لا تكن بخيل المشاعر تجاه أبنائك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5897 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2021, 05:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي لا تكن بخيل المشاعر تجاه أبنائك

لا تكن بخيل المشاعر تجاه أبنائك









كمال عبدالمنعم محمد خليل


بعض الآباء يتعامَل مع أبنائه مِن مُنطَلَق الأمر والنهي، وكأن البيت وحدة عسكرية، لا يوجد فيها إلا الصرامة والشدة، إذا دخل أحدهم بيته سكن المتحرِّك، واستيقَظَ النائم، وسكَت المتكلِّم، ووقف الجالس، أهذا هو جو الأسرة الذي ينبغي أن يُشاع فيه الودُّ والحب والكلمة الحانية، والمزاح المقبول، والبسمة الرقيقة؟!



إن هذا الجو من الشحن المتواصل لا يَخلق إلا الشخصية الضعيفة في الصِّغَر، وعند الكِبَر تتحوَّل تلك الشخصية إلى متسلِّطة، مُحاولةً تعويض ما فاتها من سني القهر الأبوي، ولكن ليس مع الأب إنما مع من يستطيع التسلُّط عليه.



إنَّ القرآن الكريم أعطانا النموذج الأبويَّ الرقيق الحاني الذي يُغلِّف أوامرَه ونصائحه لولده بنَوع مِن الودِّ والحبِّ، حتى تَلقى النصيحة آذانًا صاغيةً، ونفسًا مُهَيَّأةً لقبول هذا النُّصْح، فهذا لقمان عليه السلام يوجِّه النصيحة تلو النصيحة، والأمر تلو الأمر، والنهي تلو النهي، في منظومة تربوية رائعة، مرتَّبةً حسب الأولويات الإصلاحية للفرد الذي يُراد له الاستقامة، بادئًا بالنَّهي عن الشِّرك بالله تعالى، ثم ببيان فضل الوالدَين، يعقب ذلك جملة من التوجيهات التي تتعلَّق بالعبادة والأخلاق والتعاملات مع الناس جميعًا، لكن اللافت في كل هذه النصائح أن لقمان عليه السلام يبدأ أوامره ونواهيه بقوله: "يا بنيَّ"، وهي كلمة تدل على حبٍّ غامر، وودٍّ لا يَنقطِع، ولها فعل السِّحر في نفس الولد نحو الاستجابة السريعة، والطاعة التي لا حدَّ لها.



والمتدبِّر لكتاب الله تعالى يتبين له بجلاء ماذا تفعل كلمة "يا بنيَّ" في الولد؛ فهذا إبراهيم عليه السلام يطلب من ولده أن يذبحه، ويُصدِّر طلبه بقوله: "يا بنيَّ"، فماذا كان الرد؟ على الفور قال: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ [الصافات: 102]، إنه الحبُّ والودُّ، والمشاعر الحانية، والكلمة الرقيقة، التي تصل بالولد إلى الطاعة حتى في ذبحه!



ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ فقد كان يُقبِّل الحسن والحسين، ويَعتبر ذلك من الرحمة؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبَّل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن على رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابسٍ التميميُّ جالسًا، فقال: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((من لا يَرحم لا يُرحَم)).



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيع في بيته الجوَّ الأسريَّ الهادئَ الهانئ، يُمازِح أهلَه، ويَتصابى لأبنائه وأحفادِه، ويقول: ((أنا جملُكما))، ويوجِّه من يُخطئ أو من يحتاج النصح بأسلوب غير منفِّر، ولا مُستهزِئ، ولا محقِّر، بعيدًا عن السبِّ والشتْمِ؛ روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبدالله بن عبد الأسد رضي الله عنه قال: كنتُ غلامًا في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيبًا، وكانت يدي تطيش في الصحفة (إناء الطعام)، فقال ليرسولالله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سمِّ الله تعالى، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ مما يَليك)) فما زالت تلك طعمتي بعدُ.



إنَّ بعض الآباء يعامل أبناءه بغلظة في القول، وقَسوة في التوجيه، وإساءة حتى في أسلوب النداء عليه؛ فقلَّ أن يُناديَه باسمه، وقل أن يُمازحَه ويُداعبَه، بل يناديه بما يَكرهه، يصفه بما لا يحبُّ سماعَه، وهذا أسلوب تربويٌّ خاطئ، تكون له نتائج عكسية على نفس الولد.



فيا أيها الآباء والمربُّون، رفقًا رفقًا بالأبناء، ولطفًا لطفًا عند التوجيه، اقترب مِن ولدك، شاركْه فرحه بأيِّ نجاح يُحقِّقه، ربت على كتفه إذا واجهته صعوبة في حياته حتى ولو كانت في نظرك بسيطة، مُرْه بطاعة الله في رفق ولين، وانهَهُ عن المعصية في حلم وعَطْف؛ فذلك له تأثيره الإيجابي، الذي به نجني الثمرة المرجوة من تربية الولد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]