|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المهاجرات في سبيل الله تعالى المهاجرات إلى المدينة د. سامية منيسي أما عن الهجرة إلى المدينة فهي النقلة من جماعة مضطهدة في دينها وحريتها وحياتها بكافة نواحيها، إلى أمة لها أركان وأسس تقوم عليها ألا وهي (أمة الإسلام) التي قامت في المدينة رئيسها وقائدها ونبيها هو: الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على المؤمنين رؤوف رحيم بهم. يقول تعالى: ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128] شريعتها الإسلام الذي أنزله الله تعالى من السماء ليكون نبراسا وطريقا قويما للمسلمين ينقلهم من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل ومن الكفر والفجور والعصيان، إلى نور الإيمان وطاعة الله تعالى والالتزام بشريعته الغراء، يحمل هذه الأمانة من السماء إلى الأرض «شديد القوى» والأمانة جبريل عليه السلام إلى خاتم المرسلين لتكون نبراسا للبشرية إلى آخر الزمان. يقول تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ [النجم: 3 - 5]. وقد قامت أمة الإسلام في المدينة على أركان أساسية وضعها الهادي البشير صلى الله عليه وسلم بوحي من السماء، وشاركه فيها المهاجرون والأنصار، بالإضافة إلى وجود جماعات أخرى بالمدينة هادنهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ منهم العهود والمواثيق، ومد إليهم يد العون والسلام إلا أنهم خانوا العهود وتعاونوا مع أعداء الإسلام لإجهاض الدعوة، وقتل رسولها، وتشتيت المسلمين، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قضى عليهم قضاء مبرما، فكان ذلك جزاء الخائنين وهم اليهود، وفريق من المنافقين وهم أشد خطرا من اليهود حيث كانوا مندسين بين المسلمين يتسمعون أخبارهم ليؤذوهم، ولكن الله تعالى كشف نواياهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أما عن هذه الأركان الأساسية فكانت سبعة أسس: أولا: بناء المسجد، وهو ساحة للصلاة، والقضاء ويتم فيه كل أمور المسلمين الهامة. ثانيا: المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين. ثالثا: المعاهدات مع يهود المدينة. رابعا: إعلاء العصبية بين الأوس والخزرج وجعل التنافس بينهم لصالح الإسلام ولخيره. خامسا: تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام. سادسا: التكافل الاجتماعي وفرض الزكاة والكفارات والصدقات. سابعا: غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم للدفاع عن الدعوة الإسلامية، ونشر الإسلام، والقضاء على المتربصين بها وبالمسلمين[1]. وذلك لأن الله أمر بالقتال بقوله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39] هذا، وقد سبق الهجرة إلى المدينة بيعتا العقبة الأولى والثانية وهي بيعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حينما رأى الهادي البشير صلى الله عليه وسلم دارا آمنة يقيم فيها شعائر الدين مع أتباعه المسلمين في حرية واطمئنان، وقوم أشداء شديدي الإيمان والتقوى يبذلون أنفسهم في سبيل الله والإسلام ورسوله بلا توان أو خذلان بعدما أخذ منهم العهد في بيعة العقبة الثانية (بيعة الحرب) وهو أنهم سوف يحمونه كما يحمون أهليهم وذراريهم أمر المسلمين في مكة بالهجرة سرا، ثم لحق بهم بعدما أدى أمانته في مكة لمن ائتمنه عليها. وبذلك استقرت الأمور في المدينة للمسلمين وبدأ بها حرب قريش وغطفان واليهود وأعوانهم ضد الإسلام ورسوله بدءا من غزوة بدر الكبرى وما سبقها من سرايا وحتى فتح مكة وإنعام الله على رسوله والمسلمين بالنصر، ودخول الناس في دين الله أفواجا. أما عن المهاجرات إلى المدينة: فمنهن من هاجرت من مكة إلى المدينة رأسا، فكانت لها الهجرة الواحدة إلى المدينة، ومنهن من هاجرت إلى الحبشة ثم عادت إلى مكة مع من عاد من المهاجرين، ثم هاجرت إلى المدينة فجمعت بذلك الهجرتين: إلى الحبشة، وإلى المدينة، ومنهن من خرجن من الحبشة رأسا إلى المدينة في السفينتين، أو قبل ذلك، فجمعن بذلك أيضا الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة. أما العدد الأكبر من المهاجرين فهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة رأسا، وقد تركوا أيضا أموالهم وأهليهم وممتلكاتهم بمكة، وهاجروا إلى الله ورسوله.. ومن هؤلاء من لاقى مالا يحتمله إلا قلب مفعم بالإيمان وبحب الله ورسوله. ومن الصحابيات اللائي هاجرن إلى المدينة، ولاقين العذاب في سبيل الله تعالى والهجرة أم المؤمنين (أم سلمة رضي الله عنها) - وذلك بعد عودتها من الحبشة مع زوجها أبي سلمة قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقد سبقها زوجها في طريق الهجرة. ثم هاجرت ومعها ابنها سلمة فأدركها أهل زوجها، وتنازع أهل زوجها وأهلها (الولد) حتى خلعوا يده، ثم فرقوا بينها وبين زوجها وابنها فترة كانت تخرج فيها تنتظر خبر زوجها، حتى أفرج عنها وأخذت ابنها وهاجرت إلى زوجها في المدينة، وبذلك اجتمع الشمل، وقيل: أنها كانت (أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة) وقيل: بل هي ليلى بنت أبي حثمة. ومن المهاجرات أيضا إلى المدينة (أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط) التي تعقبها أخواها الوليد وعمارة ليلحقا بها لأنها تركت أهلها بمكة - ولم تكن قد تزوجت بعد - وهربت بنفسها إلى الله ورسوله، وذلك بعد صلح الحديبية، فوصلت للمدينة قبل أخويها، ثم ما لبثا أن لحقا بها، وطلبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسلمها لهما، فلما كلمها الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك استحلفته بألا يتركها خوفا من الفتنة في دينها أو الانتقام منها، فنزلت آية الامتحان في أم كلثوم ومن جئن بعدها من نساء المؤمنين مهاجرات إلى الله ورسوله. ومن المهاجرات إلى المدينة كانت بنات الهادي البشير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته بطبيعة الحال، وقد لاقين - وخاصة ابنته زينب - العذاب حيث لاحقها المشركون وطرحوها أرضا من فوق ناقتها بعد أن غمزوا الناقة - وكنت حاملا - فطرحت جنينها ثم مالبث أن عادت إلى مكة مرة ثانية ثم هاجرت إلى المدينة، بينما بقى زوجها بمكة لم يؤمن بعد حتى آمن وهاجر إليها، إلا أنها ما لبثت أن توفيت متأثرة بما أصابها أثناء هجرتها. أما رقية فقد تحدثنا عن هجرتها مع زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الحبشة وما لاقاه المهاجرون إليها من غربة ووحشة لولا حماية الله لهم ثم نجاشي الحبشة (أصحمة)[2]. وقد بلغ إيمان المرأة وطاعتها لله ورسوله أن إحدى الصحابيات وتدعى (أم قيس) اشترطت على رجل تقدم للزواج منها أن يهاجر أولا إلى المدينة، فهاجر فسمى (مهاجر أم قيس). كما أن هناك من فرت من شرك زوجها أو أهلها لإيمانها بالله ورسوله. فرت إلى المدينة تعلن بيعتها وإسلامها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهناك من البيوت في أهل مكة من أغلقت أبوابها بسبب هجرة أهلها إلى المدينة، من ذلك ما ذكره ابن سعد عن عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال: كان بنو غنم بن دودان بن أسد وهم حلفاء حرب بن أمية أهل إسلام، أسلموا بمكة وأوعبوا في الهجرة رجالهم ونساءهم حتى غلقت أبوابهم، فخرج من النساء في الهجرة زينب وحبيبة وحمنة بنات جحش، وجدامة بنت جندل، وأم قيس بنت محصن وآمنة بنت رقيش، وأم حبيب بنت نباتة[3] قال ابن هشام: أم حبيب بنت ثمامة، وسخبرة بنت تميم[4]. وهكذا نرى أن كل صحابية مهاجرة وراءها قصة جهاد طويلة، وصبر وعناء وقد ذكرنا ذلك بالتفصيل في ترجمة كل منهن (الترجمة الأصلية) ثم ذكرنا ما يهمنا عن أحداث الهجرة في هذا الباب. وقد بدأته - كما توهنا قبل ذلك - بأمهات المؤمنين حسب ترتيب زواج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بناته حسب ميلاد كل واحدة منهن رضي الله عنهن جميعا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله صحبه وسلم (والله الموفق لكل أعمالنا). [1] انظر كتاب الأنصاريات من الصحابيات للمؤلفة (الكتاب الثالث ضمن الموسوعة وفيه عن قيام أمة الإسلام في المدينة بالتفصيل ص 23، ومن ص 36 - 42). [2] انظر ما ذكرناه آنفا في الصفحات السابقة عن المهاجرين إلى الحبشة (المؤلفة). [3] طبقات ابن سعد ج 8 ص 177. [4] السيرة لابن هشام: القسم الأول ج 2 ص 472. طبعة بيروت، تحقيق مصطفى السقا، وإبراهيم الإبياري، وعبد الحفيظ شلبي، [تراث الإسلام]، [د. ت].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |