
05-04-2021, 03:42 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة :
|
|
التعامل مع الناس
التعامل مع الناس
سيد زكي خريبة
السؤال:
أنا إنسان أعاني من الخوف من التعامل مع الناس، والخوف من قولِ ما أعتقده صحيحاً، والعصبية الزائدة، مع أنني أصلي وأصوم وأزكي ولكن أهلي في البيت يتضايقون من تصرفاتي.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
الأخ صاحب المشكلة كنا نود أن نعرف لماذا تخاف من التعامل مع الناس؟
هل خوفك هذا نابع من أساس (أي بناءاً عن مواقف حدثت لك) من خلال تعاملاتك بشتى أنواعها سواء كانت تعاملات مادية أو تعاملات في العلاقات الاجتماعية أو غيرها.
الأخ العزيز أسألك على أي شيء حكمت على نفسك بالخوف من التعامل مع الناس؟ إن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي وبدون الآخرين لا نستطيع أن نعيش بمعزل عن الناس. فالشخص لا وجود له إلا في حضرة الآخر فإذا كنت ستتجنب الناس فلن يكون لك وجود لأنك كما قلنا ستكون في معزل عنهم ومن ثم الانطواء ثم الوقوع في الأمراض النفسية الأخرى.
الأخ العزيز إذا كان قد حدث لك بالفعل موقف أوقع بك في هذا الخوف فإنني أقول لك أن الناس ليسوا جميعاً صنفاً واحداً – فالحياة مليئة بالحلو والجيد والسيئ فإذا كنت تعاملت مع أحد الناس من النوع الثاني -أقصد السيئين- فإنك لا تحكم على الجميع بأنهم على نفس الشاكلة ولكني أقول لك تعلم وخذ من خبراتك السابقة في تعاملاتك مع الناس درساً، فإذا كنت تتعامل بمعاملات مادية فكن حريصاً على أن تأخذ ما يضمن لك حقوقك من خلال شيك مثلاً أو كتابة ورقة بتلك المعاملات المادية مصداقاً لقوله تعالى (إذا تداينتم بدَيْنٍ فاكتبوه) صدق الله العظيم.
لأنه لا أحد يعلم حياته فعلمها عند الله، وكتابة الدين لن تخسرك شيئاً، فليس لموقف واحد أن يجعلك تحكم على الناس بهذا الحكم ويجعلك تخاف من التعامل معهم أياً كان نوع هذا التعامل بأنك بذلك تجعل اليأس يسيطر عليك ، ولا سبيل أمامك للخروج من هذا المأزق.
الأخ العزيز قلت إنك تخاف من قول الصحيح وأنك تعاني من العصبية الزائدة، وأن ذلك يضايق الأهل. الحقيقة يبدو أنك تحكم من وجهة نظرك فقط بأن حكمك صحيح. فلقد لاحظت شيئاً في قولك أن الأهل يتضايقون من ذلك، فقد يكون من وجهة نظرك الشخصية أنك صحيح، لكن في الواقع أنت خطأ وهذا ما يجعل الأهل يتضايقون فلو أن حكمك على الأمور بالفعل صحيحاً ما تضايق الأهل، لذا أقول لك بأنك تتعصب نتيجة اعتقادك الشخصي أنك على حق وعلى صواب مما يزيد من عصبيتك.
الأخ العزيز بصراحة أنت تعاني بما يعرف باسم " العصاب الوجودي " ومن علامته الفراغ الوجودي وانخفاض الروح المعنوية واليأس وعدم القدرة على الحب ، واعتبار الحياة شيئاً سخيفاً .
لذا يجب أن تكون على وعي بذاتك ، ولا بد أن يكون لديك القدرة على التفكير الصحيح ، وأقول لك ابحث عن المعنى في الحياة نفسها وليس خارجها .
أنت في الواقع محتاج لأسلوب علاجي يعرف باسم العلاج الإنساني ويميل هذا النوع من العلاج إلى التفاؤل ، وقل لنفسك : أن الحياةَ ، الناسُ فيها أنواع ، وفيها الخير هو الذي ينتصر في النهاية , ولا بد من أن تحقق ذاتك من خلال إنجازاتك لأن تحقيق الذات قيمة يجب إشباعها. كما أنها حاجة ولادية فالفرد في حاجة ماسة لتحقيق الذات لأنها حينما تفقد فإن ذلك يعني فقدان معنى الحياة.
والعلاج الإنساني يجعلك قادراً على اكتشاف الطريق المؤدي إلى حياةٍ لها قيمة ومعنى.
والله الموفق.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|