|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شرح حديث عبدالله بن زمعة: "يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد" سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن عبدالله بن زَمْعَةَ رضي الله عنه، أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ، وذكَرَ الناقةَ والذي عقَرَها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((﴿ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾ [الشمس: 12]؛ انبعَثَ لها رجلٌ عزيز، عارمٌ، منيعٌ في رهطه)). ثم ذكَرَ النساء، فوعَظ فيهن، فقال: ((يَعمِدُ أحدُكم فيَجلِدُ امرأتَه جَلْدَ العبد، فلعلَّه يُضاجِعُها مِن آخِرِ يومه)). ثم وعَظَهم في ضَحِكِهم من الضَّرْطةِ، وقال: ((لمَ يَضحَكُ أحدُكم مما يَفعلُ؟!))؛ متفق عليه. ((والعارم)) بالعين المهملة والراء: هو الشريرُ المُفسِد. وقوله: ((انبعث)) أي: قام بسرعة. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ على ناقته، وكان عليه الصلاة والسلام خُطَبُهُ على نوعين: نوع راتب، ونوع عارض؛ فالخُطَبُ الراتبة كخُطَبِ يوم الجمعة، وخطب العيدين، والاستسقاء، والكسوف، وما أشبه ذلك، والخُطَبُ العارضة هي التي يكون لها سبب، فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم فيخطُبُ الناسَ ويَعِظهمم ويُبيِّنُ لهم؛ وأحيانًا يخطب على المنبر، وأحيانًا يخطب قائمًا على الأرض، وأحيانًا يخطب على ناقته، وأحيانًا يخطب معتمدًا على بعض أصحابه، حسب ما تقتضيه الحال في وقتها؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام من هَدْيِه أنه لا يَتكلَّف؛ فلا يطلب المعدوم، ولا يرُدُّ الموجود، إذا لم يكن في ذلك تقصيرٌ في الشرع، أو تجاوُزٌ فيه. فكان صلى الله عليه وسلم يخطب، وسمعه عبدالله بن زمعة، ومن جملة ما خطب أنه قال: ((يَعمِدُ أحدُكم فيَجلِدُ امرأتَه جَلْدَ العبد))؛ يعني يجلدها جَلْدَ شخص كأنه لا علاقة بينه وبينها، وكأنها عنده عبدٌ أسيرٌ عانٍ، وهذا لا يليق؛ لأن علاقة الرجل مع أهله علاقةٌ خاصة، ينبغي أن تكون مبنيَّة على المحبة والأُلفة والبُعد عن الفحشاء: القولية أو الفعلية. أما أن يجلدها كما يجلد العبد، ثم في آخرِ اليوم يُضاجِعُها، كيف تُضاجعها في آخر اليوم وتستمتع بها محبةً وتلذُّذًا وشهوة وأنت قد جلَدتَها جَلْدَ العبد؟! فهذا تناقُض؛ ولهذا عتَبَ النبي عليه الصلاة السلام على هذا العمل، فإنه لا ينبغي أن يقع هذا الشيءُ من الإنسان، وصدَقَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام؛ فإن هذا لا يليق بالعاقل، فضلًا عن المؤمن. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 118- 119)
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |