المفلسون في الدنيا والآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1299 - عددالزوار : 137450 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42163 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5426 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-04-2021, 06:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,060
الدولة : Egypt
افتراضي المفلسون في الدنيا والآخرة

المفلسون في الدنيا والآخرة



ماهر جعوان

وضوح المعاني والأهداف والغايات من أهم عوامل السير بالطريق الصحيح وكلما كان الطريق طويلا محفوفا بالمخاطر فلا مناص من إظهار الحقائق وتصحيح المفاهيم وبيان الحق ولفت الانتباه إلى ما غاب أو التبس على المسافرين في طريق رب العالمين، وقد خلط البعض بين قواعد البشر وسنن رب البشر، وبين قوانين الدنيا وقوانين الآخرة، وبين موازين الله وموازين العباد، مما تتطلب من الحين والآخر جلاء وإيضاحا وتفسيرا لحقائق يجب أن تجري في العروق.
قال ﷺ: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع» ...... [مسلم]
ففي موازين الدنيا المفلس من لا درهم له ولا متاع مفلس اقتصاديا

وكذلك فقير الأدب والذوق مفلس أخلاقيا
والمريض بآفات القلوب كبرا وعجبا وغرورا وشركا ونفاقا.... مفلس عقائديا
وقليل العبادة شحيح الطاعات مسرف في الآثام مفلس إيمانيا
والانطوائي الانعزالي قليل الأصدقاء والمعارف مفلس اجتماعيا
وغير ذلك من معاني الإفلاس البشري الأرضي الدنيوي المؤقت المتغير الضار بين الحين والآخر في بعض جوانبه.
بينما يحدثنا رسول الله ﷺ في بيان واضح لا لبس فيه ولا غموض عن مفاليس الآخرة، إفلاس بلا نهاية وبلا حدود وبلا عودة أو رجعة، إفلاس أبدي بميزان السماء لا تغيير بعده ولا تبديل، إفلاس دائم لا غنى بعده أبدا، إفلاس يدخل صاحبه النار.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه ثم طرح في النار» . [صحيح مسلم]
ويا لها من خسارة جسيمة وحسرة وندامة وإفلاس بعد غنى وذل بعد عز وضعف بعد قوة وعجز بعد قدره، أن يأتي الإنسان بحسنات كالجبال تعب في تحصيلها وأفنى حياته في جمعها وحَرم نفسه في سبيلها قال ﷺ «ترفع للرجل صحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، ويزاد عليه من سيئاتهم» [صحيح] .
حسنات كالجبال يجعلها الله هباء منثورا لا قيمة لها ولا وزن ولا حساب بل تفرق وتوزع وتقسم على أعدائه وخصومه، فتضيع الأجور وتذهب الحسنات وتبقى الحسرات بظلم الناس والاعتداء عليهم وأكل حقوقهم والانتقاص منهم والخوض في أعراضهم وامتهان كرامتهم والتطاول على سمعتهم بكافة الطرق والوسائل والأساليب الممنوعة والمُحرمة، فمن يتحمل كل هذه الجرائم وتلك الأعباء ومن أين يوفي الحقوق وأهل القصاص في حضرة ملك الملوك الذي لا يُظلم عنده أحد في يوم العدل المطلق
{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}

لذلك يبين ويوضح النَّبِيِّ ﷺ لنا سبيل النجاة قائلا: «مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه ِمِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمتِهِ، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيِّئَاتِ صاحِبِهِ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ» [البخاري] .










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.80 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]