|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() استقبال شهر رمضان ومنهاج العمل فيه الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر الحمد لله ذي الأسماء والحسنى والصفات العلى، أحمده سبحانه حمدًا يملأ الأرض والسماء وما بينهما وغيرهما مما يشاء. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي كثر ونوع وتابع لهذه الأمة مواسم الخيرات، والتي يسر فيها أنواع الطاعات، وأعظم الأجور وأكثر وأكرم المثوبة على الأعمال الصالحات، لكل أوَّاب شكور. وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبدُ الله ورسوله، المبعوث بأحسن ملة، وأكمل شرعة، وأجمل بشرى، وأبلغ نذارة! صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى وأصحابه، أولي الهمم العالية، والعزائم الماضية، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة. أما بعد: فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، والعمل بما فيه رضاه، والحذر من كل ما يسخطه ويأباه ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]. وقال في محكم ما أنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50] عباد الله: إنكم تستقبلون في قريب أيامكم شهر رمضان المبارك، ذلكم الشهر العظيم والموسم الكريم؛ فأحسنوا استقباله، واشكروا لربكم تبارك وتعالى إحسانه وأفضاله باغتنام اللحظات واستباق الخيرات، والمنافسة في حسن أداء الأعمال الصالحات، والتوبة إلى الله تعالى من سالف الخطيئات، والتأني والحذر فيما تستقبلون من أنواع المخالفات. أيها المسلمون، إن شهر رمضان المبارك موسم تجارة رابحة مع رب العالمين، ومناسبة سانحة للعفو والمسامحة عن خطيئات المخطئين. وهو شهر يُضاعَفُ فيه الثواب والعمل، وتُكفَّرُ فيه الخطايا والزلل؛ فضلاً من الله عز وجل؛ فاستبشروا بقدومه، واغتبطوا بخصائصه، وتسابقوا في ميادينه، وأروا الله تعالى من أنفسكم خيرًا، والتمسوا منه سبحانه مغفرة وأجرًا. معشر المسلمين، من خصائص شهر رمضان المبارك: أنه شهر يُزيِّنُ الله تبارك وتعالى فيه جنته؛ لاستقبال صالحي عباده، ويقول لها: ((يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا إليك)). ومن خصائصه أنه تصفَّد فيه مردة شياطين الجن؛ لئلا يُضلِّوا عباد الله الصالحين، وتفتح فيه أبواب الجنة لكثرة الأعمال الصالحة، وتُغلَقُ فيه أبواب الجحيم؛ لقلة المعاصي من المعاصي من المسلمين؛ ولكثرة العفو والمسامحة من رب العلمين. ومن خصائصه أيضًا أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا، وأن خُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك. فأبشروا؛ لأن فيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وأن الله تبارك وتعالى يغفر لهذه الأمة في آخر ليلة من رمضان؛ فاغتنموا لحظاته، واستقبلوا خيراته، واتقوا معصية الله فيه، وموجبات عقوباته. أيها المؤمنون: أكرموا ضيفَكم، واحفظوا عملكم، واتقوا ربكم، بحفظ الصيام، والنأي عن مفسداته، والحرص على قيام ليله مع الإمام حتى انصرافه والتفاته، والأخذ من كل خصلة من خصال الخير فيه؛ طمعًا في فضل الله تعالى وجليل هباته، وإمضاء ساعات ليله ونهاره في تلاوة القرآن، والثناء على الله تعالى ودعائه في كل آنٍ، والتنافس في خصال البر والإحسان. واستكثروا فيه من أربع خصال: من شهادة أن لا إله إلا الله، واستغفاره - وبذلك ترضون ربكم - وسؤال الله الجنة، والاستعاذة من النار، وهم خصلتان لا غنى لكم عنهما. معشر المؤمنين: تذكروا كم من متمنٍ لبلوغ هذا الشهر فلم يدركْه، وكم من مدرك له وهو لا يتمناه؛ ليتجلى لكم أن الفسحة في الأجل، والتمكُّن من صالح العمل من فتح الله عز وجل، فاغتنموا المهلة قبل النقلة، وتفكُّروا كم من متمٍّ لهذا الشهر، ولكن صَامَه وحظُّه من صيامه الجوع والعطش، وقامه وحظُّه من قيامه السهر والتعب؛ ليدركوا شؤم الغفلة، وأجرى العبادة على الإلف والعادة، أو الإتيان معها وبعدها بما يبطلها، مثل الرياء، أو المنِّ، أو استماع السب والاستهزاء بالله جل وعلا، أو بشيء من السخرية من شريعة خاتم الأنبياء، أو نحو ذلك مما عمَّ به الابتلاء؛ فاحذروا من ذلك واجتنبوه، وتوبوا إلى ربكم واستغفروه؛ لتحافظوا على أعمالكم، وتربح تجارتكم، وتغتبطوا يوم لقاء ربكم بفوزكم وفلاحكم. ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58] فاعملوا بالقرآن والسنة تفرحوا، ودوموا على صالح العمل وأحسنوا تربحوا، ولا تغفلوا فتفجؤوا بالأجل، وأوان الانتفاع عن العمل، فتغبنوا وتندموا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المنافقون: 9]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الهدى والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |