|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حسن ظن ابن كثير بالآخرين والبحث عن عذر لهم مبارك بن حمد الحامد الشريف فمنهج ابن كثير رحمه الله عند مناقشته للآراء والأقوال أنه يُحسِنُ الظن بقائليها، ويلتمس لهم الأعذار، ويبحث لهم عن المخارج، ومن ذلك مثلًا مناقشتُه لكعب الأحبار في تفسيره لقول الله سبحانه عن ذي القرنين: ﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾ [الكهف: 84]، لما قال: إن ذا القرنين كان يربط خيلَه بالثريا، فقال: "إن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار[1]: أنت تقول: إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؟ فقال له كعب: إن كنتُ قلتُ ذلك فإن الله تعالى قال: ﴿ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴾،قال ابن كثير: وهذا الذي أنكَرَه معاوية رضي الله عنه على كعب الأحبار هو الصواب، والحق مع معاوية في ذلك الإنكار؛ فإن معاوية كان يقول عن كعب: "إنْ كنا لنبلو عليه الكذب"؛ يعني فيما ينقله، لا أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صُحُفِه، ولكن الشأن في صحفه أنها من الإسرائيليات، التي غالبُها مبدَّلٌ مصحَّفٌ محرَّفٌ مختلَق..."[2]. فابن كثير رحمه الله يُحسِنُ الظن بكعب، وأن المراد بالكذب الذي ذكره معاوية هو ما في الصحف المحرَّفة والمبدَّلة، لا على أن كعبًا رحمه الله يتعمد الكذب. وقال عند تفسير الآية: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]: "حدثنا ابن عون عن نافع قال: قرأت ذات يوم: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾، فقال ابن عمر: أتدري فيما أُنزِلت؟ قلت: لا، قال: نزَلتْ في إتيان النساء في أدبارهن، قال ابن كثير: وقد روينا عن ابن عمر خلاف ذلك صريحًا، وأنه لا يُباح ولا يَحِلُّ كما سيأتي.... وعزاه بعضهم إلى الإمام مالك رحمه الله في "كتاب السر"، وأكثر الناس يُنكِر أن يصحَّ ذلك عن الإمام مالك رحمه الله، وقد وردت الأحاديث المرويَّة من طرق متعددة بالزجر عن فعله وتعاطيه..."[3]. فدافَعَ رحمه الله عن ابن عمر، وأنه روي عنه خلاف ذلك، وكذلك الشأن في الإمام مالك وأن كتاب السر ليس له، ولا يصح عنه هذا القول. فالدعاة إلى الله أحوَجُ ما يكونون إلى هذا الخُلُقِ النبيل، لا سيما فيما بينهم، فيحرص كلٌّ منهم على حسن الظن بأخيه، وأن يلتمس العذر له في بعض ما يجده منه من تصرُّفات معيَّنة، بحيث يبحث له عن مخارجَ حسنةٍ، ويحمل هذا التصرفَ على أحسن المحامل. وإن مما يعين على ذلك حرصَ الدعاة على التواصل فيما بينهم، والالتقاء والحوار الصادق للوصول إلى الحق، وإزالة ما في النفوس من الوحشة والكدر. [1] هو كعب بن ماتع بن ذي هجن الحميري، أبو إسحاق، تابعي، كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن، وأسلم في زمن أبي بكر، وقدم المدينة في دولة عمر، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيرا من أخبار الأمم الغابرة، وأخذ هو من الكتاب والسنة عن الصحابة، وخرج إلى الشام، فسكن حمص وتوفي فيها عن مائة وأربع سنين عام 32هـ، الأعلام 5/228. [2] انظر تفسير القرآن العظيم 3 /129. [3] انظر تفسير القرآن العظيم 1 /324-325.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |