|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أنظم وقتي وأستفيد منه أبو مالك العوضي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كيف يُمكنني أنْ أنظِّمَ وقت يومي مِن طُلُوع الفجْر حتى النوم بعد العشاء، بحيث أوفِّق بين حِفْظ وقراءة القرآن الكريم، والسُّنَّة النبويَّة، وحُضُور الدُّروس، وإنهاء أموري الخاصة. وجزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونرحِّب بك دائمًا، ونسأل اللهَ أن نكونَ دائمًا عند حُسن ظنِّك، ويُسعدنا أن نتواصلَ معك دائمًا. أمَّا ما سألتَ عنه مِن تنظيم الوقت، فهو أمر مهمٌّ جدًّا لجميع الناس بمُختلف تخصُّصاتِهم، وتنوُّعِ اهتماماتهم وتوجُّهاتهم؛ لأنَّ كلَّ عمل يعمله الإنسانُ يحتاج إلى وقتٍ، أيًّا كان هذا العملُ، فالوقتُ هو السِّلعةُ التي لا تُشترَى بالمال، وهو السِّلعة التي يحتاج إليها كلُّ إنسانٍ، وأنا أُكبِرُ فيك هذا الاهتمامَ بالوقت، فمع الأسفِ صار كثيرٌ منَ الناس لا يُقيمون له وزنًا، ويضيِّعون الساعاتِ فيما لا ينفعهم، بل قد يضرُّهم، ثم يستغربون بعد ذلك، ويقولون: الوقتُ لا يكفي! يعتقد بعضُ الناسِ أنَّ "تنظيم الوقت" معناه: إيجاد وقتٍ جديد للاستِفادة منه، وهذا وهمٌ، فاليوم سوف يظل كما هو 24 ساعة، والأسبوع كما هو سبعة أيام، وهكذا، وإنما يعتمد تنظيمُ الوقت على حُسن استغلال الموجود منه. أنصحك أن تقومَ بهذه التجرِبة في يومٍ واحدٍ فقط مِن أيامك: اكتبْ مِقدار الوقت الذي تصرفُه في جميع الأعمال اليومية بالدقائق منذ الاستيقاظ من النوم وحتى الاستيقاظ في اليوم التالي؛ أي: "24 ساعة بالتَّمام"، وهذا نموذج للمطلوب: - 5 دقائق استيقاظ وكسل في السرير. - 10 دقائق في الحمَّام. - 15 دقيقة صلاة. - 20 دقيقة إفطار. - 20 دقيقة لكيِّ الملابس وارتدائها. - 20 دقيقة انتظار الحافلة... إلخ. ولاحِظْ أنَّ مجموع الساعات والدقائق لا بُدَّ أن يكونَ 24 ساعة. والآن انظر إلى الساعات - فضلًا عن الدقائق - التي تَضيع فيما لا يُفيد، وستُذهل مِن مِقدارِها، وأَحصِها لتعرفَ الوقت المتاح تقريبًا يوميًّا، هذه هي الخُطوة الأولى للاستفادة مِن الوقت. الخطوة الثانية: ترتيبُ الأعمال المطلوب أداؤها بحسَب الأهمية، وتقسيمُ الوقت المتاح عليها. فمثلًا: إذا كنتَ تريدُ أن تقسمَ وقتك بين ثلاثة أمور: "الواجب الدِّراسي - حفظ القرآن - القراءة الحُرَّة"، والوقت المتاحُ في اليوم مثلًا 6 ساعات، فالواجب الدراسيُّ مثلًا يحتاج إلى 3 ساعات، وحفظُ القرآن يحتاج إلى ساعة ونصف، والقراءةُ الحرة إلى ساعة ونصف. الخطوة الثالثة: ربْطُ الأعمال المطلوبة بأوقاتٍ وأشياءَ ثابتة بحسَب النَّشاط اليومي. فمثلًا: تربط أداءَ الواجب الدراسي بما بعد صلاة الظهر، أو عند عودتك مِن المدرسة أو الجامعة مباشرة؛ لأنَّ هذا أمرٌ ثابتٌ يوميًّا يرتبط بوقتٍ محددٍ. وتربط حفظَ القرآن مثلًا بما بين المغرب والعشاء، أو بالوقت المتاح بين الحِصَص، أو بالوقت الضائع في المواصَلات، وهذا الأمرُ مَرجعُه لك، وإنما أعطيك بعض الأمثلة. وتربط القراءةَ الحرة مثلًا بما قبل النوم مباشرة، وفي هذه الحالة يُمكنك أن تضعَ الكتابَ الذي تقرأ فيه بجانب السرير؛ بحيث ينضبط العملُ تلقائيًّا، وتتذكَّر المطلوبَ منك كلما ذهبتَ إلى السرير. نصائح أخرى عامَّة للحِفاظ على الوقت وتنظيمه: - يمكنك أن تضعَ كتابًا للتَّسلية في الحمَّام؛ بحيث تستغلُّ الوقت الضائع فيه، أو تشغل جهاز التسجيل في ذلك الوقت لسَماعِه، ولا تَعجَب مِن ذلك؛ فقد كان بعضُ السلَفِ يأمر ابنَه أن يرفعَ صوتَه بالقراءة وهو في الحمَّام؛ حِرصًا على الوقت! - ضَعْ ورقةَ أذكار أمام مكانِ الوضوء بحيث تستذكر هذا النصَّ كلما ذهبتَ إلى الوضوء، ويُمكِنك أن تغيِّرَها كل عدة أيام لتستفيدَ بوقت الوضوء، ولا تتعجبْ مِن ذلك؛ فقد ذكروا عنْ بعض العُلماء أنه حفِظ ألفيَّة العراقي في أوقات الوُضُوء. - إذا كنتَ تحفظ مَتْنًا، فيُمكنك أن تقسِّمَه على أوراقٍ صغيرةٍ، وتضعَ في جيبك كلَّ يوم ورقةً منه، وكلما وجدتَ دقيقةً فارغة أخرجتَ هذه الورقةَ ونظرتَ فيها، وهذا ينفعك كثيرًا في أوقات الانتظار؛ كالعيادات الطبيَّة، والمصاعِد، ورسائل الهاتف المسجَّلة وغير ذلك. - تذكرْ أنَّ الدقيقةَ مدةٌ طويلة، فلا تستهِنْ بها عند الانتقال مِن عملٍ إلى عمل؛ فهذه الدقائقُ الضائعةُ بين الأعمال هي التي تُخرج النتائجَ العظيمةَ. - لا تضيِّعِ الكثيرَ مِن الوقت في التفكير والمفاضَلة بين الأعمالِ المطلوبِ أداؤُها، بل ابدأ مباشرةً في العمل حتى لو كان مفضولًا؛ لأن أداءَ العمل المفضول أولى من تضييع الوقت في المفاضلة. - ابدأ يومَك بكتابة الأشياء المطلوب أداؤها في ورقةٍ، وضَعْها في جيْبِك، وطالِعْها كلَّ ساعة أو ساعتين لمراقبة الأداء. - للفائدة والتوسُّع في هذا الموضوع أنصحك أن تطالعَ بعضَ الكتُب المتخصِّصة في تنظيم وإدارة الوقت؛ مثل كتاب د. إبراهيم الفقي (إدارة الوقت). والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية، ومنه التوفيق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |