|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تغيَّر حال أولادي.. فكيف أتعامَل معهم؟ أ. زينب مصطفى السؤال لدي ولدان، شابَّان، أصْبَحَتْ تعامُلاتهما وأحوالهما محلَّ استِغرابٍ منَ الجميع، تغيَّر حالهما تمامًا؛ فالكبير يُعاند في دراستِه، ويُقدِّم الأعذار للجامعة ولا يتحمل أي مَسؤوليَّة، وزاد على ذلك تبجُّحه وعدم احترامِه للآخرين. أمَّا الصغير فيُريد الاكتِفاء بالثانويَّة، مع أنه قدَّم في الجامعة وفي الفرقة الأولى، ينام طوال النهار؛ ويسهر ليلاً في الشارع، ويعكف على مُشاهدة التلفزيون والإنترنت. يرفُض لي أي طلَبٍ، يَتَهرَّب منِّي ومِن كلامي معه، بذلتُ معه مُحاولات عدَّة، باللين والشدة، والثواب والعقاب. دلوني بربكم كيف أتعامَل معهما؟! الجواب أختي الحبيبة: بدايةً أذكركِ بالصبر على هذا الابتِلاء، ويَقينكِ بأنَّ الله وحده هو الهادي، فالقلوبُ بين يدي الرحمن يقلِّبها كيف يشاء. أكثري مِن الدعاء لهما، ولا تيْئَسي، فدعاءُ الأم مُستجابٌ في كلِّ وقتٍ وحين. تذكَّري دائمًا قوله تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [القصص: 56]، ولو كان بيد الإنسان تغيير مَن أمامه، لاستطاع سيدنا نوح هدايةَ ابنه، فنحن نسعى في الأسباب، مع الثقة في الله وأن الأمر كله بيده. ثم أذكِّركِ أن ولديك يمران بفترةٍ عمريَّة عصيبة، تتغيَّر فيها هرمونات الجسم كلها واحتياجاته ومتطلباته، فكوني معهما عاطفيًّا ونفسيًّا؛ حتى يشعُرا بقُربكِ، تحمَّليهما وأشْعريهما أن حبَّكِ لهما غير مَشروطٍ، وأنك مِن حبكِ لهما تودِّين لهما كلَّ خير. مهما حدَث لا تستخدمي القوَّة أو العنف، فإنَّها لا تُجدي معهما في هذا العُمر، ولن تكسبي إلا بُعدهما وعنادهما أكثر! أشْعريهما بحاجتكِ لهما، وبأنهما جديران باحْترامكِ، فهما يحبَّان أن يشعُرا بالمسؤوليَّة، وأن كلَّ واحد منهما أصبح رجلاً يُمكنكِ الاعتماد عليه. لا توجِّهي أبدًا نصائح مباشرة أو عِتابًا مباشرًا، استخدمي التلميحَ أو الوُصُول لما تُريدين بطريقةٍ غير مُباشرة، كأن تستشيري مثلاً أحد أبنائكِ في مُشكلةٍ تمرُّ بها صديقتُكِ مع ابنها، ودعيه يُخبركِ هو كيف يجب أن تُعامل الأمُّ هذا الابن. أشركيهما دائمًا في أي استشارات تخصُّ نظام البيت، أو اقتراحات للسفر، أو الخروج ونحوه. حاولي أن تصلِي للسبب الذي يؤثِّر عليهما سلبًا، وأن تعرفي أصدقاءَهما من بعيدٍ، دون أن يُلاحِظا مُلاحقتكِ لهما، وتدخَّلي بصورةٍ أيضًا غير مباشرة، فإنْ شعرتِ أن بيئتهما وأصدقاءَهما هم السبَب، فمِن الممكنِ أن تشاوريهما في رغبتكِ في نقلِهما منَ الجامعة أو نقل مكان السكن، حسب ما يؤثِّر عليهما، واحذَري مِن إخبارهما بالسبب. حاولي أن تُرسلي لهما على النت رسائل غير مباشرة، مثلاً: قصة عنْ إنسانٍ ناجحٍ في حياته، أو دورات عن تطوير الذات ونحوه، تفاعَلي معهما في محيطِ اهتماماتهما. حاولي إيجاد صداقات لهما في مجتمعٍ جديدٍ؛ لأنَّ تأثيرَ الصُّحبة في هذا السِّنِّ أقوى من أيِّ شيء. جرِّبي استخدام الإيحاء معهما وأشْعريهما دائمًا بأنهما رائعان ومتميِّزان، وإن أخطأا فإنما هي نزوات وسيعودان؛ لأنَّ أصلَهما طيِّبٌ ورائع، فكلما زرعتِ فيهما أنهما ناجحان متميِّزان تبرمج ذهنُهما على ذلك، وهو لك من باب التفاؤُل بالخير لتجديه، وبالفعل كلُّ بذرة طيبة تربَّيَا عليها فسيعودان لها ولو بعد حين، فاحذَري من أن تتَّهميهما بالفشَل أو الدنو منه، بل على العكس أشعريهما دومًا بالفخْرِ بهما، وبحبكِ لهما، وبيقينكِ في قُدرتهما على التغيُّر، فالدعمُ النفسيُّ أهم ما يجب أن تعطيه لهما ليساعدهما على التغيُّر. لا تنسَي أن تقرِّبيهما منَ الله تعالى، وأن يُواظِبا على الصلاة في جماعةٍ، فإنَّ القُربَ من الدين ينجي، ويأخذ بيد الإنسان للنجاح في حياته كلها. واللهَ أسألُ أن يقرَّ عينكِ بهما، ويهديهما لصراطِه المستقيم، وأن يوفقهما ويجعلهما ناجحين في الدنيا والآخرة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |