|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أصلح أن أكون زوجا أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ ملخص السؤال: شاب متزوج لا يستطيع تحمُّل الحياة الزوجية، لأنه غير مؤهل لها، وهو على أعتاب الطلاق. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري ٣٠ عامًا، مطلقٌ، أعمَل موظفًا حكوميًّا، كنتُ مُتزوجًا منذ سنة ونصف من مُوظفةٍ وكنا نلتقي في نهاية الأسبوع فقط بحكم بُعد أماكن العمل. زواجي فشل لعدة أسباب، منها ما يتعلَّق بزوجتي، ومنها ما يتعلَّق بي، بعد زواجي لاحظتُ أنني لستُ مُؤَهَّلًا للزواج مِن ناحية التعامُل مع الزوجة، فجلستي مملة، وكلامي قليل، وأحيانًا تافه، وشخصيتي ضعيفة، وربما هذا هو السببُ في فشل زواجي. حاولتُ أن أغيِّر شخصيتي وأسلوبي لكني لم أستَطِعْ، وأتوقع أني مصاب بمرض نفسي نتيجة مرض أبي الذي كان مريضًا بالاكتئاب، فأظن أنني مكتئبٌ مثله، فأحيانًا أكون سعيدًا ومتفائلًا، وكثيرًا ما أكون متشائمًا، وأنظر للحياة نظرةً سوداوية. لا تجذبني أحاديثُ الشباب، ولا الكُرة، وأحس أنني كهلٌ في عمر الشباب، وتَنقصني الخبرةُ في كثير مِن الأمور، وتؤثِّر فيَّ الأحداثُ الصغيرة، وأضخِّم الأمور التي لا تستحقُّ! لا أحبُّ أن أجرحَ أحدًا، ولا أتعمَّد الخطأ أبدًا، وليس لديَّ أصدقاء كثيرون؛ لأنني مملٌّ ومتشائم، لكنني مُجْبَر على أن أعيشَ الحياة، ومُجْبَر على أن أتزوَّج وأنجب؛ لأنَّ الوَحدة تُدَمِّرني. وسؤالي: وأنا على أعتاب الطلاق حاليًّا، وبناء على ما ذكرتُ لكم، هل أتزوَّج بعدَ طلاقي لزوجتي؟ أو إنني سأظْلِم الزوجة التي سوف أتزوجها؛ لا أفكِّر في الزواج، وفي الوقت نفسه لا أدري كيف ستستمر حياتي بلا زواج؟! أخاف إذا تزوجتُ وأنجبتُ أن أجلبَ ضحايا جددًا لهذه الحياة ومرضى بالاكتئاب، أو أن أظلمَ الإنسانة التي سوف أتزوَّجها، فما ذنبها لتعيشَ مع شخصٍ مكتئبٍ ينكِّد عليها حياتها؟! وأخيرًا: حياتي مُؤلِمة لي، وأكاد أفقد عقلي، وأفكِّر في الانتحار! الجواب عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خير معين لك بعدَ الله في تجاوُز مشكلتك. بعد القراءة العَميقة لمشكلتك وجدتُ أنها تتلخص في أمرين، هما: مشكلة نفسية، ومشكلة زوجية، وفي الحقيقة أخي الكريم أن المشكلةَ الزوجية ناتجة مِن المشكلة النفسية، وجميع ما تَمَّ ذِكْرُه مِن أعراضٍ متعلقٌ بالمشكلة النفسية، ومِن السهل أن تتخلَّص منها، وبالتالي العودة إلى وضعك الطبيعي بزيارة الطبيب النفسيِّ الذي يُحَدِّد لك درجة الاكتئاب، ونوعية العلاج المُقَدَّم، ومِن المهم أن تُرَكِّزَ الآن على ثلاثِ نقاط مهمة، وهي كالتالي: • الأولى: مُعالَجة المشكلة النفسيَّة بالذَّهاب إلى طبيبٍ نفسيٍّ لأخْذِ العلاج اللازِم، والحِرص على العلاج الديني الذي يَهدِف لتَقْوِية الإيمان، وتَقْوية علاقتك بربِّك، وأهم ما يَجب عليك عملُه في هذه النقطة هو الدعاء، والإكثار مِن تَرْدِيد أدعية الكَرْب، ومنها: "لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنتُ مِن الظالمين"، كذلك لُزوم الاستِغفار والإكثار منه. أيضًا أخي الكريم الصبرُ هو الأهم في هذا الجانب؛ حيث إنه يُمثِّل أفضل الطرُق التي تحمي الإنسانَ مِن أن يقعَ فريسةً للأمراض النفسية، ويعني هنا: القدرة على الاحتمال لحين تغيُّر الظروف أو البحث عن بدائل مناسبة، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]. • الثانية: المشكلة الزوجية: وهي الانفصالُ عن زوجتك، وقد ذكَرْتَ أنك مُطلق، ثم قلتَ في نهاية استشاراتك: إنك على أعتاب الطلاق، المهم أنني على يقينٍ أنك إذا أصلحتَ مِن نفسك وقمتَ بمعالجتها، فستَتَعَدَّل جميع أمورك، وأهمها علاقتُك بزوجتك. وأُحبُّ أن أشيرَ إلى أن وضعك الحالي كما وصفتَ لا يُساعد على الاستقرار بحكم الالتقاء نهاية الأسبوع فقط، فذلك يَجعل فَهمكما لبعض أقل وعدم وجود معرفة، وعدم تلمس احتياجاتكما بالشكل المطلوب، بحيث إنه عند التقاء كل منكما بالآخر لا تستطيعان السيطرة على حياتكما، فكلُّ واحدٍ منكما يريد شيئًا معينًا بحكم البُعد، مما ينتج منه عدم الفهم، الذي يزيد الأمور تعقيدًا بينكما. لعلك أخي الكريم - سواء عدتَ لزوجتك أو تزوجتَ غيرها - تسعى جاهدًا أن تجعلَها بالقرب منك، وخاصة في وضعك الصحي الحالي، فقد يساعد ذلك على الاستجابة السريعة للعلاج. • الثالثة: وهي التفكيرُ في الانتحار، وهذا ناتجٌ عن أعراض الاكتئاب التي ذكرتَ، وبإذن الله مع الانتظام في العلاج لا تأتيك هذه الأفكار مرة أخرى. ولعلك تعرف أننا لا نملك أنفسنا لكي نزهق أرواحنا، ونقضي عليها متى ما شئنا، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وفي الآية التي تليها مباشرة: يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 30]. وتأمَّلْ معي هذا العقاب الإلهي: ﴿ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ﴾، فإنها بحق نتيجة حتميَّة وراعبة لكلِّ مَن يُحاول أن يَقْتُل نفسه. فعليك الآن تعيد النظَر في هذه النِّقاط التي ذكرت، مع إعادة التخطيط لحياتك، وعدم استعجال التغيير، فقد يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ، ولكني على يقينٍ بالله ثم بك أنك قادرٌ على ذلك. وختامًا تمنياتي لك بالشفاء العاجل، وحياة زوجية سعيدة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |