إبراهيم الرحمة المهداة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حياة القلوب - قلوب الصائمين انموذجا**** يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 46 )           »          حقوق العمالة وواجباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طهر قلبك من الحسد! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البرنامج التأصيلي العلمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 10154 )           »          من يحمي المجتمع من عدوى الإعلانات؟!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مُثُــــل علـيـا في السلـوك الإداري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مساجد غزة الأثرية.. معالم حضارية تقاوم محاولات طمس هويتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1386 )           »          أصــول الفكــر القطــبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2021, 03:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,605
الدولة : Egypt
افتراضي إبراهيم الرحمة المهداة

إبراهيم الرَّحمة المُهْداة


د. محمد منير الجنباز

وصَف الله تعالى إبراهيم بأجملِ وصف، بحيث تتجلى من خلاله شخصية إبراهيم الدؤوبة المحبوبة، السالكة طرق الخير والمحبة؛ فهو الحامد الشاكر لله أنى حلَّ وكيف ارتحل، كان أمة قانتًا لله، حنيفًا مسلمًا، تنطق بذلك جوارحه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 120، 121]، ووصَفه الله بالحِلْم والأناة، وأنه أوَّاه كثير الاستغفار والدعاء: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود: 75]، وقد سأل رجلٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: ((الخاشع المتضرع الدعاء)).


لقد عاش فترة في مكة، ورأى حال البلاد من ضنك الحياة وشظَف العيش، فما كان منه إلا أن أطلق دعوة من قلب مشفق لمكة؛ كي يعمها الله بالخير: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 126]، فأراد بلدَ خيرٍ متكاملًا بالمؤمنين والأرزاق، وشملت دعوته الرحمة بهم والرأفة بأن يرسل فيهم رسولًا منهم؛ ليعلِّمهم ما جهِلوه من أمور دينهم؛ ليضمن لهم حياة أخروية سعيدة: ﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 129].


وكان كثيرَ الوصايا لأولاده وأحفاده بالتوحيد والاستقامة على المنهج القويم: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 130 - 132]، وورَد أنه عليه السلام لما عاد مِن مصر إلى فلسطين نزل في موضع سبع، فحفَر فيها بئرًا كانت غزيرة طيبة الماء - سميت بعد ذلك بئر سبع - واتخذ فيها غنمًا، وعم خيره على أهل المنطقة، فاستقَوا منها وعاشوا مدة إقامته بينهم في نعيم، ونشر دعوته هناك، لكن أهل سبع خالفوه وأظهروا له العداء، ففارقهم إلى مكان قريب من القدس، فلما فارقهم جف البئر، فتبِع أهلها إبراهيم فاعتذروا له وطلبوا منه العودة، فلم يرضَ أن يعود لبلدة أخرج منها، فذكروا له جفاف البئر، فأشفق عليهم وأعطاهم بضع عنزات، وقال لهم: لتَرِدِ العنزات إلى البئر فإنه سيعود، وهكذا عادت المياه العذبة إلى البئر، وهذا مثال رحمته بالناس.

لقد كان هاجس إبراهيم الكبير الذي كان يأخذ عليه تفكيره هو في كيفية هداية والده إلى الإسلام، لقد بذل له كل نصح، ونوَّع في الأسلوب في إلانة القول له تارة، والتخويف من عذاب الله تارة أخرى، والجدال بالتي هي أحسن، والعقلانية في البرهان والنقاش، لكنه أبى ذلك وأصر على عبادة أصنامه، ومع ذلك أصر إبراهيم على الدعاء له بالمغفرة والهداية، وكما ورد على لسان نوح عندما أوذي وعن نبينا عليه الصلاة والسلام كذلك: ((اللهم اغفِرْ لقومي؛ فإنهم لا يعملون))، وكان هذا حال إبراهيم مع أبيه إلى أن مات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114]، فكان في حياته يطمع في إيمانه ويستغفر له؛ لأن الأمل والرجاء موجود - وهذا ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب - فلما مات على شِركه، تبيَّن له أنه مصرٌّ على الكفر ومعاداة الله، فتبرأ منه، وقطع الاستغفارَ.

وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشبهَ الناس بإبراهيم، وروي أيضًا عن أبي هريرة: أن إبراهيم عليه السلام اختَتَن بالقَدُوم وهو ابن ثمانين سنة، وروي أيضًا عن أبي هريرة: أن إبراهيم لم يكذِبْ سوى ثلاث كذبات، ثنتين منهن لله، قوله: ﴿ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: 89]، وقوله: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 63]، والثالثة: قوله لجبَّار مصر عندما سأله عن سارة: ((هي أختي))، وهو يعني في الإسلام، ولو قال: زوجتي، لقتَله.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]