ضاع حلمي أن أكون طبيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مختصر رسالة إلى القضاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف أكون سعيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          موجة الإلحاد الجديد: تحديات وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الأسوة الحسنة ذو المكارم صلى الله عليه وسلم (كان أحسن الناس خلقا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخريج حديث: أخبر الناس أنه من استنجى برجيع أو عظم فهو بريء من دين محمد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: ذو الجلال والإكرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإلحاد والأساس الخرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وقفات مع القدوم إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 2522 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2021, 05:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,995
الدولة : Egypt
افتراضي ضاع حلمي أن أكون طبيبة

ضاع حلمي أن أكون طبيبة


أ. يمنى زكريا



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الأفاضل في شبكة الألوكة، أنتم أول مَن فكرتُ في مُراسلتهم؛ حينما أصبتُ بما أُصبت به؛ أملًا في الجواب الشافي.
أعتذر أولًا إذا وجدتم رسالتي غير مُرتَّبة؛ فأنا مُشوشةٌ كثيرًا، ولا يعلم حالي إلا الله تعالى.

أنا طالبةٌ في الصفِّ الثاني الثانوي، وكنتُ منذ صغري أتمنى أن أصبحَ طبيبة، وكذلك أمي وجدَّتي كانتا تتمنيان لي ذلك؛ إذ كنتُ أتميَّز بذكاء وحبٍّ للتعرُّف على الأشياء الطبيَّة.
أصبحتْ أمنيتي التي أعيش على أملِ تحقيقِها أن أكونَ طبيبة، دعوتُ الله ليل نهار، وكل وقت، وفي السِّرِّ والعلَن، أن أصبحَ طبيبةً، كنتُ متفوِّقة منذ المرحلة الابتدائيةِ، حتى وصلتُ إلى الثانوية، في البداية لم أهتم بالصفِّ الأول الثانوي اهتمامًا كبيرًا، فهو عامٌ عادي، وليس عام تحديد المصير، فالسنتان القادمتان هما الأهم، مرَّ العام الأول بفضل الله واجتهدتُ وتفوقتُ وأثبتُّ وُجُودي، وحصلتُ على شهادات تقدير في هذا العام، وجاء عام تحديد المصير، مررتُ فيه بكثيرٍ مِنَ الصُّعوبات والضغوط والتوتُّر النفسي، وتخطيتُها - بفضل الله، وجاءتْ أيام الامتحانات، ومرَّت الأيامُ الأولى تتخلَّلها الصُّعوبات المُعتادَة، ولكنِّي مُهيَّأة نفسيًّا لتقبُّلها، وجاء يوم امتحان الكيمياء؛ إذ كنتُ اخترتُ لنفسي الطريق العلمي لأصبح طبيبةً، وراجعتُ مادتي جيدًا، ولم أتركْ شيئًا إلا وراجعتُه، دعوتُ الله كثيرًا ألا أنسى، وأن يوفِّقني، كانتْ أمي تُشجِّعني وتدعو لي بالتوفيق، وتبثُّ فيّ الأملَ أني سأُحقِّق هدفي، وأحصل على مجموع كبيرٍ، نصحتني بالدُّعاء ومُلازمة الاستغفار.
دخلتُ الامتحان، وأخذتُ ورقة الأسئلة والإجابة، وبدأتُ أُجيب، ثم وجدتُ نفسي أنسى، وللأسف تركتُ أسئلةً كثيرةً لم أجبْ عنها، تماسكتُ وأنا داخل الامتحان، وحينما رجعتُ إلى المنزل انفجرتُ مِن البكاء؛ فقد ضاع أملي، وضاع مجموعي، بكيتُ كثيرًا هذا اليوم، وأمي بكتْ لحزنِها عليَّ، لا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا في ألَمٍ وقهرٍ، لا أستطيع التحمُّل؛ تمنيتُ الموتَ، لكني لم أدعُ اللهَ به، لا أستطيع تحمُّل فكرة أني لن أحققَ حلمي الذي حلمتُ به طوال عمرى، لم أعدْ أرضى، ولا أستطيع أن أرضى! أنا في شدة الأَلَم والحزن، يُراودني شُعُور بأنَّ مجموعي سيكون قليلًا، مما يُجبرني على أن أحولَ مِن القسم العلمي إلى الأدبي، وأنا لا أحتَمِل الموادَّ الأدبيَّةَ، أخبرتني أمي بضرورة الاستخارة قبل التحويل من القسم العلمي للقسم الأدبي، لكني لا أستطيع أن أفرطَ في حلمي، وقلتُ لها: إنَّ الله لا يحبني، فوبَّختْني بشدة، وطلبتْ مني أن أستغفرَ الله على ما قلتُ، وغضبتْ مني، ثم طلبتْ مني أن ألزم الاستغفار، وسيرزقني الله ويعوِّضني عما ضاع مني، ثم طلبتْ منى عدم البكاء ثانية؛ إذ لا يُفيد.

حقًّا أنا مُتعبة جدًّا، فلا أستطيع تحمُّل التفريط في حلمي، أفَضِّل الموت ألف مرة على ضياع حلمي، لا أستطيع قول: الحمد لله! لا أعرف كيف أرضى وأصبر على مُصيبتي، كل يوم أبكي وأرجو مَن يصبرني، أرجو مَن يبثُّ فيّ الأملَ، فأنا في حالة يُرثَى لها، أنقذوني مما أنا فيه.


الجواب
أرحِّب بكِ أخيتي الحبيبة في شبكة الألوكة، داعية اللهَ أن يشرحَ صدركِ، ويوفقكِ ويرزقكِ كل ما تتمنين.
قبل البدْء، أرى في رسالتكِ التدينَ، والالتزامَ، والمحافَظةَ على الصلاة، وهذا شيءٌ طيبٌ بفضل الله، وأعلم أنكِ مُؤمنة بالقضاء والقدَر، ولكن شاء اللهُ أن يحدثَ لكِ ما حدث؛ مما أوقعكِ في هذا الضغط والضيق وعدم الرِّضا، وهنا أقول لكِ - أختي الحبيبة - إنكِ تتعرَّضين لابتلاءٍ واختبارٍ، فهل تصبرين وتحتسبين؟ أو تستسلمين؟ وأنتِ تعلمين أنَّ المرء يُبْتَلى على قدْرِ دينِه.
واعلمي أخيتي أنَّ الحياةَ بها الفرَح والترَح، والحُزن والسرورُ، والحلوُّ والمرُّ، والعاقلُ مَن يأخذها بحُلوِها ومُرِّها، ويتعامَل مع الأحزانِ والأفراحِ على حدٍّ سَواء، فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بشَّر بأنَّ كلًّا منهما مأجورٌ؛ حيث قال: ((عجبًا لأمرِ المؤمن؛ إنَّ أمرَه كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلَّا للمؤمن؛ إنْ أصابتْه سرَّاء شكَر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضرَّاء صَبَر؛ فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.
فالذي يُساعدنا على الخروج مِن المصيبةِ أن نؤمنَ بأن الصبرَ عليه أجر، واعلمي أنَّ الجميعَ في هذه الحياة مُبتلى، وأنصحكِ حبيبتي بالآتي:
- أنْ تذكري دائمًا الأشياءَ الحسَنة التي أنْعَمَ اللهُ عليكِ بها، فبعضُ الناس لديهم الكثير مِن النِّعَم، ولا يشكرونها، ولكن يعيشون فيما أصابهم مِن مكروهٍ، والمطلوبُ هنا أن تشكري الله على ما أنعم؛ ليدفعكِ ذلك إلى تحمُّل ما ابتُليتِ به.
- تذكَّري أيضًا أنَّ هناك مَن هم أسوأ منكِ حالًا، ومعرفة الأسوأ ستجعلكِ تحمدين الله على ما أنتِ فيه.
- احرصي على الصُّحبةِ الصالحةِ التي تشعركِ بالسعادة وتُقربكِ إلى الله.
- اعلمي أنكِ لن تستطيعي إرضاء الجميع، تقبَّلي آراء الناس، واستمعي إليهم، ولكن ليس بالضرورة أن يكونَ هذا إلزامًا عليكِ، وإنما فقط من باب التشجيع لكل ما هو مفيد ومُثمِر.

- ابحثي عن نقاط القوة لديكِ؛ فهي التي ستقودكِ للنجاح، ولا تسمحي لأحدٍ أن يشككَ فيها، فكِّري في نفسكِ على نحوٍ إيجابيٍّ؛ حتى يزدادَ تقبلكِ لذاتكِ، وتجدي نفسكِ في مجالاتٍ أخرى - إن شاء الله.
وأخيرًا، اعلمي أختي الحبيبة أنَّ الرِّضا عن الحياة هو سرُّ سعادتنا، وأن ما يشعرنا بالرضا الإيمانُ الذي يبعث على الراحة، والتفاؤل الذي يجعلنا نتقدَّم للأمام، فتقرَّبي إليه سبحانه بالصلاة والذِّكْر.

أسأل الله أن يشرحَ صدركِ، ويحفظكِ مِن كلِّ مكروهٍ، ويُقدِّر لكِ الخير حيث كان .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.10 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]