|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أسامح نفسي إذا أذنبت أ. يمنى زكريا السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسمحوا لي أن أعرضَ مُشكلاتي؛ لعلي أجد حلًّا لها لديكم. أنا ضعيفة أمام وساوس الشيطان, أُعاني مِن المَلَل، والفراغ العاطفي، وكلما أردتُ أن أملأَ وقتي يأتي الشيطانُ ليدمِّر صورتي عن نفسي! لقد أخطأتُ كثيرًا، وأذنبتُ كثيرًا، ولكنِّي تبتُ والحمد لله، وما زلتُ أتحسَّر على الماضي، ودائمًا ما أُقارِن نفسي بالفتيات اللاتي لم يُخطِئن مثلي، وأغبطهنَّ كثيرًا، وأحتقر نفسي على ما فعلتُ! لا أخفيكم أنني قد أُسامح أيَّ شخص مهما فعل، لكني لا أستطيع مُسامَحَة نفسي، أصبحتُ أحتقر نفسي وأُقَلِّل منها، وأقول: الله كريم، وأنا لا أستكبر ذنوبي أمام مغفرته، وظني به حسنٌ، لكن المشكلة أني أرى أنني لا أستحق ذلك. كل مَن يعرفني يشهد لي بالأخلاق والعفاف، لكني أحس أنني أَخدَع الجميع، وأني أسوأ البشَر. والله أبكي الليل كله على تفريطي، وندمتُ كثيرًا، لكني أعود أحيانًا إلى الخطأ، وهذا يزيد كُرهي لنفسي، ثم أُجَدِّد التوبة وأعود. أعيش صِراعًا حقيقيًّا، وأحسُّ أني في دوَّامة لا أستطيع الخُرُوج منها، كل ما يدور في يومي يذَكِّرني بذنوبي، ويزيد مِن همِّي, أخاف عقاب الله وعتابه؛ لأني جعلتُه أهون الناظرين إليَّ، وما استحييتُ منه، وهو الذي يتودَّد لي بالنِّعَم، كيف أُوقِف هذا الصوت الذي يخبرني أني أسوأ خلْقِ الله؟ حتى عند الدُّعاء وقراءة القرآن لا أرَكِّز إلا على آيات الوعيد، كيف أسامح نفسي فأنا أُذيقها أشد العذاب كل يوم وليلة؟ حتى إنِّي صرتُ أتقبل الإهانات مِن غيري، وتحقيرهم لي، وأقول: إنني أستحق كل ذلك، رغم أنه يؤلمني! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أختي الحبيبة، أرحِّب بكِ أخيتي في "شبكة الألوكة"، وأطلب منكِ أن تهوِّني على نفسكِ، وتهدئي بالًا، كيف لا والرسولُ - صلى الله عليه وسلم - يقول : ((لا يقولَنَّ أحدكم: خَبُثَتْ نفسي، ولكن ليقل: لَقِسَتْ نفسي))؟ ومعنى لَقِسَت؛ أي: ضاقتْ، وهنا نهي عن تحقير الإنسان لنفسِه. كما أنه يُكرَه للمسلم أن يصفَ نفسه بالصفات القبيحة، حتى ولو كانتْ صحيحة؛ لأن هذا ليس مِن التواضع في شيءٍ؛ لذا عليكِ أن تطردي هذه الأفكار السيئة، وألا تستسلمي لها أبدًا. انظري إلى الأشياء الجميلة الإيجابية في حياتكِ، واسعَيْ إلى تنميتِها وتقويتِها، خاصة في أوقات الأفكار السلبيَّة، احرصي على التواصُل الاجتماعيِّ الجيد، واحرصي على ممارسة الرياضة. ومن الأشياء التي ينبغي عليكِ أن تأخذي بها: ملء أوقات فراغكِ بتعلُّم العُلُوم الشرعيَّة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلُّم بعض أمور التدبير المنزليِّ؛ كالحياكة مثلًا. أختي الكريمة، نحن لا نتجاهَل الماضي، وإنما نجعله درسًا لنا وعبرةً؛ فنعيش الحاضر بقوة، والمستقبل بالأمل، وليكنْ شعاركِ: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]. وهناك عدة خطوات لتحقيق ذلك؛ منها: • الاستعانة بالله - عز وجل - والتوكل عليه، وكثرة الدعاء: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]. • الحِرْص على الصُّحبة الصالِحة، والتناصُح في الله، والتعاوُن على البرِّ والتقوى. • استثمار الوقت في العُلُوم الشرعيَّة، والقرآن، والدروس الدنيويَّة المفيدة، كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((احرص على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تعجز)). • تنظيم الأوقات؛ فالعلم له وقت، والترفيه عن النفس له وقت آخر... وهكذا. • اعتدلي في نظرتكِ لنفسكِ، وعامليها باحترامٍ وتقديرٍ، وتأملي في قدراتكِ التي منحك الله إياها. • لا داعي لهذا الخوْفِ؛ فهو تسويلٌ مِن الشيطانِ، فكلما شعرتِ برغبةٍ في التفكير في مثل هذه الأمور؛ افزعي إلى اللهِ بالدعاء، واستعيذي بالله مِن الشيطان الرجيم؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأعراف: 200]. وأخيرًا، أسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وأن يثبتكِ على دينكِ، ويوفقكِ لما يحب ويرضى.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |