
01-04-2021, 01:54 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,465
الدولة :
|
|
زوجة أخي انطوائيّة
زوجة أخي انطوائيّة
العنود الزمام
ما المقياس الصحيح للحكم على شخص ما بأنّه اجتماعيّ أو انطوائيّ؟ وأنّ فلانة ذات علاقة اجتماعيّة مع الناس عامّة وأهل زوجها خاصّة؟ أهو كثرة الزيارات والخروج بلا حدود، ولا ضوابط ولا قيود؟ وحتّى تتضح الصورة أكثر لنفترض أنّ زوجة تسكن مع أهل زوجها ولها قسم خاص بجميع منافعه، وليس في البيت أمّ ولا أب ....فهل يلزم أن تنزل يوميّاً وتحتكّ بحمواتها(سلفاتها)وتدع أطفالها يعبثون مع الآخرين ..حتّى يقال عنها إنّها زوجة ابن مثاليّة؟ مقارنة بتلك الأخرى التي لزمت جناحها وكفّت أولادها عن أذى الآخرين، واهتمّت بشوؤنها الخاصّة من زوج وولد....الخ وهي في نفس الوقت تشارك في المناسبات العائليّة، وتحضر الاجتماع الأسريّ لأهل زوجها .
...هل نراها انطوائيّة وفي المرتبة الأقلّ ؟
لا شكّ أنّ العاقل المبصر يعلم أنّ النموذج الأوّل لا يدلّ على صلاح ومحبّة الزوجة لأهل زوجها ..بقدر ما يدلّ على التسيّب وعدم فقه الأولويّات وترتيبها ...والنموذج الآخر هو الأصحّ والأفضل ...نموذج للتواصل مع الآخرين مع فقه الأولويّات.
إذن المقياس الصحيح للعلاقات الاجتماعيّة ليس ما يضعه الآخرون ويرونه، بل هو مستمدّ من الشرع متمثّلاً بالقرآن والسنّة، ومن هنا لا بدّ أن نعلم أنّ هناك ضوابط تضبط علاقتنا الاجتماعيّة أياً كانت،أبرزها :
1/كثرة خروج المرأة وكثرة الاختلاط ليست مطلباً شرعياً بلا شرط ولاقيد، والعزلة ليست مذمومة على الإطلاق؛ فالاختلاط إذا أدّى إلى مفاسد دينيّة أو دنيويّة (غير مطلوب أيضاً بل قد يحرم)؛ فأين نحن من قول المصطفى -عليه السلام- :"أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك ،وابك على خطيئتك".
2/ترتيب الأولويّات من الأمور المهمّة؛ فلا يصحّ أن يكون اختلاطنا بالآخرين مؤثّراً على حقوق الزوج والأولاد، ضياعاً أو تقصيراً.
3/استقامة أولادنا وأخلاقيّاتهم ينبغي أن تحتلّ المرتبة الأولى؛ فلا نسمح بأيّ علاقة أو زيارة تضعفها فضلا عن إفسادها، والضرورة تقدّر بقدرها .
4/قد يحصل للزوجة في اجتماعها بأهل زوجها كلّ أسبوع ما يفسد قلبها ممّا تجده من أذى ومضايقات؛ فتفضّل قلّة الاختلاط طلباً لسلامة القلب؛ فتقتصر على زيارة كلّ أسبوع أو أسبوعين أو أكثر ..فلكلّ زوجة ظروفها، والناس مختلفون في طبائعهم وأخلاقهم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|