|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أنا فعلًا مجنونة؟ أ. أسماء مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ توفِّي والدي وأنا في سنٍّ صغيرةٍ، وسبَّب لي ذلك مِن الحُزن والأَلَم والضِّيق ما كدتُ بسببه وما تبِعَه مِن أحداثٍ أن أُزْهِقَ رُوحي لولا خوفي مِن الله وعذابِه! ولشدة ما كنتُ أُبدي مِن حزنٍ، أخذ إخوتي يَنعتونني بالمجنونة! ويسخرون مني، ويضربونني، ولا تشفع دموعي في إنقاذي منهم! وكذلك أمي أيضًا تقسو عليَّ، وتتهمني بالتبذير والفُجور! تعرفتُ إلى مدرِّسة حنونةٍ فأحببتُها، فكنتُ أتحدث معها وأشكو إليها، لكنني فقدتُها عندما انتقلتُ إلى مرْحلةٍ دراسيَّة أخرى، فعُدْتُ إلى ما كنتُ عليه! أشعر أنني غير طبيعيَّة. أريد أن أعرف: إن كنتُ مجنونةً حقًّا كما يدعونني؟ وهل أمي على حقٍّ؟ وهل وفاةُ والدي هي التي أثَّرتْ فِيَّ؟ الجواب السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته. أختي الحبيبة، أولًا نشكركِ كثيرًا على تواصُلكِ معنا في شبكتنا الألوكة. طبيعيٌّ أن تكونَ هناك صدماتٌ نفسيةٌ ناتجة عنْ أحداثٍ مُؤلمةٍ - وفاة والدكِ - وأحيانًا غير متوقَّعة، وتؤثِّر على حياتنا في الحاضر والمستقبل، ومع جهْل الأهل أو عدم معرفتِهم، أو إحساسهم بما تمرِّين به - تعرَّضْتِ لحالةٍ نفسيةٍ جديدةٍ، ربما تحتاج إلى طبيبٍ متَخصِّص لعلاج حالة القلَق والاكتئاب التي تمرِّين بها. إذًا مهما عَظُمتْ مُشكلتكِ، فيُمكنكِ أن تُساعدي نفسكِ، وتتلقَّي مُساعدةً من الطبيب، وذلك في أسرع فرصةٍ ممكنةٍ؛ لأنَّ الأفكار الانتحاريَّة ليستْ بالأمر السهل، وليس مِن الصواب أن تتركي نفسكِ مُستسلمةً لإخوتكِ وعُنفهم الواقعِ عليكِ، وإذا استَطَعتِ أن تأخذي والدتكِ أيضًا، فهذا جيدٌ؛ لتكونَ على درايةٍ بوظيفتِها، وبحالتك خُطوةً بخطوة. أريد أن أُطمْئنكِ أولًا أنه ليس هناك ما يدعو للانتِحار؛ فالشعورُ بالكآبة والضيقِ يأتي بعده الفرَجُ - إن شاء الله، والحياةُ أطيب مما تتخيَّلين، حتى في ظِلِّ قسوة أسرتِك عليكِ. كل الذي تحتاجينه هو قليلٌ مِن العطاء الإيجابيِّ مِن أي شخص، ونقْصُ ذلك هو الذي يجعلكِ تلجَئِين إلى الأفكار الانتحاريَّة. اهتمِّي بدراستكِ وزميلاتكِ في الفصل، واصنعي علاقاتٍ طيبةً مع الصالحات منهنَّ؛ فالحياةُ جميلة، وسوف تريْنَ مُستقبلًا مُشرقًا - بإذن الله - وسوف تَنقشع وتَذهب هذه السحابةُ السوداء إذا بدَأْتِ أنتِ في طرْدِها عنكِ! خذي الخطوة؛ لأنكِ الآن غير قادرةٍ على التفكير في حُلول أخرى كبديلٍ عن الأفكار الانتحاريَّة؛ وذلك مِن كثرة الأَلَم الذي تُعانين منه، وهذا قد عمِل على تشوُّه التفكير؛ بحيث يصبح مِن الصعب معرفةُ الحلول الممكِنة للمشكلات، فلتُعطيهم الفرصة لتقديم المساعدة لكِ. أقترح عليك وضْعَ مسافة بينكِ وبين أيِّ فكرة انتحاريةٍ تُراوِدكِ، ووضْع مسافة بين الفكرة وتطبيقها، قولي لنفسكِ وقتها: إن هناك مسافةً لا يُمكنني أن أصِل إليها. كما أوصيكِ بإزالة الأشياء التي يُمكن استخدامُها لتُؤذي نفسكِ؛ مثل: الحبوب، وشفرات الحِلَاقة، وفكِّري في أنكِ لا تستفيدين شيئًا مِن هذه الأعمال الانتحاريَّة. اسمَحي لنفسكِ بالبكاء والتفريغ عما بداخلكِ، وهذا طبيعيٌّ، ولكن لا تفعليه أمام أهلكِ؛ كيلا يَزدادوا قسوةً عليكِ، وبما أنكِ ذكَرتِ أنك أصبحتِ ترتاحين مع معلمتكِ أو إحدى صديقاتكِ أكثر، فهذا بابٌ جميل يظلُّ موجودًا أمامكِ وقت ضيقكِ, ووقت حاجتك إلى الفضفضة، وإذا لم يتوفَّر ذلك في وقتٍ ما، فعليكِ بالتدرُّب على تمارين الاسترخاء عند الشعور بالضيق الشديد، وتَكثُر طرقُها عبر الإنترنت، وتستطيعين مِن خلالها التغلُّب على بعض الآثار النفسية؛ كالقلق. وأخيرًا لمستُ فيك طيبة قلبك ووفاءَك، وحبَّك الشديد لوالدكِ، فلا تَنسيه من الدعاء، وتذكَّري أنَّ حالتكِ لا تُرضيه، فلتَسعيْ إلى تغييرها. كما شعَرتُ بأنك حريصةٌ على عدم إغضاب الله، والخوفِ مِن عقابه، وهذا مدخلٌ رائع لكي تَقتربي من الله أكثر، من خلال الدعاء والمحافظة على الصلاة، فهي تُفرِّج كل الهموم والكُرَب. لا تَنسَي أنكِ في حِفظ الله ورعايتِه، وحافظي على الأذكار والدعاء في الليل والنهار، ونحن في انتظار أن تُطَمْئِنَينا بما وصَلتْ إليه حالتُكِ مِن أخبار سعيدة - بإذن الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |