شرح حديث أبي هريرة: "إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح ب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-03-2021, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: "إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح ب

شرح حديث أبي هريرة



"إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة"


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه لَيأتي الرجُلُ السمينُ العظيم يومَ القيامة لا يَزِنُ عند الله جَناحَ بَعوضةٍ))؛ متفق عليه.





قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنه لَيأتي الرجُلُ السمين العظيم يومَ القيامة لا يَزِنُ عند الله جَناحَ بعوضة)).



ذكَرَ المؤلِّف هذا الحديث في باب المستضعَفين والفقراء من المسلمين؛ وذلك لأن الغالب أن السِّمنة إنما تأتي من البِطْنة؛ أي: من كثرة الأكل، وكثرةُ الأكل تدل على كثرة المال والغنى، والغالب على الأغنياء البَطَرُ والأَشَرُ وكفر النعمة، حتى إنهم يوم القيامة يكونون بهذه المثابة، يؤتى بالرجل العظيم السمين؛ يعني كثير اللحم والشحم، عظيم كبير الجسم، لا يزن عند الله يوم القيامة جَناحَ بعوضة، والبعوضة معروفة، من أشد الحيوانات امتهانًا وأهونها وأضعفها، وجَناحُها كذلك.



وفي هذا الحديث إثباتُ الوزن يومَ القيامة، وقد دلَّ على ذلك كتاب الله عز وجل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وقال جل وعلا: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة)).



فالوزن يوم القيامة وزن عدل ليس فيه ظلم، يُجازى فيه الإنسان على حسب ما عنده من الحسنات والسيئات.



قال أهل العلم: فمن رجَحتْ حسناتُه على سيئاته، فهو من أهل الجنة، ومن رجَحتْ سيئاتُه على حسناته، استحَقَّ أن يُعذَّب في النار، ومن تساوتْ حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف، الذين يكونون بين الجنة والنار لمدة، على حسب ما يشاء الله عز وجل، وفي النهاية يدخلون الجنة.



ثم إن الوزن حسيٌّ بميزان له كِفَّتانِ، توضع في إحداهما السيئات وفي الأخرى الحسنات، وتثقُل الحسنات وتَخِفُّ السيئات، إذا كانت الحسنات أكثر، والعكس بالعكس.



ثم ما الذي يوزن؟ ظاهر هذا الحديث أن الذي يُوزَن الإنسانُ، وأنه يَخِفُّ ويثقُل بحسَبِ أعماله.



وقال بعض العلماء: بل الذي يُوزَن صحائفُ الأعمال، توضع صحائفُ السيئات في كِفة، وصحائفُ الحسنات في كِفة، وما رجَحَ فالعملُ عليه.



وقيل: بل الذي يُوزَن العملُ؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]، فجعل الوزنَ للعمل، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ﴾ [الأنبياء: 47]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلمتانِ خفيفتانِ على اللسان، ثقيلتانِ في الميزان، حبيبتانِ إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان ثقيلتان في الميزان)) يدلُّ على أن الذي يوزن هو العمل، وهذا هو ظاهر القرآن الكريم وظاهر السُّنة، وربما يُوزَن هذا وهذا؛ أي: توزَن الأعمال، وتوزَن صحائف الأعمال.



وفي هذا الحديث التحذيرُ من كون الإنسان لا يهتمُّ إلا بنفسه؛ أي: بتنعيم جسده، والذي ينبغي للعاقل أن يهتمَّ بتنعيم قلبه، ونعيمُ قلب الإنسان بالفطرة، وهي التزام دين الله عز وجل، وإذا نَعِمَ القلبُ نَعِمَ البدنُ، ولا عكس.



قد ينعم البدن ويؤتى الإنسان من الدنيا ما يؤتى من زهرتها، ولكن قلبه في جحيم والعياذ بالله.



وإذا شئت أن تتبيَّن هذا فاقرأ قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، لم يقل: فلَنُنعمَنَّ أبدانَهم، بل قال: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾، وذلك بما يجعل الله في قلوبهم من الأنس، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وغير ذلك، حتى إن بعض السلف قال: لو يعلم الملوك ما نحن فيه، لَجالَدونا عليه بالسيوف؛ يعني من انشراح الصدر، ونور القلب، والطُّمأنينة، والسكون.



أسأل الله أن يشرح قلبي وقلوبكم للإسلام، وينوِّرها بالعلم والإيمان، إنه جواد كريم.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 56- 59)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.95 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]