أشعر بعدم استقرار في حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14010 - عددالزوار : 747754 )           »          تبديد الخوف من المستقبل المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظة مع انقضاء العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التعريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية طلب العلم في حياة الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {وقولوا للناس حسنا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.." ماذا بعد موسم الحج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من رعاة غنم إلى قادة أمم.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصداقة في حياة الشباب والفتيات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مبدأ التخصص في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-04-2021, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,334
الدولة : Egypt
افتراضي أشعر بعدم استقرار في حياتي

أشعر بعدم استقرار في حياتي


أ. عائشة الحكمي






السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أُعاني مِن مشاكل عديدة، والتي تبدو لأول وهلة ليستْ بشيء، فأنا أعاني مِن:

- فقدان الثِّقة في النَّفس بشدَّة؛ فأحاول دائمًا أن أكونَ واثقةً في نفسي، وأن أطرحَ آرائي وأفكاري بكلِّ شجاعة، لكنني لا أستطيع! حتى في المدرسة عندما تُطْرَح بعض الأسئلة، أجِد أنني أعرف الإجابة، لكنني لا أستطيع قولها؛ خوفًا مِن الخطأ، أو من السُّخرية، أنا لستُ خَجُولة جدًّا، بل إنني على العكس دائمة المرَح والضَّحِك، وفي كثيرٍ من الأحيان أتناقَش مع المعلِّمات، وأستطيع التحدُّث بثقةٍ أمام صديقاتي، لكنني لا أفهم لِمَ أشعر بانعِدام الثِّقة التي تغلب على تَصَرُّفاتي.

- لديَّ مُشكلة أخرى، وهي أن كلامي سريع جدًّا، لدرجة أنه لا يفْهم أحدٌ كلامي، ومن ثَم يطلب مني إعادة ما قلت، فلا أستطيع التكلم ببطْء.

أشعر بأنني غبية، مع أنني متفوقة في دراستي حاليًّا، ومعدلي التراكمي إلى الآن 98%، وقد تم تكريمي عدة مرات، لكن الواقع أنني أرى نفسي غبية، ولست ذكية، وأن كل إجاباتي يستطيع أي شخص أن يجيب عنها، وأن الله - سبحانه وتعالى - هو مَن يوفِّقني في دراستي.

عندما أسأل سؤالًا، أسمع مُعلِّمتي تسخر مني قائلة: إنه سؤال غبي أو عندما تطرح مسألة أو سؤالًا، وتقول: إنه سهل جدًّا، وإنَّ الغبية هي التي لا تجيب عنه!

حتى والدي قالها لي منذ وقتٍ قريب: لستِ ذكيَّة! بالرغم مِن أنَّه كان يمزح معي، لكنني أعلم أن ما قاله هو الحقيقة، حاولتُ مُساعدة نفسي كثيرًا، وصرتُ أبحث في الإنترنت عنْ حُلُولٍ لمشكلتي، وعنْ طرقٍ أقوِّي بها ثقتي بنفسي!

أحبُّ الأدب، وأصبحت الكتابةُ هِوايةً لي، مع أني أرى أن كتابتي عادية، بدأتُ بكتابة رواية ونشرتُها على الإنترنت، وتلقيتُ كثيرًا من الردود التي تخبرني أن طريقة كتاباتي مثل طريقة الأدباء والكتاب العالميين، لكنني أعلم أنها مجرد مجاملة، وكلمات لا قيمة لها، وفي النهاية لم يقرأ أحد ما أكتب؛ لذلك فضَّلْتُ الاحتفاظ بكتاباتي لنفسي.

- أنا أنانية قليلًا، وأغار بشدة، وأكره نفسي كثيرًا؛ لذلك أحاول أن أردد قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[الحشر: 10]، أصبحتُ لا أحب رؤية أي أحدٍ أفضل منِّي؛ لذا كرهتُ بعض صديقاتي؛ لتفوُّقهم عليَّ، أريد استئصال الغيرة التي بداخلي.

- أنا حسَّاسة جدًّا، وأريد أن أكون أقوى وأفضل، لا أريد أن أظل ضعيفة سخيفة، مع أنني أراعي مشاعر الآخرين، وأكره السخرية منهم، ولم أنتقد أو أسخر أو أعترض على هواية شخص، لكنني لا أعامَل بالمثل!

- كثيرًا ما حلمتُ بالتغيير للأفضل، وأن أصبح شخصية رزينة، وأن أقوي علاقتي بربِّي، وأحافظ على صلواتي، وأراجع القرآن الذي حفظته، وأن أترك الأغاني، لكنني في كل مرة أفشل.

- أجد أنني وقحة كثيرًا مع والدتي، وأشعر بالاكتئاب والضيق أحيانًا، لا أجد أحدًا أشكو إليه، ولا أبث حزني إليه، فأمي مشغولة جدًّا.

- أنا ماهرة في التسويف والتأجيل، حتى قصصي التي أكتبها أكون متحمسة لها بشدة في البداية، ثم أنشغل عنها فجأة ولا أحقق شيئًا، حتى طموحاتي تنازلتُ عنها بسبب الفتور!



أتمنَّى الحُصول على الرد منكم؛ لأنني في حاجة للمساعدة لا للمواساة والتعاطُف.




الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب

وهو المستعان



أيتها العزيزة، تَكمُن مشكلتك في هذا التركيز الشديد على الذات، وحلُّها كامن في انتهاج طريقتين:

- التركيز على آلام الأمة الإسلامية.

- والاعتقاد بصحَّة البعث، وأن لنا دارًا أخرى هي الدار الحقيقيَّة للمُفاضَلة.

قال ابن عقيل - رحمه الله -: "لا يَليق بهذا الحي الكريم الفاضل على جميع الحيوان أن يُرى إلا عابدًا لله في دار التكليف، أو مجاورًا لله في دار الجزاء والتشريف، وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير مواضعها"؛ ["ذيل طبقات الحنابلة"؛ لابن رجب]، وقد وضعتِ نفسك بهذا التفكير السطحيِّ في غير مَواضِعها، فلتترفَّعي عن هذا التفكير؛ لأنَّ الجنة أعظم من أن نُضيِّع أوقاتنا في السؤال: هل أنا ذكية أم غبية؟! وليقلْ مَن يريد: إنك ذكية، وليقل: إنك غبية، فماذا يهمك؟! يهمك أن تعرفي قدراتك الحقيقية، وقيمتك في الحقيقة، فإذا كانت قدراتك تؤهلك للعيش في الدنيا بذكاء، والعيش كما يريد الله - تعالى - أن تعيشي، فكل أوصاف الغباء، والسفاهة، والحُمق لن تؤثِّر فيك، ومهما بلغ ارتفاع درجاتك على مقياس "وكسلر" للذكاء، وحصَّلت أعلى الدرجات في المدرسة والجامعة، ثم لم تكوني ذكية اجتماعيًّا وعاطفيًّا وإيمانيًّا، فلن ينفعك المديح ولا الإطراء ولا كلمات الثناء!

والجنة - أيتها العزيزة - أعظم من مُزاحَمة الناس على أرزاقهم، وابتلاءاتهم، وإنعام الله - سبحانه وتعالى - عليهم في هذه الدنيا الفانية؛ ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]، وليست مراتب الدنيا مهما علتْ وعظُمتْ مما ينبغي أن يتنافس عليه المُتنافِسون، أو يتحاسَد عليه الحاسدون!

"وأما الأماني؛ فإنها رؤوس أموال المفاليس، أخرجوها في قالب الرجاء، وتلك أمانيهم وهي تَصدُر من قلبٍ تزاحمتْ عليه وساوس النفس، فأظلم من دخانها، فهو يستعمل قلبه في شهواتها، وكلما فعل ذلك منَّتْه حسن العاقبة والنجاة، وأحالتْه على العفو والمغفرة والفضل، وأن الكريم لا يَستوفي حقه، ولا تضرُّه الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، ويُسمِّي ذلك رجاءً، وإنما هو وسواس وأماني باطلة، تقذف بها النفس إلى القلب الجاهل فيستريح إليها"؛ ["الروح"، لابن القيم]، فالجنة أعظم من أن نضيِّع أوقاتنا بالأماني دون عمل صالح، ولا تغيير جذري للأفضل الذي يُسهِم في دخولها، ورؤية أهلها: محمد، والأنبياء، والصحابة، والأحبة الذين سبقونا بالإيمان والرحيل إلى الله - عز وجل - والدار الآخرة؛ ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 123، 124].

والجنة تحت رجلَي والدتك، فالله اللهَ في برِّها، وفي الجنة التي تحت رجليها!

اقرئي كتاب: "هكذا علمتني الحياة"؛ للدكتور مصطفى السباعي؛ فما تحتاجينه هو فهم عميق للحياة، وفي كتابه العظيم هذا يقول السباعي - رحمه الله -: "أيها المثقَلون بالهموم! كل همومكم تزول إلا همًّا واحدًا: هو دينونة أنفسكم".


أما بقية مشكلاتك فمبسوطة بتوسُّع في قسم الاستشارات، فاستخدمي عقلك في البحث عنها والاستفادة مما كتب فيها، وأفضل من كل ما كتب فيها أن تضعي الجنَّة نصْب عينيك، وحتمًا ستتغيرين بحسب ما تَعظُم جنة الخلد في عينيك، عظِّمي الجنة تَصغُر في عينيك الدنيا بكل ما فيها وكل مَن فيها!



والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المصير

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]