيشه فيما يخص التربية القيمية، نجد أننا لا زلنا نستجر ذات الأساليب التي تركز على المعرفة. وباستشراف المستقبل القريب، نجده ينذر بخطرٍ محدق يسببه الجفاف التربوي والوجداني، كيف ونحن الآن نتعامل مع أجهزة الافتراضات التي ليس لها أدنى علامات العاطفة أو التفاعل! وليس المقام هنا مقامَ السبر والتقسيم لأنواع القيم ومؤثراتها وسلبياتِ تدريسها من عدمه، إنما ينبغي أن يدرك التربويون والمختصون أن السبق للأسرع، والبقاء للأقوى، في كل المجالات وحتى مجال القيم والتربية الوجدانية. إن من المؤكد أن التربية الوجدانية هي الحلقة الأضعف بل المفقودة في المجال التربوي.. وفي عصر السبق هذا لن ينتظرنا العصر كثيراً لنجتمع كمختصين في التربية ونبني ونؤسس ونصمم لنحل المعضلة! وبشكلٍ مباشر، لا أبالغ إن قلت إن الإعلام سبقَ التربية في مجال التأثير الوجداني وغرسِ القيم، بغض النظر عن سموها أو عدمه، كما سبقتها الإدارة في مجال الجَودة والإنتاج.. ولعل من الأسباب المهمة في ذلك: هو الجمود الذي تعاني منه التربية، فحين أقول للطلاب: "السرقة حرام، والصدق مطلوب، والعدل من أفضل الأشياء، والجودة نجاح" فسيقول لي: صحيح ولم تأت بجديد! هي ذاتها المعلومة التي يستخدمها الإعلام مثلاً، لكنه لم يأت بها كمعرفةٍ يلقنُها الجمهور، بل جاء بها بطريقة التكرار وأساليب مخاطبة العقل اللاواعي، حتى تشرَّبها العقل الواعي، وهذا ما تمارسه شركات الإعلان والدعاية! وحين سبقت الإدارة مجالات التربية في تبني قيم الجودة، إنما كان ذلك لأنها مارست الأساليب الإقناعية التي رسم لها أرباب الأموال العديدَ من الخطوات! ولعل الأمر يتضح الآن: فباستخدام خطوات "تحل" لعلي أذكر عدداً من النقاط التي تسهم في التوجه للتربية الوجدانية القيمية، وتعود التربية للصدارة في هذا المجال: أولاً: بالنظر إلى "تاريخ" التربية، نجد أنه سبقَ أي مجالٍ قد يتطفل على القيم، فقد وجدنا فيه الكثير من النصوص الربانية والمعارف والأساليب والأشخاص الذين نستطيع أن نقتدي بهم. بل لا أبالغ إن قلت إن تربيتنا القيمية مع تراثنا السامي لا تحتاج لخطوات الإقناع بالمنطق الذي استخدمه علماء التربية وفلاسفتها القدامى كأرسطو وأفلاطون! فالنص موجود، والإيمانُ يقين. وإنما نحتاج لإعادة ترتيب أولوياتنا التربوية والأساليب التدريسية، وأن يكون لها الصدارة المجتمعية والإعلامية لتنجح في عرض وغرس ما لدينا من التاريخ القيَمي العريق. ثانياً: إن تربيتنا ليست ممنوعةً ولا عاجزة عن استخدام الإمكانات التي تستخدمها تلك المجالات المتطفلة على القيم، فتقنيات التعليم ومعايير المهن وجودة الأداء غطت أغلبَ الأبحاث التربوية اليوم! ومع ذلك تأخرت التربية كثيراً في مجال الوجدان والذكاء العاطفي وتنمية الاتجاه! ثالثاً: إن مستقبل الأيام القادمة ينذر المجتمع بمشكلاتٍ وجدانية كبرى، إذ إن الجمودَ القيمي يظهر في اتجاهين كلاهما أخطر من الآخر: الأول: إهمال القيم السامية التي تلزم الجميع كمسلمين وتحفظ هويتهم وأخلاقهم في مجتمعاتهم وأوطانهم. والثاني: حلول القيم الهابطة والاتجاهات الفكرية المنحرفة مكانَ القيم السامية، فلا يمكن أن يبقى الوجدان فارغاً من أحدهما، كيف؟ ونحن نعيش في زمنٍ عبثت فيه التقنية بكل أشكال الإنسانية والتواصل والشعور الإنساني الذي يسعُنا معه تسمية العصر بعصر "الإنسان الآلة"! فلعل التربية تستفيد من وسائل الاعلام والدعاية لغرس القيم، كما استفاد الإعلام والدعاية من استغلال ضعف التربية الوجدانية فحل محلها ما يريد!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |