|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخلص من حب معلمتي؟! أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبًا إخوتي في هذه الشبكة الرائعة، لقد زرتُكم في الأشهر السابقة، وبعد أن ساعدتْني الأستاذة الكريمة/ "عائشة الحكمي"؛ شَعُرْتُ بتحسنٍ كبيرٍ، ولكني عدتُ أسوأ مِنْ ذي قبل. أنا متعلِّقة جدًّا بمعلمتي، وقد تطوَّرتْ عَلاقتي بها جدًّا في الفترة الأخيرة؛ حتى أصبحنا أصدقاء، مع العلم بفارق السن؛ فهي تكبرني بتسعِ سنواتٍ، وهي ذات خُلُق عالٍ واحترام، وتُعاملني كأختِها الصغرى، ولكني أشعرُ بعدم راحة! حبُّها لي مُعتدلٌ، أما أنا فأشعر بأن هنالك مشكلةً كبيرةً؛ لأني أفكِّر فيها كثيرًا، وأكون في قمَّةِ انشغالي، حتى أصبحتُ أردِّد اسمَها. وبعد أن قرأتُ كتابَ ابن القيم - رحمه الله - "الداء والدواء"، وكذلك "الرحيق المختوم"، وتصفَّحتُ حول هذا الموضوع، وأنا أعرف أني في مشكلةٍ - حاولتُ أن أقطع هذه العَلاقة مرَّاتٍ كثيرة، ولكني أرجع بسرعة، وأقوى مما كنتُ عليه، ولا أعرف كيف أبعد عنها؟ تأثَّرتُ بكتابِ "الجواب الشافي"، خاصة عندما علمتُ أنَّ هذا الحب شركٌ بالله، لقد خِفْتُ من هذه الكلمة؛ لأني مسلمةٌ، وأخاف جدًّا على ديني، وأحرص عليه. لا أرتاح بقُرْبِها ولا ببُعْدِها، أحتاج حقًّا لمساعدتكم؛ فأنا قَلِقَة جدًّا لأني أشعر أن هنالك ميولًا غير طبيعية، وكل ما أشعر به في حدود الحب لا للجنس فقط عاطفة مُنْحرِفة. أفهم مشكلتي جيدًا، ولكن لا أعرف الحل، أو بالأحرى ليست لدي شجاعةٌ لأخْذِ القرار، ومساعدة نفسي بنفسي، أرجو منكم النصيحة، وشكر الله لكم. الجواب مرحبًا بكِ - يا صديقتي - وأهلًا. وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. تميل النفس إلى تَكرار ما تستريح إليه، وترْك ما يثقل عليها، وأنتِ مُستريحة إلى عاطفتِكِ تُجَاه مُعلمتكِ - وإن زعمتِ غير ذلك - ومستثقلةٌ مجاهدةَ الهوى! ولذلك دامتْ مشكلتكِ حتى هذا اليوم الذي تنشغل فيه الأمةُ الإسلامية بأحوال المسلمين وآلامهم! مِنَ الواضح جدًّا أن محبتَكِ لمعلمتكِ مَشُوبةٌ بشيءٍ، ولولا ذاكَ ما أورثتْكِ كلَّ هذا الهمِّ والغَمِّ! وكلُّ حبٍّ بين اثنين مِنْ جنس واحدٍ لا يكون في اللهِ ولله - هو معصيةٌ لله! والمعاصي لا تُورِث صاحبَها خيرًا! فاصدقي مع ربِّكِ، وواجهي نفسكِ؛ إن كنتِ تَرَيْنَ هذه المشاعر قد جاوزت الحدَّ الطبيعي، وأصبح تفكيرُكِ في مُعلمتك شاذًّا، فلا بدَّ من عرضِ نفسِكِ على مختصَّة نفسية؛ لأني لا أستطيع تقديم العلاج النفسي مِنْ خلال الاستشارة الإلكترونية! أمَّا إن كانتْ محبتُكِ مِنْ لقاح الفراغ القلبي والفراغ الوقتي، فاعقدي قلبَكِ على توزيع طاقاته العاطفية بين الأنْشِطَة والهوايات المختلفة! واكبري! مَن يمتلك روحًا عظيمةً، ولديه أهدافٌ ساميةٌ، وعنده خشيةٌ مِنْ أن يراه الله - تعالى - مشغولًا بالتُّرَّهَات؛ لا يمكن أن يَشعُر بالفراغ القلبي، أو يجد الفراغ الوقتي؛ لأنَّ روحه العظيمةَ تَأْنَف مِنْ حال الفراغ، فتعلو عليه وتقهره بالاشتغال فيما ينفع صاحبها في أمر دينه ودنياه، فلتأنفي من حالكِ، ولترسمي جدولًا تملَئِين به وقتكِ، وصحيفة أعمالكِ، وليكن لكِ همٌّ في الحياة الفانية أكبرُ مِنْ شَغَفكِ بمعلمتكِ! وادعي الله أن يستعمَلكِ بسنةِ نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فمن دعاء أيوب السَّخْتِياني: "اللهم استعملنا بسنته، وأَوْزِعنا بهَدْيِه، واجعلنا للمتَّقِينَ إمامًا"، وسيستعملكِ الله ويَهدِيكِ سُبُلَ العافية بقدرِ ما يطَّلِع عليه - سبحانه - من نيَّتكِ في علاج المشكلة! ولا مزيد على كلام ابن القيم إلا تذكيرك بقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11]. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |