التوحيد في سورة الصف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَرِ أعلام المحدثين من الصحابة والتابعين .....يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 15 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 559 - عددالزوار : 134613 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1030 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 5521 )           »          الجميع يعلِّق زينات النصر.. فمن تلقَّى الهزائم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هلموا إلى منهج السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1331 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1721 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1428 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 49 - عددالزوار : 19082 )           »          يوم القيامة: نفسي.. نفسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2021, 01:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,317
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة الصف

التوحيد في سورة الصف












د. أمين الدميري




وهذه هي السورة الرابعة التي بدئت بالتسبيح، واستُهلت بهذا النداء: (﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2]، ذكر ابن كثير: عن ابن عباس قال: كان ناس من المؤمنين قبل أن يُفرَضَ الجهاد يقولون: لوددنا أن الله عز وجل يدلنا على أحب الأعمال إليه، فنعمل به، فأخبر الله تعالى نبيه أن أحب الأعمال إيمان به لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد ذكره ذلك أناس من المؤمنين، وشق أمره عليهم، فقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾، فإن صفوف الصلاة كصفوف القتال عند المؤمنين الصادقين، أما الكاذبون والمنافقون يقفون خاشعين أو متخاشعين في صفوف الصلاة، ويكرهون أو يفرون من صفوف القتال جبنًا وتخاذلًا، أو متعللين بحجج واهية، وهنا حالتان، إما أن يعترفوا ويقولوا نحن جبناء والقتال حق، فهؤلاء أفضل حالًا ممن يقولون للناس: القتال مضرة ومجلب للفتن، ولا فائدة منه، وهم الخونة لدينهم أصحاب الحالة الثانية، المرجفون والمخذلون والمثبِّطون، أهل النفاق والضلال والكذب.








ومعنى الآية: أن أحبكم إليَّ مَن قاتل في سبيلي؛ (ذكره ابن كثير).







وذكر ابن كثير أيضًا عن مجاهد أن نفرًا من الأنصار فيهم عبدالله بن رواحة، قالوا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله، لعمِلنا بها حتى نموت، فأنزل الله هذا فيهم، فقال عبدالله بن رواحة: لا أبرح حبيسًا في سبيل الله حتى أموت، فقُتل شهيدًا، وهو الذي قال قبل موته في غزوة مؤتة:






أقسمت يا نفسي لتنزلنَّه

لتنزلنه أو لتكرهنَّه


قد أجلب الناس وشدُّوا الرنة

مالي أراك تَكرهين الجنة


يا نفس إن لم تُقتلي تموتي

هذا حمام الموت قد صليت


وما تمنَّيت فقد أعطيتي

إن تفعلي فعلهما هديت










والعجب في هذه السورة أنه بعد هذا التقرير، وخطاب المؤمنين بأمر القتال، جاء ذكر موسى ثم عيسى عليهما السلام، وأن موسى عليه السلام أمر بالقتال، وأمر قومه بالقتال فعصوه وآذوه ولم يستجيبوا لأمر القتال، وقالوا له: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، فعاقب الله هذا الجيل الناكث بالتيه في الأرض أربعين سنة، ولما جاء جيل آخر وقاتل، نصَره الله عز وجل.







كذلك الأمر مع عيسى عليه السلام، لَما فُرض عليه القتال، وأمَر أتباعه به، تركوا الجهاد وابتدعوا الرهبانية، وهي التعبد في الصوامع؛ لنعلم أن الجهاد فرض على مَن كانوا قبلنا، فمن قام به أعزَّه الله ونصره، ومَن تركه عاقبه الله تعالى بالذل والتيه.







وقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن رهبانية هذه الأمة هي الجهاد في سبيل الله، فليس إسلام بلا جهاد، ولا ينفع صيام ولا صلاة بغير جهاد، ولا دولة إلا بالجهاد، ولا سبيل إلى العزة والتمكين إلا بالجهاد، روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رهبانية هذه الأمة في الجهاد في سبيل الله) برقم 13306، وبيَّن الله تعالى في هذه السورة أن أفضل الأعمال وأن التجارة الرابحة، هي الجهاد في سبيل الله، وأنه سبيل العز في الدنيا، وفي الآخرة النجاة من عذاب أليم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13]، ذكر القرطبي وغيره أن عثمان بن مظعون قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أذنت لي فطلَّقت خولة (زوجته) وترهبنت واختصيت، وحرَّمت اللحم، ولا أنام بليلٍ أبدًا، ولا أفطر بنهار أبدًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن من سنتي النكاح، ولا رهبانية في الإسلام، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله، وخصاء أمتي الصوم.. ومِن سنتي أنام وأقوم وأُفطر وأصوم، فمن رغب عن سنتي فليس مني، فقال عثمان: والله لوددت يا نبي الله أي التجارات أحب إلى الله، فأتَّجر فيها، فنزلت)، والتجارة: الجهاد، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 111] وهذا خطاب لجميع المؤمنين.







وختمت السورة بهذا النداء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14]؛ أي: دعاة إلى الله، مجاهدين في سبيل الله، حاملين راية التوحيد، محققين العبودية لله في الأرض، مقيمين للدين في الناس، ﴿ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾، فخرجوا دعاة إلى الله، فكُذبوا وأُوذوا وقتلوا في سبيل الله.







كما قال تعالى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23]، ﴿ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ﴾ [الصف: 14]، قال ابن كثير: (أي لما بلغ عيسى عليه السلام رسالة ربه، ووازَره من وازَره من الحواريين، اهتدت طائفة من بني إسرائيل بما جاءهم به، وضلَّت طائفة، فخرجت عما جاءهم به، وجحدوا نبوته، ورموه وأمَّه بالعظائم وهم اليهود، وغلَت فيه طائفة وهم النصارى، فجعلوه إلهًا أو ابن إله، تعالى الله عما قالوا علوًّا كبيرًا، وقوله: ﴿ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14]؛ أي: نصرناهم على من عاداهم، وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يزالون ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، وحتى يقاتل آخرهم الدجال مع المسيح عليه السلام، كما وردت بذلك الأحاديث الصحاح.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]