الضوابط الفقهية للأعمال الوقفية - لا عبرة بالدّلالة في مقابل التصريح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4958 - عددالزوار : 2063307 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4534 - عددالزوار : 1332323 )           »          تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2021, 10:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,755
الدولة : Egypt
افتراضي الضوابط الفقهية للأعمال الوقفية - لا عبرة بالدّلالة في مقابل التصريح

الضوابط الفقهية للأعمال الوقفية - لا عبرة بالدّلالة في مقابل التصريح

عيسى القدومي




باب الوقف من الأبواب المهمة التي ينبغي تقرير ضوابطه؛ ذلك أن عامة أحكام الوقف اجتهادية فلا مناص من الانطلاق في تقريرها من أصول الشريعة العامة الضابطة لباب المصالح والمنافع على وجه الخصوص، ثم من القواعد لفقهية الكلية، ثم يترجم ذلك كله على هيئة ضوابط خاصة في باب الوقف، وهذا ما نتناوله في هذه السلسلة، واليوم مع الضابط الثامن من الضوابط المتعلقة بشرط الواقف وهو: لا عبرة بالدّلالة في مقابل التصريح.

معنى الضّابط

الدّلالة: غيرُ اللفظ، من حالٍ أو عُرفٍ أو إشارةٍ أو غير ذلك، والدِّلالةُ -بالكسر- في المحسوسات، وبفتحها في المعقولات، هكذا في الغالب، وهي في الجملةِ كون الشيءِ على حالٍ يفيدُ معها الآخر علمًا، والتصريح: ما كان المُرادُ منه ظاهراً ظهوراً بيِّناً وتامًّا، وهو النُّطْقُ أو الكتابة.

فالمعنى: التصريحُ أقوى من الدلالة، فإذا تعارضا فلا عمل للدلالةِ ولا اعتدادَ بها، أمَّا عندَ عدمِ التعارُضِ فيُعمَلُ بالدَّلالة. قال الشيخ أحمد الزرقا -مبيِّنًا أنواع الدّلالة وأقسامَهَا-: «وتكونُ لفظيةً وغيرَ لفظيّةٍ، وكلٌّ منهما ثلاثة أقسام؛ وضعيّة وعقليّة وطبيعية.

فاللفظيّة الوضعيّة: كدلالة الألفاظ على ما وُضعت له. واللفظية العقلية: كدلالة اللّفظ على وجود اللّافظ، كدلالة (أخّ) على مطلق الوجع. وغير اللفظية الوضعيّة: كدلالة الدَّوَالِّ الأربع على مدلولاتها. وغير اللفظية العقلية: كدلالة المصنوعات على وجود الصانع. وغير اللفظية الطبيعية: كدلالة الحُمْرة على الخجل، والصُّفْرة على الوجل. والظاهر أنّ الدلالة الوضعية اللفظية والدلالة العقلية بقسميها اللفظي وغيره غير مرادتين في القاعدة المذكورة؛ لأنّ اللفظية الوضعيّة هي التصريح الذي تُلغى الدّلالة بمقابله، ولأنّ العقليّة بقسميها إذا لم نقل إنها فوق التصريح فليست دونَه، فيبقى المراد حينئذ بالقاعدة المذكورة دلالاتٍ ثلاثة، وهي: اللّفظيّة الطبيعية، وغير اللّفظيّة الوضعية، وغير اللفظيّة الطبيعيّة.

مجال العمل بهذه القاعدة

ومجال العمل بهذه القاعدة عموماً: الأحكام المتعلّقة بالتّعبير عن الإرادة من إيجابٍ وقبولٍ، وإذنٍ ومنعٍ، ورضىً ورفضٍ وغيرِ ذلك، وممّا لا شكّ فيه أنّ تطبيقات هذه القاعدة كثيرةٌ جدًّا في عامّة أبواب الفقه، فإنّ احمرار وجه الفتاة البِكْر عند عرض الزوج نفسَه على وليّها، وإخبارها بذلك، وهو دلالة طبيعيّة غير لفظيّة بحسب التقسيم الاستقرائيّ السابق، لَدلالةٌ معتبرةٌ جاء الشّرع باعتبارها، كما في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «البِكْرُ تُستأذن». قلت: إنّ البِكْر تستحيي! قال: «إذنها صُمَاتُها». ومعلومٌ عند النّاس أجمعين أنّ استحياء البِكْر حالٌ يُرى في وجهها وعلى ظاهرها، وقد نزّل الشّرع هذه الدّلالة منزلة الرّضا، وجعلها بذلك معبِّرةً عن إرادتها به، هذا إذا كان الصّمتُ والاستحياء هو كلّ ما صدر عنها، أمّا لو اقترن ذلك بتصريحها بالردِّ والرّفض، انتقضَت الدّلالةُ وعُمل بالتصريح في ذلك، وهذا هو المقصود بهذه القاعدة.

«الدَّلالة -بفتح الدال- في المعقولات، وبكسرها في المحسوسات، وهي كون الشيء بحال يفيد الآخر علماً، ودلالةُ التصريح يقينيّة، ودَلالة الحال والقرائن محلّ الشكّ، واليقين لا يزول بالشكّ، والتصريح أقوى من الدلالة، فإذا تعارض التصريح مع الدلالة فلا عبرة بالدلالة مقابل التصريح، لأنها دونَه في الإفادة وهو فوقها، فيُقَدَّم الأقوى».

وعلى هذا فهذه القاعدة في الأصل هي من فروع القاعدة الفقهيّة الكليّة الكبرى: «اليقين لا يزول بالشكّ»، وقد درج المصنّفون على إيرادها تحتها.

التطبيقات العملية للقاعدة

1- الوقْف إذا جُهِلَ مصرفُه للقاضي أو لمن تولّى النّظر عليه أخيراً، فإنّه يعملُ في غلّته بعمل القُوَّام والنُّظَّار السابقين، لأنّها دلالة الحال، فيُستصحَبُ حكمُ هذه الحال الحاضرة لاعتبار أنّها هي الحالة التي أرادها الواقف، فهذه هي الدّلالة، فلو وُجِدَت وثيقة الوقْف وظهر أنّ الواقف أراد بوقفه غير ما جرى عليه النُّظَّار، قُدِّمَ تصريحُه على دلالة الحال قطعاً.


2- معلومٌ أنّ الموقوف عليه المعيَّن يُشترطُ في استحقاقه أنْ يقبل، فإذا علم بالوقْف عليه فسكت، كان سكوتُه كافياً في الدّلالة على قبوله، فإنْ صرّح بعدم قبوله عُمل بتصريحه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]