|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أكمل الدكتوراه وقد سئمتُ الدراسة؟ أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم على جهودكم لخدمة الإسلام والمسلمين، وأسأل اللهَ تعالى أن يتقبَّل منكم أعمالكم أما استشارتي فأقسِّمها عدة أجزاء: الجزء الأول: أنا طالبٌ جامعيٌّ، أنهيتُ مرحلة التعليم الأولى، والتي تسمى: البكالوريوس، وتخصُّصي هو الفقه وأصوله، وأنا الآن أكمل الماجستير، ولكن بصراحة همتي أصبحتْ ضعيفةً، ولا أستطيع مواصَلة الدِّراسة، فقد سَئِمتُ الدِّراسة المتواصلة - وأنبه أنني لا أتحدَّث عنِ التخصُّص، فأنا أفتخر بانتسابي لهذا التخصُّص الشريف - ولكن نفسيتي تسوء مِن ضغط الدِّراسة، ومما زاد الأمر سوءًا الضعف الكبير لعددٍ لا بأس به مِن المدرسين، وأنا أشخِّص سبب هذا الملل أنني قمتُ بإكمال دراستي سريعًا، ولم آخذْ قسطًا مِن الراحة، علمًا بأن أهلي يريدونني إكمال الدكتوراه بعد الماجستير مباشرة، ولضعف فرَص العمل في بلدي لحملة البكالوريوس والماجستير. أنا أؤمن إيمانًا كاملًا أنَّ لكل إنسانٍ رزقًا، وسيأخذه كاملًا، فما رأيكم: هل أؤجل مرحلة الدكتوراه شيئًا ما بعد الحُصُول على الماجستير؟ أو أكمل بعدها مباشرة؟! الجزء الثاني: أنا شابٌّ في العشرين مِن عمري، غير متزوِّج، وفُرَص العمل قليلة في بلدي، ومِن ثَمَّ تُراودني أفكارٌ كثيرة بالسفر للخارج، وخاصة لأمريكا، أو أي بلدٍ أوروبي آخر، ولكن في نفس الوقت هناك أمورٌ تدفعني للإحجام عن هذه الخطوة؛ منها: أنني في بلدٍ مسلم والفواحش ليستْ كما في الغرب... إلخ، كذلك أنا كثير التعلُّق بوالدتي، وهي كذلك متعلِّقة بي أكثر مِن باقي إخوتي، وأعتقد أنني لو سافرتُ فسيكون التأثُّر في البداية فقط، وبعدها سنعتاد على الأمر. كذلك أخبركم أنني إذا قمتُ بخطوة السفَر هذه، فلن أعيشَ طوال عمري في أمريكا، إذ برئ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن كلِّ مسلم يُقيم بين المشركين. فما نُصحكم وتوجيهكم؟ بارَك الله فيكم الجواب بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستَعان أيها الأخ الفاضل، لولا وصلُك البكالوريوس بالماجستير لشجعتُك على مواصلة الدكتوراه بعد نيل درجة الماجستير - بمشيئة الله عز وجل - أمَّا وأنت على هذه الحال، وعزيمتُك بهذا الوهن، فمن المستحسنِ أن تعطيَ نفسَك حقَّها، وتُباشرَ تطبيقَ ما تعلمتَ لمدة لا تقل عن سنة، ثم لك بعد هذا أن تكملَ تعليمك العالي موفقًا مسدَّدًا. أما السفرُ إلى أمريكا، فلقد أجاب فضيلةُ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرِّفاعي - سدَّده الله لقول الصواب - في فتوى له عنْ هذه المسألة فقال: "فتحرُمُ الإقامةُ في بلاد الكفر لمجرد العمل لمن لا يستطيعُ أن يقيمَ شعائرَ الدِّين، ويخشى على نفسِه الفتنةَ؛ إلَّا إذا دعتْ لتلك الإقامةِ ضرورةٌ ملحِّةٌ، أو لغرَض الدعوة، وبشرط أن يغلِبَ على ظن المهاجر أنه سيسلَمُ؛ وذلك لِما للإقامة في بلادهم مِن المفاسِد". والرأيُ أن تتزوَّج أولًا، وتُتعب نفسك بحثًا وسعيًا عنْ عملٍ مناسب تشتغل به في بلدك، فإن أعيتْك أبوابُ العمل في بلدِك عن الفتحِ - حتى بعد نيْلِك هذه المراتبَ العلميةَ الرفيعة - فاطلب الرزقَ في بلاد أخرى؛ لأن اللهَ - عز من قائل - يقول: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾[الملك: 15]، ونحن غيرُ ملزَمين بالعيش في بلادٍ لا يُكْرَم أهل العلم فيها، ولا توفر لهم سبل الرِّزق والعيشِ في كرامة ونعيمٍ وسلامة، لكنَّ مناكبَ الأرض ليست بلادَ الكفر المحض! وإنما بلادُ الإسلام المتقدِّمة اقتصاديًّا؛ مثل: ماليزيا، وبعض دول الخليج العربي. والله - سبحانه وتعالى - أعلمُ بالصواب، والحمد لله، وصلَّى الله على سيدنا محمَّدٍ، وعلى آل محمدٍ وسلم تسليمًا كثيرًا مؤبدًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |