|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف يصبح الشخص العقلاني عاطفيًّا؟ أ. شروق الجبوري السؤال هل يُمكن أن تتغيَّر الشخصيَّة مِن تلقائي إدراكي perception إلى حكم judgment، حسب مؤشِّر مايرز بريجز؟ وكيف ذلك؟ وكيف يُصبح الشخصُ العقلانيُّ عاطفيًّا؟ الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نحَيِّي أولًا انضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونشكر لكِ ذلك، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ، وينفع جميع المستشيرين. عزيزتي، أنوِّه بدايةً إلى أنَّ هناك تصنيفاتٍ ونظرياتٍ أخرى عديدةً لأنماط الشخصية غير تصنيف مايرز وابنتها؛ فهناك التصنيفُ الجسماني الذي يصنِّف الناسَ حسب بنيتهم الجسميَّة، والتصنيف الهورموني الذي يُصنِّفهم بحسب أكثر الغُدد إفرازًا لديهم، ومن ثَم تأثيرها على سُلوكهم وأفكارِهم، والتصنيف النفسي والمعْنِي بالميول النفسيَّة نحو الانطواء أو الانبساط، كما تجدين اليوم تصنيفات أخرى بحسب أنماط التفكير. وأجد هنا مِن الأهمية الإشارة إلى أنَّ القرآن الكريم قد سبق في تصنيف الناس كلَّ تلك النظريات؛ إذ تضمنتْ آياتٌ عديدةٌ فيه تصنيفًا لهم بحسب أسلوبهم في التفكير، وبحسب ميولهم النفسيَّة... وغيرها. وعودة إلى سؤالكِ يا عزيزتي، فرغم أنَّ هناك من يعتقد بعدم تغيُّر نمَط الشخصيَّة، وأنه يمثِّل سُلُوكياتٍ ثابتةً لدى الإنسان، فإنني أؤيِّد ما يذهب إليه كثيرون مِن أنَّ ذلك متاحٌ له مهما كان السن، إذا ما أراد ذلك، وسعى بجدٍّ إليه، فيكون التغييرُ عندئذ تغييرًا مباشرًا؛ أي: بوعي الإنسان به، ويأتي ذلك في حالات عديدةٍ؛ منها: عدم رضاه عن الخبرات والمواقف السلبية التي يواجهها؛ بسبب هذا النمط، فيتخذ قرارًا بأهمية تغيير تلك السُّلوكيَّات إلى ما يُقابلها في النمط الآخر، وتجري تلك التغييرات بمساعدة المختصين باعتماد أساليب وإستراتيجيَّات سلوكيةٍ، وفكرية معينةٍ، كما يقوم بعضُ الأشخاص بفِعْل ذلك بأنفسهم، ودون الرُّجوع إلى المختَصِّين عندما تتولد لديهم مشاعر كره ونفور مِن سمات نمطِهم، فيكون تبنِّيهم للنمط المقابل كردِّ فعل انفعالي، وهنا قد يظهر عليهم التطرُّف في سِمات النمط الجديد كتعبير واعٍ، أو لا واعٍ عن مَشاعرهم السلبيَّة للسلوكيات الأولى. كما أن ذلك يكون ممكنًا بإحداث التغيير الغير المباشر، مِن خلال إحلال قناعات جديدة لدى الإنسان بأساليب غير مباشرة، ومنها أسلوب النمذجة، أو النصيحة والتوجيه الغير المباشر، ومن بعض الوسائل المستخدمة في ذلك: الإعلام المكتوب والمُشاهَد والمسموع، وكذلك التأثر إيجابًا بشخصية معينة (النمذجة) تتَّسِم بنمط مختلف عما يتسم به الشخصُ، فيعمد إلى إحلال تغييرات فكريةٍ وسلوكيةٍ تنقله بشكلٍ تدريجي إلى نمط ذلك النموذج، خاصة مع طول فترة المحاكاة والمعايَشة معه. هذا، والله تعالى أعلم بالصواب، وأدعوه - عزَّ وجلَّ - أن أكونَ قد وفِّقت بتقديم شرحٍ وافٍ عنْ أسئلتكِ، وأن يفتحَ لكِ أبواب فضله وعلمِه، وينفع بك. وسنكون سُعداء بسماع أخبارك مجددًا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |