|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قليلا من الإباء أ. أحمد محمد سليمان لم يكن مالكُ بن قُراد العبسيُّ ليُغاليَ بمهر ابنته عبلة إلا وهو يعلم أنَّها مصونةٌ مرغوبة. قد تكون امرأةٌ مرغوبةً، لكنها غيرُ مصونة، فهذه لا يُغالى بها. حِرْصي عليكَ هوًى ومن ♦♦♦ يُحرزْ ثمينًا يبخَلِ المجتمع الذي وُجِدَ فيه ابنُ زيدون هو الذي أفسد عليه قلب ولَّادة؛ مجتمعٌ فيه ابن عبدوس، وأمثال ابن عبدوس! في مجتمع ابن زيدون، وفي ذلك المجتمع الذي نعيش فيه، إما أن تسبح مع السابحين، ثم تخرج من اليمِّ تجفِّف بدَنك من الماء، وإما أن تقف بعيدًا حتى لا تبتلَّ، لكن أن تُغرقَ نفسَك حتى تهوِيَ إلى القاع، فقد أهلكتَ نفسك، وأفسدتَ على مَن حولكَ لهوَهم. أخطأَ ابنُ زيدون، حين بحثَ عنِ الحبِّ حيثُ لا حبَّ، ولم يُفِقْ من خطئه، وظلَّ يبكي على ولَّادة. الحبُّ أولُه هزلٌ وآخرُه جِدٌّ، لكنَّ بعضهنَّ يرِدْنهُ هزلًا لا جِدَّ فيه. يا بْنَ زيدون، ولادة ليسَتْ مستغنيةً عنك! إنها تُريدك، لكنها تريدُك سابحًا لا غارقًا، تريدُك عابرًا لا متوقفًا، تريدُك مستأجرًا لا مالكًا. رضيَتْ ولادة بابن عبدوس، وهو دونك علمًا وأدبًا، ابن عبدوس أخفُّ أعباءً منك؛ لن يطلب أن يستأثرَ بها دون الناس ويحجبها عنهم! أنتَ كنت ستطلُبُ ذلك، وتلحُّ عليه إلحاحًا. لن يغضَّ من قدرِها عندَه أنْ كانت تُطارحُك الهوى قبله، ولن تُداخِلَ نفسه غضاضةٌ من غدرِها وتحوُّلِها. لقد عاتبتَها في ابنِ عبدوس، وكتبتَ رسالتَكَ السَّاخرةَ، تشنِّعُ عليْهِ، لكن ما أحسَبُه عاتبَها فيك! ولِمَ يثورُ ابن عبدوس ويعاتبها، ورضاها عنه فوق ما كان يؤمِّل؟! إن كنت أنتَ اخترتها وسعيت إليها، فهي التي اختارته وسعت إليه، وصدَّقتْ قولَ منْ قال: "بُنِيَ الحبُّ على الجور"! ابْقَ أنتَ مكتويًا بنارك، وأطلقْ أنَّاتِك: وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدُوٌّ ♦♦♦ رضاكِ عليه مِنْ أَمْضى سِلاحِ لم يغلبك يا بن زيدون بفضل علم ولا أدب، ولكن غلبك حين أدرك قواعد اللعبة في ذلك المجتمع، أو حين وافق لؤمُ طبعِه لؤمَ طبعِها! يا بن زيدون، لستَ في زمن عنترة وعبلة حتى يُغالَى بالمرأة ومهرها، وما ظنُّك بمن كتبت بالذهب على طرازها الأيمن: أنا والله أَصلُح للمعالي ♦♦♦ وأمشي مِشيتي وأتيهُ تِيهَا وعلى الطراز الأيسر: وأُمْكِن عاشقي مِن صحن خدِّي ♦♦♦ وأُعطي قُبلتي مَن يشتهيها يا بن زيدون، لستُ أعجب أن يغلبَك ابنُ عبدوس، لكني أعجبُ من بكائِك على مَن أهانت هواك. يا بن زيدون، كنت أنتظرُ منك "قليلًا من الإباء". أيها الشاعر المبدع، ماذا عسى أن يقول قائلٌ في الإباء وقد حبَّبتَ إلى الناس التوسُّل والاستعطاف؟! ♦♦♦ تغاضيتُ مَراتٍ وكم ذقتُ منْ أذًى ![]() وَما أنتِ عن شيءٍ مَضى مُتغاضيَةْ ![]() سأتركُ هذا البابَ مُنغلقًا كما ![]() أردتِ أَنا راضٍ كما أنتِ راضيَةْ ![]() فلو قد بدا لي منكِ ميلٌ وعودةٌ ![]() لما عدتُ فابقَيْ في بِعادِكِ ماضِيةْ ![]() أنا القلبُ مَحْزونًا أنا الحبُّ قدْ ذَوى ![]() وأَنتِ التي استَهدفتِ قلبي بِقاضيةْ ![]() ♦♦♦ الحبُّ ليس عليكِ وقفًا للمماتْ خدعَتْكِ نفسُك لستِ سيدةَ البناتْ لكنَّني سأظلُّ رمزًا للإباءْ وتحولَ الحبُّ الشديدُ إلى العداءْ يا هذِه مَنْ أنتِ في سوقِ النِّساءْ؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |