التدين.. مقياس السعادة الزوجية

[ابوالوليد المسلم]

التدين.. مقياس السعادة الزوجية

سمية السحيباني


خلق الله لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها، وجعل بيننا مودة ورحمة... ومن المعروف أن الزواج استقرار وسكينة .. والجميع يبحث عن السعادة الزوجية التي تؤدي إلى هذا الاستقرار .. فالبعض يرى أن هذه السعادة لا تكون إلا بوجود المال .. فكلما كان الزوج مقتدرا ماديا كانت السعادة !! .. والبعض يراها بالجمال .. فإن كانت الزوجة على قدر كبير من الجمال فهو سعيد لا محالة.. ويختلف الناس بوجهات نظرهم في مفهوم السعادة الزوجية.. ومقياسها .. ؟؟ وهل للتدين أثر في مقياس الحياة الزوجية أم أنه ذو تأثير ضئيل ؟؟ حول هذا الموضوع كان لنا هذا التحقيق؟؟
الدين أساس الحياة
تقول أم محمد : إن الدين هو أساس الحياة الزوجية .. ثم يأتي بعد ذلك الصفات الأخرى كالكرم والجود والصبر والثقة بالنفس والشجاعة .. فكلما كان الزوج على قدر كبير من التدين والخوف من الله عز وجل يكون أثره واضحا في تعامله مع زوجته .. فالدين هو القاعدة الأساسية في الحياة ولا يصلح أمر بدونه..
تتفق الأخت عهود القحطاني مع أم محمد فهي ترى أن الدين والالتزام أهم صفة ينبغي أن تتحراها الفتاة في اختيار زوج المستقبل .. وهي أهم شروطها عندما يتقدم لها الشباب لخطبتها.. فالدين هو بركة كل شيء .. فالشخص كلما كان على علاقة قوية بخالقه كلما وضح ذلك في حياته مع زوجته وأولاده .. ويكفي أن يكون قدوة حسنة لأبنائه ويربيهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
الدين مع الأخلاق
أما منيرة عبد الرحمن فهي تقرن الدين بالأخلاق وترى أن الدين وحده لا يكفي بدون التحلي بمكارم الأخلاق ومحاسنها .. ويكفينا هدي النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه[1] ) والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى... وقد بعث ليتمم لنا مكارم الأخلاق..
وكذلك أم رغد ترى أن الدين يسنده الخلق.. فلا يصلح دين بلا خلق وهذا ما يشهده واقعنا اليوم .. فكم من شخص متدين لكنه ذو طباع منفرة وأخلاق سيئة.. حتى تجد هؤلاء عندما يسدون النصيحة لغيرهم تكون بصوت عال ينفر الشخص الآخر من قبولها.. وتذكر أم رغد أنها تعرف من النساء من تزوجت بالمتدين لكنها لم تستطع إكمال مشوار حياتها معه إما لبذاءة لسانه أو بخله الشديد أو غير ذلك من سيء الأخلاق ..أما هي فتزوجت من شخص عادي محافظ على الصلاة مستقيم في حياته لكنه ليس بالشخص المتدين وهي سعيدة معه لكونه على خلق رفيع ..وتؤكد أم رغد أن كل ذلك مقدر من الله عز وجل أولا وأخيرا.
وقد كان للأستاذ الفاضل علي بن صالح الجبر البطيّح ..المختص بالشؤون الزوجية رأي حول هذا الموضوع .. فيقول مشكورا :
الحياة الزوجية لها طعمها الخاص ونكهتها المميزة متى ما ربطت بالهدي النبوي الشريف , والمتأمل في حياة أنجح الأزواج على الإطلاق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يجد عجباً.. فبقدر قربنا أو بعدنا عن هديه في التعامل مع الزوجة بقدر قربنا أو بعدنا من السعادة.. فكم من زوج أو زوجة ظاهرهما الاستقامة وربما اجتهدا في تحصيلها؛ لكنهما أخفقا ويخفقان في كل لحظة.. فمظهرهما لا ينبأ عن مخبرهما ومجتمعنا مليء بمثل هذه الصور والله المستعان.. ولذا يصدم أحدهما بأخلاقيات الآخر التي تتكشّف مع الزمن.. تقول إحداهن : غرّني مظهره فاقترنت به على سنّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. والآخر يقول مثل ذلك ..إلخ .. وهنا يتأكد علينا الرجوع إلى حياة خير البشر وسيد الأزواج - صلى الله عليه وسلم - لنسعد في حياتنا، ومما أختم به وأؤكد عليه الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق الحسنة في التعامل لأن حبيبنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - يقول (...أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه[2])الحديث.. فلا دين لمن ساء خلقه.. وأيّ فائدة وأيّ خير يرتجى من سيء الخلق حتى وإن كان ظاهره حسنا ؟؟


[1] ) الترمذي وابن ماجه.

[2] ) أبو داود وحسنه الألباني رحمه الله .