|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الفتن كثيرة حولي وأريد الزواج د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ أُغلقت أبواب العمل والدراسة أمام وجهه لكثرة الفِتَن المحيطة به، ويريد الزواج والاستقرار. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ أبلغ من العمر 26 عامًا، وهبني الله تعالى خُلُقًا أتعامل به مع الناس بالحُسنى، ودينًا أرجو من خلاله رحمة ربي ورضوانه، والحمد لله على نِعَمِه، إلا أنني أشعُر بأني لستُ مُوفقًا، ولستُ سعيدًا في حياتي، فقد مررتُ بأزمات كثيرة وأعاني معاناة شديدة. مشكلتي هي حياتي اليومية والمهنية، فقد فشلتُ في الجامعة، وأصبحت أمقتُها وأمقتُ الدراسة؛ لما فيها مِن اختلاطٍ وفتنٍ، ولما تشتمل عليه مِن منكرات يندَى لها الجبين! قررتُ التخلي عن دراستي، واتجهتُ إلى عالَم المِهَن، الذي هو الآخر لم أجدْ فيه النجاح؛ فقد عملتُ في التسويق، وكان سبب فشلي أنه مجال مليء بالكذب والتزوير وإخلاف الوعود، بالإضافة إلى التعامُلات المَشبوهة التي لم أكنْ أرضى بها، حتى لو أعطوني أموالًا طائلةً! حاولتُ أن أطرُق أبوابًا كثيرة، لكنها كانتْ موصدةً أمامي، ولعل ذلك بسبب ذنوبي الكثيرة، فقد كنتُ مدمنًا للعادة السرية، وتبتُ منها، وأرغب في الزواج؛ لأني أريد أن أعفَّ نفسي عن الحرام، والحمدُ لله أموري على ما يرام، لكن المشكلة في كيفية الحصول على فتاة صالحة للزواج؛ فأنا لا أقيم علاقات مع الفتيات، وأخشى على نفسي مِن الفتن، فالقلوب تتقلَّب. نسأل الله الثبات الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هنيئًا لك نِعَم الله عليك والتي ذكرتَ بعضها، ومِن توفيق الله لك أنك تتذكر النعم التي تحتاج منك مزيدًا من الشكر، وهنيئًا لك غيرتك على دينك وقيمك ومبادئك، وحرصك على تحري الحلال والبُعد عن الحرام، ولا شك أنك تُؤجَر على ذلك، وسوف يُعوِّضك الله خيرًا؛ فمَن ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه، والله كريم جواد رحيم بعباده لا يضيعهم، ويغدق عليهم من نعمه، ويقدر لهم ما يصلحهم وينفعهم في دينهم ودنياهم، ولكنها فترة اختبار وابتلاء، تحتاج منك مزيدًا من الصبر، واللجوء إلى الله وطلب العون منه سبحانه وتعالى. اعلَمْ أن التوبة مِن كل الذنوب والمعاصي واجبة على العبد، ولذلك طالب عباده جميعًا بالتوبة؛ ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، والله يقبل توبة التائبين، ويفرح بها أشد من فرح الأم بولدها، ويبدل سيئات عباده التائبين إلى حسنات؛ ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]. وبسبب التوبة تتيسر الكثير من الأمور، وتنحل المشكلات، ويرضى الله عن عباده. وبالتوبة والعبادة والصلة بالله وزيادة الإيمان وتقوى الرحمن تأتي الأرزاق والخيرات، وتزداد النعم وتبتعد النقم؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]. وعليك ابني الحبيب بكثرة الذكر والاستغفار؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. ونبارك لك مشروع الزواج، والذي سوف يُعينك في حياتك بإذن الله، وقد أوصى به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وخاصة معشر الشباب، وعليك بالدين والخلُق، فهما صفتان ضروريتان للشاب حتى يقبل عند أهل الفتاة؛ ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فأنكحوه)). وعليك باختيار المرأة ذات الدين: ((فاظفر بذات الدين تربت يداك))، وتستطيع الوصول إليها ومعرفتها من خلال والديك، أو أئمة المساجد القريبين منك، أو بعض الدعاة الصالحين الذين يتبنون مشاريع تزويج الشباب والتوفيق بينهم. نسأل الله لك زيادة الإيمان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والوظيفة الجيدة ويكتب لك سعادة الدنيا والآخرة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |