|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيفية التعامل مع الشخصية العقلانية أ. شريفة السديري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل مِن الممكن أن يتحوَّلَ الإنسانُ مِنْ شخصٍ عاطفيٍّ إلى شخصٍ عقلانيٍّ بإرادته؟ مِن أين يكتسب الإنسانُ صفات الشخصيَّة العقلانية أو العاطفية؟ هل من التربية والنشأة؟ أو هي صفات يودعها اللهُ - عز وجل - في الإنسان؟ كيف نُغَيِّر من الشخصية العقلانية ونُوجِد عندها شعورَ الإحساس بالغير؟ كيف نتعامل مع الشخصية العقلانية ونؤثِّر فيها؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً بك أخي الكريم في شبكة الألوكة. رسالتُك في مجمَلِها تتساءَل عن الشخصية العقلانيَّة وصفاتها, وسأُجيبك عن أسئلتك الخمسة كلها - بإذن الله - وسأبدأ من السؤال الثاني: مِن أين يكتسب الإنسانُ صفات الشخصيَّة العقلانية أو العاطفية؟ هل من التربية والنشأة؟ أو هي صفات يودعها الله - عز وجل - في الإنسان؟ هناك نظرية نفسيةٌ للشخصية تسمى: " نظرية الأنماط "، تعود لـلعالِم السويسريِّ كارل ينغ, طورتْها كاثرين بريغز وابنتها ايزايبيل بريغز مايرز، وخرجوا منها باختبار للشخصية معروف باسم mbti، وهو أشهر وأدقُّ اختبار شخصية في العالَم. وفقًا للنظرية فإنَّ الإنسانَ يولَد بصفات فطرية أَوْدَعَها اللهُ فيه, وإذا تأملتَ الأطفال الصغار وهم يلعبون في الحضانة، أو مع بعضهم؛ فستجد تباينًا واضِحًا في صفاتهم وأسلوبهم وفْقًا لفِطْرتِهم وطبيعتهم, ثم تأتي التربيةُ والبيئةُ لِتُشَكِّل هذه الصفات، وتضع بصْمتَها عليها, فأحيانًا نرى شخصًا عاطفيًّا تربَّى على يد والدَيْنِ عقلانِيين، فنجده عاطفيًّا بصبغةٍ عقلانية والعكس, وقد نرى شخصًا عاطفيًّا تربَّى عند أَبَوَيْن عاطفيين؛ فنجده عاطفيًّا بحْتًا؛ لأنَّ والديه عزَّزا هذه الصفة فيه, وهكذا. فهل معنى ذلك أنَّ العاطفي سيبقى عاطفيًّا طوال حياته، والعقلانيَّ عقلانيًّا طوال حياته؟ الجوابُ يَقُودنا لسؤالك الأول: هل مِن الممكن أن يتحوَّلَ الإنسانُ مِنْ شخصٍ عاطفيٍّ إلى شخصٍ عقلانيٍّ بإرادته؟ أن يكونَ الشخصُ عقلانيًّا لا يعني أنه خالٍ مِن العواطف، والعكس صحيح، فالعاطفيُّ لا يعني أنه لا يستطيع أن يفكرَ بمنطقٍ! لكن واحدة من الصفتين تكون قائدة، والأخرى تابعة لها. ووفقًا للنظرية فإنَّ هناك أربعَ وظائف عقلية يكتسبها الإنسانُ على مدار حياته, العقلُ والعاطفةُ هما اثنتان مِن هذه الوظائف الأربع التي تظهر في مراحلَ وأوقاتٍ معينةٍ مِن حياة الإنسان؛ المرحلة الأولى تكون مِن الولادة حتى 6 سنوات، الثانية عند 12 سنة, الثالثة عند 25, الرابعة والأخيرة تظهر وتتضح في سن 45، وهذه الأعمار قد تَقِلُّ أو تَكْثُر وفقًا للبيئة والتربية والعوامل الأخرى المؤثِّرة على الشخصِ. ما قلتُه يُوضِّح لك أنَّ الشخصَ شاء أم أبَى سيكتسب صفات العقلاني والعاطفي في مرحلةٍ ما مِن حياته, لكن هل يستطيع ذلك بإرادته؟ نعم يستطيع, بالتركيز والمعرفة العالية بنفسه وصفاته وشخصيته, وملاحظة التصرُّفات التي لا يُتقنها أو تنقصه, أو بملاحظة شخص عكس صفاته وطبيعته سيستطيع أن يكتسبَ صفات العقل أو العاطفة ويوازِن بينهما. وكلامنا هذا هو جُزءٌ مِن الجواب عن سؤاليك الأخيرين: كيف نُغيِّر من الشخصية العقلانية ونوجد عندها شعور الإحساس بالغير؟ كيف نتعامل مع الشخصية العقلانية ونؤثِّر فيها؟ كما قلنا: بالتركيز والمعرفة والملاحظة، أما ما يتعلَّق بالتأثير، فمِن المهمِّ أن نعرفَ ماذا يعني أن تكونَ عاطفيًّا أو عقلانيًّا, وأن العاطفةَ والعقل هما جزء مِن أربعة أجزاء أخرى تُشَكِّل الشخصية, وهذا الجزء هو المسؤول عن اتخاذ القرارات في الحياة, ولتعرف أكثر عن الأجزاء الأخرى اقرأ عن اختبار mbti. أما الصفات الأساسيَّة للعاطفي والعقلاني فهي بإجمال: العاطفي العقلاني يتخذ قراراته بناءً على قِيَمِه الشخصية وأحاسيسه. يميل للحساسية والتعاطُف مع الموقف، ويتأثَّر بالظروف المحيطة. تقنعه العاطفةُ والأحاسيس أكثر مِن أي شيءٍ آخر. يتخذ قراراته بناءً على مُعطيات مَوْضوعيةٍ. يميل للهدوء والقُدرة على التحليل. يقنعه المنطق فقط، ولا يعير الإحساس أهميةً كبيرةً. لذا إن أردتَ التأثيرَ على شخصٍ عقلانيٍّ، وتغيير رأيه وقراره تُجاه أي موضوع، فتحدَّثْ معه مِن زاويةٍ منطقيةٍ وموضوعيةٍ، واستخدِم الأسلوبَ التحليلي المنظَّم, فهذه هي الأمور التي ينظر لها بثقةٍ وجِدِّيَّة! وأخيرًا تذكَّر أنَّ كل شخص يتميَّز عن الآخر بعاطفته أو عقلانيته, والاثنان أساسيان جدًّا في الحياة, وليس لأحدهما أفضليةٌ على الآخر, فبدون أحدهما سيختلُّ توازُن الحياة! وأتمنى أن تكونَ إجابتنا شافيةً ووافيةً عن تساؤلاتك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |