|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بكاء الأطفال أ. زينب مصطفى السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابني في الحادية عشرة من عمره، حنون وطيب ومميز في المدرسة - ولله الحمد - يشهد الكلُّ له بأنَّه خَلُوق. يحبُّ الرياضة بجنون، لدرجة أن أساتذة الرياضة يرون أنه مميَّز فيها - ولله الحمد. نحن عائلة مستقرَّة يسودها الودُّ، لكنني أعاني معه من أمرين: الأول: أنه كثير البكاء، يبكي بكاءً شديدًا لأتْفَه الأسباب، وهذا منذ نعومة أظفاره. والثاني: أنه يحبُّ أنْ يضربَ هذا ويهرب، ويقول كلمة لذاك ويهرب، وأقصد بهذا وذاك: أخويه الأكبر والأصغر منه، في حين أنَّه يُعامِل أخته - وهي أصغرهم - معاملةً في غاية الرِّقة! فهل مِن سببٍ لهاتَيْنِ الصِّفتَيْن التي يُعاني منهما كلُّ مَن في البيت؟ وما الحل؟ وجزاكم الله خيرًا الجواب أختي الحبيبة،, بداية يجب أن نكون على قناعةٍ كافية بأن جميع الأطفال مختلفون في احتياجاتهم، وفي طريقة التعبير عنها، وفي طباعهم وسُلُوكياتهم؛ ذلك أننا حينما ننظر للطفل ونفهمه نستطيع أن نعالجَ ما يعاني منه، أو ما نعاني نحن منه بسببه. فموضوع البكاء من الواضح أنه اعتاد عليه، وأصبحتْ صفة مُلازمة له؛ فاعتاد على أن يعبِّر عنْ مشاعره، أو عمَّا يريد عن طريق البكاء! فهناك نوعان من البكاء: 1- بكاء يعبِّر عنْ حاجته للاحتِضان، أو الشعور بالحنان والأمان. 2- وبكاء يعبِّر عن نوبة غضَب، أو رغبته في أمرٍ ما يريد أن يحصلَ عليه فيبكي. النوع الأول: حتى نتجنبَه ينبغي أن نشبعَ الطِّفل بما يحتاجه فنشبعه مثلاً بالحنان قبل أن يحتاجَ إليه؛ وبذلك نوصل له رسالة بأنه ليست هناك حاجة للبكاء ليشعر بالحنان والقرب . أما النوع الثاني: فيجب التعامُل معه بمنتهى الحَزْم والجدِّية؛ حتى يتوقف عنه، فعندما يبدأ الطفلُ في التعبير عن غَضبِه بالبكاء، فعلينا أن نتجاهلَه تمامًا، ونخبره أنَّ تجاهلنا هذا بسبب كثرة بكائه، وأن هذا أمرٌ سيِّئٌ ينبغي الإقلاع عنه، فلا نُعاقبه، ولكن نتجاهل بكاءه حتى لو استمَرَّ ساعات، وعندما يسكت نحتضنه ونتحدث إليه, ونُعَلِّمه كيف ينبغي أن يطلبَ ما يريد، وكيف أن البكاء بهذه الصورة صفة سيئة، وإشعاره دائمًا بأنه قد كبر، وسيصبح رجلاً نعتمد عليه في المنزل، فلا بد أن نشعره بالمسؤولية وبأنه ليس طفلاً. أمَّا مَوْضُوع ضربه لأخويه, فمِنَ الواضِح أنه حَنونٌ وطيِّب؛ ولكن قد يَعود هذا التصَرُّف لعدَّة أسباب: قد يرغب في جَذب الانتباه إليه، أو شعوره بأنهما أقوى منه، أو رغبته في التقَرُّب منهما ، أو أي سبب آخر، ومن المهم أن تتوصل الأم للسَّبب النفسي الأساسي الذي يستدعي الطفل لفِعْل ذلك، حتى تلبِّي له حاجته النفسيَّة، ثم تبدأ في أَخْذِ تصرُّف حازم معه, وذلك بأمرِه بعدم ضَرب أحد، وتقديم الاعتذار عند فعل ذلك، وعلى الأمِّ ألاَّ تتغاضَى عن تصرُّفها الحازم ولو لـمرَّة واحدة؛ إذ لو فرطتْ في هذا، لشعر الطفل بضعفها، وأنها تركتْ له مجالاً ليخطئ بدون حساب. وفي أوقات سَعادة الطفل ولعِب الأم معه عليها أن تكون دائمة التَّوجيه له بالابتعاد عن البكاء وضَرْب الآخرين، وإخباره بفخرهابه حينما يقلع عن ذلك، وإحساسه بالثِّقة وفي قدرته على تغيير نفسه، فتُعامله كالكبير ليتحمَّل المسْؤُوليَّة، ويصبح أكثر قوة ورجولة حينما يكبر؛ لأنه منَ الواضح أنه يرغب أن يكون قويًّا؛ فيضربهما ليشعر بقوته، فأرشديه كيف يكون الشخص قويًّا بصورة صحيحة. ولا تنسَيْ طلب العَوْن مِن الله - تعالى - أن يُعينك على التصرُّف الحكيم الصائب معه، وأن يصلح له حاله. وفَّقك الله ويسَّر لك الخير.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |