معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141356 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2021, 06:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (1)








د. فهد بن بادي المرشدي


وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ.



وَلَهُ مِنَ الِعُمُرِ: ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ، وَثَلاثٌ وعشرون نبياً رسولاً، نبئ بـــ (اقرأ)، وأرسل بــ (المدثر)، وَبَلَدُهُ مَكَّةُ، وهاجر إلى المدينة.



بَعَثَهُ الله بِالنِّذَارَةِ عَنِ الشِّرْكِ، ويدعو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 1 - 7].



﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾: يُنْذِرُ عَنِ الشِّرْكِ، وَيَدْعُو إلى التوحيد.

﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾: أي: عَظِّمْهُ بِالتَّوْحِيدِ.

﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾: أَيْ طَهِّرْ أَعْمَالَكَ عن الشِّرْكِ[1].

﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾: الرُّجْزَ: الأَصْنَامُ، وَهَجْرُهَا: تَرْكُهَا، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهَا وَأَهْلُهَا[2].



أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ، يَدْعُو إِلَى التَّوْحِيدِ، وَبَعْدَ الْعَشْرِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَواتُ الْخَمْسُ، وَصَلَّى فِي مَكَّةَ ثلاث سنين، وبعدها: أُمر بالهجرة إلى الْمَدِينَةِ.



وَالْهِجْرَةُ: الانْتِقَالُ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلَى بَلَدِ الإِسْلامِ، وَالْهِجْرَة:ُ فَرِيضَةٌ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلَى بلد الإِسْلامِ، وَهِيَ: بَاقِيَةٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ؛ وَالدَّلِيلُ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء: 97 - 99] وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ﴾ [العنكبوت: 56].



قال البغوي رحمه الله: «سبب نزول هذه الآية: في المسلمين الذين بمكة، لم يُهَاجِرُوا؛ نَادَاهُمُ الله بِاسْمِ الإِيمَانِ».



وَالدَّلِيلُ عَلَى الْهِجْرَةِ مِنَ السُّنَّةِ؛ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: (لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ، وَلا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مغربها).



فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بالْمَدِينَةِ: أُمِرَ[3] بِبَقِيَّةِ شَرَائِعِ الإِسْلامِ؛ مِثلِ: الزَّكَاةِ، وَالصَّوْمِ، وَالْحَجِّ، وَالأَذَانِ، وَالْجِهَادِ، وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ، أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشْرَ سِنِينَ.



وَبعدها تُوُفِّيَ صلاة[4] الله وَسَلامُهُ عَلَيْهِ، وَدِينُهُ بَاقٍ، وَهَذَا دِينُهُ، لا خَيْرَ إِلا دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْهِ، وَلا شَرَّ إِلا حَذَّرَهَا مِنْهُ[5]، وَالْخَيْرُ الَّذِي دَلَّ[6] عَلَيْهِ: التَّوْحِيدُ، وَجَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ الله وَيَرْضَاهُ، وَالشَّرُ الَّذِي حَذَّرَ مِنْهُ[7]: الشِّرْكُ[8]، وَجَمِيعُ مَا يَكْرَهُ الله وَيَأْبَاهُ.



بَعَثَهُ الله إلى[9] النَّاسِ كَافَّةً، وَافْتَرَضَ[10] طَاعَتَهُ عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158]، وأَكَمَلَ الله بِهِ[11] الدِّينَ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 3].



وَالدَّلِيلُ عَلَى مَوْتِهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 30، 31]





[1] في (خ): (من الشرك).




[2] في (خ) و (ص): زيادة: (وعداوتها وأهلها وفراقها وأهلها).




[3] في (ص): زيادة: (فيها).




[4] في (خ، ص، م)، وحاشية ابن قاسم (87): (صلوات).




[5] في (خ) و (ص): (عنه).




[6] في (خ): (دلها).




[7] في (د): (حذر عنه). وفي (ص): (حذرها عنه).




[8] في (د): زيادة: (بالله).




[9] في (خ): (في).




[10] في (خ، د، م)، وحاشية ابن قاسم (89): زيادة لفظ: (الله).





[11] في (خ، ص): (له).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-03-2021, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2)












د. فهد بن بادي المرشدي




قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (الأَصْلُ الثَّالِثُ: مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم).
♦♦♦♦♦


(الأصل الثالث) من أصول الدين الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها: (معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم )؛ فإنه عليه الصلاة والسلام هو الواسطة بيننا وبين الله تعالى، فلا يمكن معرفة الأصل الأول الذي هو معرفة الرب جل جلاله، ولا الأصل الثاني الذي هو معرفة دين الإسلام، إلا بالواسطة بيننا وبين الله، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فتحتمت معرفته صلى الله عليه وسلم وصارت أصلا ثالثاً.
♦♦♦♦♦


تقدم ذكر المرسِل: وهو الله جل وعلا، وذكر الرسالة: وهي دين الإسلام، وهنا يتحدث المصنف عن الُمرْسَل أو الرسول، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فمعرفته واجبة[1]؛ فالأصل الأول: معرفة العبد ربه، يعني: معبوده؛ والأصل الثاني: معرفة دين الإسلام بالأدلة؛ وذكر هنا الأصل الثالث: معرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمراد بالمعرفة هنا: العلم به على ما سبق في الكلام على الأصل الأول، فقوله: (معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ) معناه: العلم به وبحاله؛ أي: العلم بنسبه، وأنه نبئ وأُرسل وقام داعياً يدعو إلى التوحيد، ويُنْذر عن الشرك، وما يتصل بذلك من المباحث مما سيذكره المصنف، فحقيقة هذا الأصل العلم ببعض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا العلم متعين لتكون الشهادة بأن محمداً رسول الله على علم ومعرفة [2].
♦♦♦♦♦


قال المصنف -رحمه الله تعالى-: (وَهُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَقُرَيْشٌ مِنَ الْعَرَبِ، وَالْعَرَبُ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ).


(و) نبينا صلى الله عليه وسلم له عدة أسماء أشهرها: (هو: محمد)، ومعناه: الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره، ولقبه أبو القاسم، ووالده: (عبد الله)، وهو الذبيح الثاني المفدى بمائة من الإبل، وجده: (عبد المطلب)، واسمه شيبة، ويقال له: شيبة الحمد؛ لجوده، وجماع أمر قريش إليه، وإنما سمي بعبد المطلب؛ لأن عمه المطلب قدم به مكة وهو رديفه، وقد تغير لونه بالسفر فحسبوه عبداً له، فقالوا: هذا عبدُ المطلب، أي: عبدٌ للمطلب، فعلق به الاسم، ووالد عبد المطلب هو: (هاشم)، واسمه عمرو؛ وإنما سمي هاشماً لهشمه الثريد مع اللحم لقومه في سني الجوع، (وهاشم من) قبيلة (قريش)، وهي أشهر وأشرف قبائل العرب، (وقريش) أصلها (من العرب)، فهي قبيلة عربية، (والعرب من ذرية)، أي: من سلالة (إسماعيل بن إبراهيم الخليل) أبي الأنبياء، وإمام الحنفاء (عليه وعلى نبينا) محمد (أفضل الصلاة والسلام)، فإبراهيم عليه السلام بعد كبر سنه وهَبَه الله بولدٍ سماه إسماعيل، وإسماعيل عليه السلام خرج من نسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جاء مجدداً لدعوة أبيه إبراهيم عليه السلام، وباعثاً لرسالته، فهو موصول به نسباً ودعوةً، فنسبه ينتهي إلى إبراهيم الخليل، ودعوته موافقة لما جاء به إبراهيم عليه الصلاة والسلام[3].

♦♦♦♦♦


قال المصنف -رحمه الله تعالى- في بيان معرفة هذا الأصل: (وهو: محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم)، وهذا فيه بيان نسب النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبُهُ صلى الله عليه وسلم في الذروة من قومه، وقومه في الذروة من العرب، فهو أشرف العرب نسباً صلى الله عليه وسلم؛ وهو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه إذ ذاك أبو سفيان بين يدي ملك الروم، فأشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذه، فهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وإلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين، ولا خلاف فيه البتة، ولا خلاف بينهم أيضاً أن (عدنان) من ولد إسماعيل، وما فوق (عدنان) مختلف فيه، والنسَّابون يصلون بالنسب تارات بأنساب القبائل إلى إسماعيل، ولكن المعروف عند العرب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقبله، أنهم يمكنهم وصل أنسابهم إلى عدنان، وأما بعد ذلك إلى إسماعيل فإنه لا يثبت ولا يمكن التصديق به [4].

والنبي صلى الله عليه وسلم له عدة أسماء، وقد ورد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب)[5]، وهو نبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، فهذه كلها أسماؤه عليه الصلاة والسلام، لكن أشهرها وأفضلها وأعظمها محمد الذي سماه به أهله، وجاء في القرآن.

وتسميته عليه الصلاة والسلام بمحمد: قال طائفة من أهل العلم: إنه لم يُسمَّ قبله عليه الصلاة والسلام في العرب أحدٌ بهذا الاسم، وإنما كانت العرب تُسمي أحمد، وتسمي حمد، وكل ذلك مشتق من الحمد رغبة في أن يكون هذا الولد من ذوي الحمد، وممن يحمده الناس على خصاله؛ وقال آخرون: بل العرب تَسَمَّت بمحمد، لكنه قليل، إمّا اثنان أو ثلاثة، وهذا الثاني صحيح، إن صح النقل عن أهل التاريخ بتسمية أولئك النفر بمحمد، ممن هم في عصره عليه الصلاة والسلام، أو قبل ذلك بقليل [6].

قال المصنف: (وهاشم من قريش، وقريش من العرب): أنهى المصنف جر نسبه عليه الصلاة والسلام في سرد أجداده إلى هاشم؛ لأنه كان من أشهرهم، ولهذا يُقال له عليه الصلاة والسلام هو وقبيلته: بنو هاشم؛ ثم ذكر المصنف أن هاشماً من القبيلة المعروفة من قبائل العرب، وهي قريش؛ ثم بين أن قريشاً من العرب[7]؛ وسُمي العرب عرباً لإعرابهم الكلام ولفصاحتهم وبلاغتهم، فهو عليه الصلاة والسلام هاشمي قرشي عربي.

قال: (والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام)، يعني: أن قبائل العرب المعروفة قريش، وهذيل، وبنو تميم، وبنو دوس إلى آخره، هؤلاء جميعاً من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)[8]؛ فإذاً النبي عليه الصلاة والسلام ابنٌ لعبد الله، وهو والده الأدنى، وابن لإسماعيل بن إبراهيم، وهو والده الأعلى، وقول المصنف: (والعرب من ذرية إسماعيل): يقتضي أن العرب جميعاً كُلُّها من ذرية إسماعيل، فيدخل في ذلك القبائل العدنانية والقبائل القحطانية، وهذا أصح القولين عند علماء النسب، وهو اختيار جماعة منهم محمد بن إسحاق، والزبير بن بكار، وقد بوَّب البخاري: "باب نسبة أهل اليمن إلى إسماعيل"، فالعرب قاطبة كلهم أبوهم إسماعيل [9].

[1] شرح الأصول الثلاثة، عبدالرحمن بن ناصر البراك (37).

[2] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (183).

[3] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن محمد بن قاسم (76)؛ وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (166)؛ وشرح الأصول الثلاثة، د. خالد المصلح (66).

[4] زاد المعاد في هدي خير العباد (1 /71)؛ وينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (187).

[5]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: المناقب، باب: ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3532)؛ وأخرجه مسلم في كتاب: الفضائل، باب: في أسمائه صلى الله عليه وسلم، برقم (2354)، وزاد فيه: (والعاقب الذي ليس بعده نبي).

[6] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (184).

[7] ينظر: التعليقات على القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد، للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي (29).

[8]أخرجه مسلم في كتاب: الفضائل، باب: في فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، برقم (2276).

[9] التعليقات على القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد، للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي (30).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31-03-2021, 06:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم

مَعْرِفَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (3)












د. فهد بن بادي المرشدي



قال المصنف - رحمه الله -: (وَلَهُ مِنَ الِعُمُرِ: ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، مِنْهَا أَرْبَعُونَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ، وَثَلاثٌ وعشرون نبياً رسولاً، نُبئ بـــ (اقرأ)، وأُرسل بــ (المدثر)، وَبَلَدُهُ مَكَّةُ، وهاجر إلى المدينة).

الشرح الإجمالي:
(وله من العمر)، يعني: من مبدأ ميلاده إلى وفاته عليه الصلاة والسلام: (ثلاث وستون سنة) هي مجموع عمره؛ (منها)، أي: من هذه السنين (أربعون) سنة (قبل النبوة)، فلم يوح إليه إلا وعمره أربعون عاماً، وهذا سن اكتمال الأشد، (و) زمن نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته (ثلاث وعشرون) سنة مكث منها في مكة ثلاثة عشر عاماً، وفي المدينة النبوية عشرة أعوام؛ وكان صلى الله عليه وسلم بعد الأربعين إلى وفاته (نبياً رسولاً)، وأول الأمر كان نبياً فقط، ثم أُرسل بعد ذلك؛ كما سيبين ذلك المصنف، وكان عمره مباركاً أظهر الله به الدين، وتمت به الشريعة، ودخل الناس في الدين أفواجاً، (نبىء بـ إقرأ)، أي: خُبِّر؛ وصار نبياً بإنزال فواتح سورة العلق عليه، فإنها لما أُنزلت عليه عُلم أنه مبعوث من ربه، (وأُرسِل بـ (المدثر))؛ أي: صار رسولاً بنزول أول سورة المدثر عليه؛ لأن فيها التنصيص على الأمر بالنذارة، بالدعوة إلى التوحيد، والنهي عن الشرك، فارتقى من رتبة النبوة إلى رتبة الرسالة،(وبلده)التي ولد فيها ونشأ وعاش غالب حياته حتى بلغ من العمر ثلاثاً وخمسين (مكة) البلد الحرام، وأفضل بلاد الله، فالله جل وعلا اصطفاه من أفضل البلاد، وأفضل الشعوب، وأشرف القبائل، (وهاجر إلى المدينة)، والهجرة يأتي الكلام عليها، والمدينة اسم غالبٌ لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيرها من المدن[1].


الشرح التفصيلي:
ولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بجوف مكة، وكان مولده عام الفيل، واختلف في وفاة أبيه عبد الله، هل توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين: أصحهما: أنه توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل؛ والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر، ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة "بالأبواء" منصرفها من المدينة من زيارة أخواله، ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين، وكفله جده عبد المطلب، وتوفي ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نحو ثماني سنين، وقيل: عشر، ثم كفله عمه أبو طالب، واستمرت كفالته له، فلما بلغ ثنتي عشرة سنة خرج به عمه إلى الشام، وقيل: كانت سنه تسع سنين، وفي هذه الخرجة رآه بحيرى الراهب، وأمر عمه ألا يقدم به إلى الشام خوفا عليه من اليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة، فلما بلغ خمساً وعشرين سنة خرج إلى الشام في تجارة، فوصل إلى "بصرى"، ثم رجع، فتزوج عقب رجوعه خديجة بنت خويلد، وقيل تزوجها وله ثلاثون سنة، وقيل إحدى وعشرون، وسنها أربعون، وهي أول امرأة تزوجها، وأول امرأة ماتت من نسائه، ولم ينكح عليها غيرها، وأمَرَه جبريل أن يقرأ عليها السلام من ربها، ثم حَبَّبَ الله إليه الخلوة والتعبد لربه، وكان يخلو بـ "غار حراء" يتعبد فيه الليالي ذوات العدد، وبغضت إليه الأوثان ودين قومه، فلم يكن شيء أبغض إليه من ذلك؛ فلما كمل له أربعون، أشرق عليه نور النبوة، وأكرمه الله تعالى برسالته، وبعثه إلى خلقه واختصه بكرامته، وجعله أمينه بينه وبين عباده [2]).

وقد بيَّن المصنف فيما سبق اسم النبي صلى الله عليه وسلم، ونسبه الشريف، وهنا تكلم عن معرفة: عمره، ومدة نبوته ورسالته؛ فقال: (ولـه من العمر ثلاث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيًّا رسولاً): أي: من مبدأ ميلاده عليه الصلاة والسلام إلى وفاته كان عمره ثلاث وستون سنة، ثم بعد مضي أربعين سنة نُبىء، وبعدها أرسل، فمضى عليه أربعون سنة وهو لا يعلم شيئاً مما جاءه، وثلاث وعشرون سنة كان نبياً رسولاً؛ وهذا ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين)[3]، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أُمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين)[4]؛ وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مات وعمره ثلاث وستون سنة، وثبت أنه بُعث على رأس الأربعين، فهذا يدل على أن مدة النبوة والرسالة كانت ثلاثًا وعشرين سنة.


ثم ذكر المصنف مانبىء به عليه الصلاة والسلام، وما أرسل به من القرآن، وذكر بلده وهجرته، فقال: (نبئ بــــــ إقرأ، وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة): قال: (نبئ بــــــ إقرأ)،أي: حصلت له النبوة بسورة اقرأ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم حبب إليه الاختلاء، فكان يختلي بغار حراء، فجاءه جبريل عليه السلام، وهو في غار حراء، وقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، يعني: لستُ من أهل القراءة؛ لأنه لا يقرأ ولا يكتب عليه الصلاة والسلام، فقال له جبريل عليه السلام: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [5].

قال: (وأُرسل بالمدثر)، و(المدثر): السورة التي نزلت، وسميت بهذا الاسم؛ لأن الله عز وجل ناداه بهذا الوصف، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما رأى جبريل بين السماء والأرض على الهيئة التي خلقه الله عليها، وله ستمائة جناح عظم الأمر عليه، وذهب ترجف بوادره صلى الله عليه وسلم، يقول لأهله: دثروني دثروني من شدة ما وجد من الفزع، فأتاه الخطاب في هذه السورة التي ذكر المصنف -رحمه الله تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ [6]، وفيها أُمر صلى الله عليه وسلم بالرسالة والنذارة؛ أما سورة (اقرأ) فلم يأمره الله جل وعلا فيها بالتبليغ ولا أرسله، إنما أمره بالقراءة لنفسه [7].

وقوله: (نبيٌّ بــــــ اقرأ وأُرسل بالمدثر): هذه معرفة واجبة، وقوله (وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة) هذا من المستحبِّ معرفته؛ ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم منها قدر متعين على كل أحد لا يصح دينه إلا به، ومنها قدر مستحب، والواجب في معرفة الرسول على الأعيان يرجع إلى أربعة أمور [8]:
الأول: معرفة اسمه الأول (محمد) دون جر بقية نسبه؛ لأن جهله باسمه مؤذن بجهله بشخصه وبحقيقة بعثته، لأن الأسماء جُعلت للأعلام للدلالة عليها، ومن لم يعرف اسم الرسول لم يعرف كونه رسولاً، فلو لم يعرف الإنسان أن أباه عبد الله، وأن جده عبد المطلب، وصدَّق به وآمن به لم يضره ذلك، لكن من تمام المعرفة به صلى الله عليه وسلم المعرفة بنسبه، وقد جاء في الحديث: أنَّ الملكين يسألان العبد: (ما هذا الرجل الذي كان فيكم، فيقول: محمد رسول الله)[9].

والثاني: معرفة أنه عبدٌ لله، ورسولٌ من عند الله، اختاره الله وفضله بالرسالة، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، جاء في الصحيحين من حديث أنس >، أن النبي صلى الله عليه وسلمقال: (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم، فأما المؤمن، فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً)[10].

والثالث: معرفة أنه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق، ومعرفة ما بُعث به هو أعظمها وأعلاها، روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمَّا فتنة الدجال: فإنه لم يكن نبي إلا قد حذَّر أمته، وسأحذركموه تحذيراً لم يحذره نبي أمته، إنه أعور، والله عز وجل ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن؛ فأما فتنة القبر: فبي تفتنون، وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح، أُجلس في قبره غير فزع، ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: في الإسلام؟ فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل، فصدقناه، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله عز وجل، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله) [11].

والرابع: معرفة أن الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو القرآن كلام الله عز وجل، ويدلُّ على ذلك حديث البراء بن عازب، قال: (فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينادي مناد في السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة)[12].


[1] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن محمد بن قاسم (77)؛ وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (168)؛ وشرح الأصول الثلاثة، عبدالرحمن بن ناصر البراك (38)؛ وتنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (2/908).

[2] زاد المعاد في هدي خير العباد (1/76-77).

[3] أخرجه البخاري، كتاب: المناقب، باب: وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3536)؛ وأخرجه مسلم في كتاب: الفضائل، باب: كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض، برقم (2349).

[4] أخرجه البخاري، كتاب: مناقب الأنصار، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3902)؛ وأخرجه مسلم في كتاب: الفضائل، باب: كم أقام انبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة، برقم (2351).

[5] سورة العلق، الآيات [1-5].

[6] سورة المدثر، الآيتان [1-2].

[7] شرح الأصول الثلاثة، د. خالد المصلح (66).

[8] ينظر: تعليقات على ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالله العصيمي (45).

[9] رواه أحمد في مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، برقم (25089)، قال المنذري: (4 /195): "إسناد صحيح"؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1 /290).

[10] أخرجه البخاري في كتاب: الجنائز، باب: ما جاء في عذاب القبر، برقم (1374)؛ وأخرجه مسلم في كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب:عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، برقم (2870).

[11] رواه الإمام أحمد في مسنده (42/13)، برقم (25089)، ط. الرسالة.

[12] رواه الإمام أحمد في مسنده (30 /501)، برقم (18534)، ط. الرسالة.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.34 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]