تعنُّتي في الدفاع عن نفسي يُفقدني أحبائي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1367 - عددالزوار : 139779 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2021, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,141
الدولة : Egypt
افتراضي تعنُّتي في الدفاع عن نفسي يُفقدني أحبائي!

تعنُّتي في الدفاع عن نفسي يُفقدني أحبائي!


أ. شروق الجبوري






السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا - والحمد لله - مثقَّفة، وذات شخصية قوية، مشكلتي أني بِطَبْعِي لا أستطيع السكوتَ أمام أية كلمة أو تصرُّفٍ يتعرَّض لشخصي مهما كان، ومن أي شخصٍ كان! فأجدُني - لا إراديًّا - أردُّ وبأسلوبٍ حضاريٍّ، لكنه صارمٌ، وأحيانًا جارح، مع أني - والله يعلم - لا أحب أن أجرحَ شخصًا مهما كلَّف الأمر، ولا أتعدَّى على أحدٍ بأي كلام أو تصرُّف، ربما لأني لا أحبُّ أن يتعدَّى أحدٌ عليَّ، لكن المسألة بدأتْ تُضايق حتى أقرب الناس إليَّ! وصرَّحوا لي بأني لستُ مرِنةً، وليستْ لديَّ روحٌ رياضية تتقبَّل مزاحًا أو تجريحًا بحجة المزاح.

لا أعلم لِـمَ أتَّخِذ موقفًا دفاعيًّا عن نفسي مباشرة مع أني مرحة، وأحب المزاح؟ ولكن كل شيء لديَّ في حدود، فماذا أفعل تُجَاه اعتزازي المفرط بنفسي؟

إضافة إلى ذلك فقد بدأتُ أُلاحِظ مُبالغتي في مدْح نفسي، وكم أحاول أَلَّا أتحدَّث عن نفسي! ولكني أجدني - لا إراديًّا - أضرب الأمثلة بما يَدُور مِن نقاشٍ، وأنَّ ما قمتُ به صحيح، وأني - بفضل الله - ملمَّة بكثيرٍ مِن الأمور، ولديَّ العديدُ مِن المواهبِ والقدرات، وأحبُّ أن يُلَاحظ مَن حولي ذلك، وأحب أن أسمعَ كلمات التشجيع ونَيْل استحسانهم وإعجابهم بما أفعل!

فهل أنا بذلك مغرورةٌ ومتكبرةٌ، أو مهووسة بحبي لذاتي؟ مع أني والله أؤثر مَن حولي على نفسي في كثيرٍ مِن الأمور، وأُرَاعِي مشاعر الآخرين، لكني أتفاجأ بزَعَلِهم مِنْ ردٍّ أو تصرُّف أو كلامٍ بَدَر مني كردِّ فعلٍ مباشرٍ.

أما زوجي، فهو ينصحني دائمًا بأن أنتهي عن هذه الردود، خاصةً معه، فرددتُ عليه بأني لا أستطيع السكوت إن كان لي ردٌّ على ما أسمع، إذا شَعُرتُ بالظُّلم والتعدِّي على حقي، وأني آخُذ بمبدأ: "الساكت عن الحقِّ شيطانٌ أخرس".

ملاحظة: أنا محامية أصلًا - لكني الآن ربَّة بيتٍ - فكيف لا أدافع عن نفسي؟



أفيدوني، ولكم جزيل الشكر.




الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم



أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يسعدنا أن نرحِّبَ بكِ في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديمِ ما يَنْفَعُكِ ويَنفَع جميع المُستَشِيرِين.

وأودُّ أن أُحيِّي ما لمستُه فيكِ مِنْ قدرةٍ على نقدِ الذاتِ، ومُراجعةٍ صائبة للمَواقِف، بوضوحٍ فكريٍّ، وقدرٍ مهمٍّ مِنَ الحياديَّة، وهي سِماتٌ إيجابية تُحْسَب لكِ، فأدعوكِ إلى تعزيزِها، وتنميةِ سماتٍ أخرى؛ لتصِلي إلى التوازُن المطلوب.

وأُولى تلك السِّماتِ التي أنصح بها هي: الاتِّزان الانفعالي؛ الذي يَعنِي قيامَكِ بردودِ أفعالٍ تتَّسِم بالحكمة، بعيدًا عن الغضَب والانفِعال، والرغبة في الثأر للذات، ويكون ذلك بإجرائك جلساتٍ تأمُّلية تَخْتَلِينَ فيها مع نفسِكِ لإجراء مُراجعاتٍ فكرية لعددٍ من الأمور؛ ومن بينها - ولعله أهمها -: التفكير في الهدَف الحقيقي وراء ردِّ الفعل؛ فكثيرٌ مِنَ الناس يَعتَقِد أن ردَّ فعله هو لتوضيحِ اللبس أو الخطأ الذي ارتكبَه المقابل، بينما هو لا يتحرَّى السبيل لذلك، ويختار ردًّا يشفي فيه غليلَه.

وفي حالةٍ مثْل هذه، سيكون ردُّ فعلِكِ سببًا في خسارة ذلك الإنسان، بالإضافة إلى عدم تحقيقِكِ غايتك في توعيتِه بخطئِه؛ لأنه سيكون مُنشَغِلًا بمشاعر الغضَب والانزعاج الذي تسبَّب فيها ردُّ فعلِكِ.

وقد يساعدُ تخصُّصكِ في تفهمك لهذا الأمر، فأنتِ - يا عزيزتي - إذا أردتِ أن تُعِدِّي مرافعةً جيدةً، فستتحرّي فيها أفضل العبارات والنصوص القانونية؛ لإقناع القضاء بصحَّة موقفِكِ، وكذا الأمر لا بد أن يكونَ في حياتِك العامَّة.

ثم قُومِي بعد ذلك باختيارِ مواقف مزعجةٍ مررتِ بها، وتسبَّبت في آثار سلبيةٍ، دون أن تتذكَّري ردَّ فعلِكِ فيها، بل تخيليها وأنتِ تقومين بردِّ فعل أكثر أثرًا في عاطفة المقابل؛ كأن يكون (سكوتًا) مع إبداء إيماءاتِ الحُزن على وجهِك، أو استخدامك (لعبارات مختصَرة) وبصوت هادئ ومعاتب - ذات تأثير كبير - مثل: كم أتمنَّى لو تعرف أني لستُ كذلك! أو: يا ليتَك تحرَّيت الحقيقة قبل أن تظلمني... وغيرها؛ فإنَّ مثل تلك العبارات لا تجرح مشاعر المُستَمِع، بل تُثِير أسئلةً ذاتيةً لديه، وتجعله نادمًا عما قام به مِن خطأ، ثم تخيَّلي نفسَكِ ووضعَكِ اللاحق مع هؤلاءِ الناس بعد قيامِك بمِثْلِ تلك الردود وحجم مكانتك واحترامك لديهم.

أما عن رغبتكِ في أن يعلمَ الناس إيجابياتك ويمتدحوك فيها، فهو أمرٌ يميل إليه جميع البشر، ويسمَّى في علم النفس: (الحاجة إلى التقدير)، لكنه يجب أن يبقى في حدوده؛ حتى لا يصل إلى الرياء - والعياذ بالله تعالى.

ولكي تبقَى هذه الحاجة في حدودِها، أنَصحُك بإشغال تفكيركِ ومَلْئِه بربِّ العباد عن العباد، وذكِّري نفسَكِ دومًا بأن قلوبَ مَن يهمونكِ هي بين إصبعي الله تعالى، وأن حُبَّ خالقهم ومَلِكهم والانشغال به أعظمُ مِن حبِّ أحدهم، فإذا ما توصَّلْتِ لذلك فستجدين نفسَكِ وأنت تُعَامِلين الناس بتلقائيةٍ وبساطة وودٍّ وتسامُح أكثر؛ حبًّا وسعيًا لنيل رضا الله تعالى وحبه، وليس لكَسْبِهم لذاتِهم.


كما أنصحُكِ بأن تلظِّي بدعاء الله تعالى، بأن يمنَّ عليكِ بالحلم، ويُطلِق لسانَكِ بما يُرضِيه ويَعصِمه، وإيَّاك مما يُغضِبه؛ فالدعاءُ سلاحٌ لا تَستَهِيني - يا أُختِي - بفعلِه وأثره البالغ، لا سيما إن كان صادقًا.



وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يمنَّ عليكِ بالحلم، ويُصلِح شأنَكِ كله، وينفع بكِ، وسنسعد بسماع طيب أخباركِ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]