شرح حديث أبي سعيد الخدري: "احتجت الجنة والنار" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2021, 10:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي سعيد الخدري: "احتجت الجنة والنار"

شرح حديث أبي سعيد الخدري: "احتجت الجنة والنار"

سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احتَجَّتِ الجنةُ والنار، فقالت النار: فيَّ الجبَّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنة: فيَّ ضُعفاءُ الناس ومساكينهم، فقضى الله بينهما: إنك الجنة رحْمتي أرحمُ بك من أشاء، وإنك النار عذابي أُعذِّب بك من أشاء، ولكليكما عليَّ مِلؤُها))؛ رواه مسلم.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((احتجَّت الجنةُ والنار))؛ يعني: تَحاجَّا فيما بينهما، كلُّ واحدة تُدْلي بحُجَّتِها، وهذا من الأمور الغيبيَّة التي يجب علينا أن نؤمن بها، حتى وإن استبعدتْها العقول وقال الإنسان: كيف تَتحاجُّ الجنة والنار وهما جمادان؟!

فإننا نقول: إن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وقد أخبَرَ الله سبحانه وتعالى أن الأرض يوم القيامة تُحدِّثُ أخبارها بما أوحى الله إليها به، فإذا أمَرَ الله شيئًا بشيء، فإن هذا المأمور سيستجيب على كل حال، الأيدي يوم القيامة والألسُن والأرجُل والجلود كلُّها تَشهَدُ، مع أنها جماد، وتشهد على صاحبها مع أنها أقرَبُ الناس إليه؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.


فالجنة احتجَّتْ على النار، والنار احتجَّت على الجنة.

النار احتجَّت بأن فيها الجبارين والمتكبرين.

الجبارون أصحاب الغِلظة والقسوة، والمتكبِّرون أصحاب الترفُّع والعلو، والذين يغمطون الناس ويرُدُّون الحق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الكِبْر: ((إنه بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس)).

فأهل الجبروت وأهل الكبرياء هم أهل النار، والعياذ بالله، وربما يكون صاحب النار ليِّنَ الجانب للناس، حسَنَ الأخلاق، لكنه جبارٌ بالنسبة للحق، مستكبر عن الحق، فلا ينفعه لِينُه وعطفه على الناس، بل هو موصوف بالجبروت والكبرياء ولو كان ليِّن الجانب للناس؛ لأنه تجبَّرَ واستكبَر عن الحق.

أما الجنة، فقالت: إن فيها ضعفاء الناس وفقراء الناس، فهم في الغالب الذين يَلِينُونَ للحق ويَنقادون له، وأما أهل الكبرياء والجبروت، ففي الغالب أنهم لا ينقادون.

فقضى الله عز وجل بينهما فقال: ((إنك الجنة رحْمتي أرحمُ بك من أشاء))، وقال للنار: ((إنك النار عذابي أُعذِّب بك من أشاء)).

إنك الجنة رحْمتي: يعني أنها الدار التي نشأت من رحمة الله، وليست رحمته التي هي صِفتُه؛ لأن رحمته التي هي صفته وصفٌ قائم به، لكن الرحمة هنا مخلوق، "أنت رحمتي"؛ يعني خلَقتُك برحمتي، أرحم بك من أشاء.

وقال للنار: أنت عذابي أعذِّب بك من أشاء؛ كقوله تعالى: ﴿ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [العنكبوت: 21].

فأهل الجنة هم أهل رحمة الله - نسأل الله أن يجعلني وإياك منهم - وأهل النار هم أهل عذاب الله.

ثم قال عز وجل: ((ولكليكما عليَّ مِلؤُها))، تكفَّلَ عز وجل وأَوجَب على نفسه أن يملأ الجنة ويملأ النار، وفضلُ الله سبحانه وتعالى ورحْمتُه أوسَعُ من غضبه، فإنه إذا كان يوم القيامة أُلقي مَن يُلقى في النار، وهي تقول: هل من مزيد؟ يعني: أَعطُوني، أَعطُوني، زِيدوا، فيضع الله عليها رِجلَه، وفي لفظ: "عليها قَدَمَه"، فينزوي بعضها على بعض، ينضمُّ بعضها إلى بعض من أثر وضعِ الربِّ عز وجل عليها قَدَمَه، وتقول: قط قط، يعني: كفاية كفاية، وهذا مِلؤُها.

أما الجنة، فإن الجنة واسعة، عرضُها السمواتُ والأرض، يدخُلُها أهلها، ويبقى فيها فضلٌ زائد على أهلها، فينشئ الله تعالى لها أقوامًا فيُدخِلُهم الجنة بفضله ورحمته؛ لأن الله تكفَّل لها بملئها.

ففي هذا دليل على أن الفقراء والضعفاء هم أهل الجنة؛ لأنهم في الغالب هم الذين ينقادون للحق، وأن الجبارين المتكبِّرين هم أهل النار، والعياذ بالله؛ لأنهم مستكبرون على الحق وجبارون، لا تَلين قلوبُهم لِذِكرِ الله، ولا لعباد الله، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 53- 56)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]