|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقبل بأن أكون زوجة ثانية؟ أ. فيصل العشاري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تحبُّ شابًّا متزوجًا، ويريد الزواج منها، لكنها تخشى مِن تجربة الزواج الثاني، وفي حيرة مِن أمرها. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشأتْ علاقة حبٍّ بيني وبين شاب، ثم تَبَيَّن لي أنه متزوِّج، ولم يقعْ بيننا تجاوزات لا قولًا ولا فعلًا؛ لإيماني بأن الخوف من الله هو أساس التوفيق في حياتنا. الشابُّ متزوجٌ ولديه طفلةٌ، ويَصغرني بـ6 سنوات، ويَعمل ويَسْكُن في مدينة غير مدينتي، وبحسب كلامه يَرغب في الزواج مِن زوجة ثانية؛ سواء مني أو مِن فتاة أخرى لأسباب تتعلَّق بزواجه الأول وعدم ارتياحه. الشابُّ يعمل ليل نهار حتى يتقدَّم لي ويُوفِّر لي الحياة الكريمة، ولديه إصرارٌ قويٌّ على التقدُّم والارتباط بي، بالرغم من صعوبة ظروفه المادية. حاولتُ أكثر مِن مرة أن أثنيه عن قراره لأني لا أريد له حُدوث مشكلة مع زوجته الأولى، لكن مُصِرٌّ. أنا أحبُّه، وليس لديَّ شك في حبه لي، لكنني متخوفة من الزواج الثاني، بسبب المشاكل التي أتوقَّع حُدوثها بعد الزواج؛ مِن عدم العدل بين الزوجين، أو صعوبة الظروف الماديَّة، وكثرة النفَقات على الزوجتين. المشكلة أيضًا أنني لا أستطيع أن أنتقلَ للمدينة التي يسكُن فيها لأنني أعمل، وأخاف أن يُؤَثِّر بُعده عني في نجاحِ زواجنا. أنا في حيرةٍ مِن أمري، وأريد له ولي الخير، وقد استخرتُ أكثر مِن مرة وأجد ارتياحًا بعد كلِّ استخارة. أرجو منكم أن تَنصحوني، وجزاكم الله خيرًا الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا وثقتكم في شبكة الألوكة. قرارُ الزواج قرارٌ مهمٌّ فعلًا، وقد مَرَّتْ بك تجربة سابقة لعلها علَّمَتْك أهمية اتخاذ مثل هذا القرار.. وفي الواقع أنا كمستشار لا أستطيع أن أعطيك القرار الصحيح بدقة؛ لأنه ينقصني كثيرٌ مِن تفاصيل المشهد، لذلك فأَفْضلُ مَن يتخذ القرار هو أنت، غير أننا سنُحاول أن نَتَلَمَّس معًا الخطوط العريضة للموضوع؛ لعلها تكون هاديةً إلى الصراط المستقيم بإذن الله. أولًا: نشكرك على الوقوف عند حدود الأدب مع الله تعالى في علاقتك مع هذا الشابِّ، وهذا يُؤَسِّس لمرحلةٍ ناجحةٍ لاحقًا بمَشيئة الله تعالى، فالزواجُ رزقٌ، والرزقُ لا بد أنْ يَصحبَه توفيق، والتوفيقُ لا يأتي إلا بطاعة المولى. لو أَخَذْنا مَفاصل هذا الموضوع فستكون كالتالي: مناسبة هذا الشخص لك مِن حيث هو، بغَضِّ النظر عن كونه متزوجًا سابقًا، وهذه المناسبةُ - حسب وصفك - متوفِّرة؛ أي: لا بد أن يكونَ شابًّا يَتمتَّع بقدْرٍ معقول مِن الأخلاق والمحافظة على الفرائض الواجبة. سبب رغبته في الزواج الثاني لعله لم يُفْصِحْ عنه بوضوح، وهذا مِن حقِّه؛ لكن مِن حقك ألا يكونَ هذا السببُ مُؤثرًا عليك مستقبلًا، وهذا قد يتعلق بالناحية الجسدية كما يتعلق بالناحية السلوكية والأخلاقية، أو بمعنى أوضح: قدرته على إشباع حاجة المرأة في الناحيتين الجسَديَّة والسُّلوكيَّة؛ هذا مجردُ افتراضٍ وتنظير فقط، حيث قد يكون سليمًا مِن كل هذا، وهذا هو الأصلُ. بخصوص زوجتِه الأولى؛ هناك أمران يَتعلَّقان به، الأول: العدلُ بينكما؛ وهذا واجبٌ عليه، وحق لك كزوجة؛ والأمر الثاني - وهو ما تخوفتِ منه -: ألا يظلمَ زوجته الأولى؛ وهذا واجب عليه، ولكنه ليس حقًّا لك؛ بمعنى أن هذا شأنه بحيث لو ظلم المرأة فهو آثم، وإثمُه لا يخصك، ولا ينتقل إليك؛ ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]، إنما يبقى نُصحه ومحاولة التأثير عليه في هذا الباب ناحية خلقية وأدبية، والوجوب لا يَخصك أنت، ولا يتعلق بك، بل يتعلق به هو كزوجٍ. بخصوص السكَن والنفقة، وهذا أمرٌ هام يُحدِّد مسير العلاقة الزوجية برُمتِها -أحيانًا - فكثيرٌ مِن مشاكل تعدُّد الزوجات تنشأ بسبب الاشتراك في السكنى والنفقة، والأصلُ أن كل زوجة لها مسكنُها المستقل، ونفقتها المستقلة، ورغم أن هذا الشاب يُكافح مِن أجل توفير هذه المتطلبات، إلا أنها تبقى حقًّا أصيلًا لك، لا ينبغي أن تَتنازلي عنها بسهولة. موضوع ترك العمل مِن أجل الزوج، أو البقاء في العمل مع البُعد عن الزوج هو موازنةٌ صعبةٌ، أنتم خيرُ مَن يقدرها، ولا شك أنكم لو فكرتم ستَجِدون حلولًا بديلة، وهذا الأمرُ يَتوقَّف على عواملَ عديدة - لا تتوفر بين أيدينا حاليًّا - كطبيعة المسافة بين المدينتين، وطبيعة شغلك وشغل الزوج، والأيام التي ستلتقيان فيها، وهل سيستمر هذا الوضع لمدة طويلة؟ أو إنه لفترة مؤقتة بحيث يُمكن بَعدها أن تكوني قريبة من زوجك؟ وهكذا. ما رأي أهلك وأسرتك في هذا الشاب؟ هل سيُرَحِّبون به أو ستلقون معارضةً منهم؛ لأنَّ هذا الأمر يُؤثِّر على مستقبل الزواج من هذا الشخص. الخلاصة: بشكل عام الزواجُ مِن هذا الشاب ليستْ فكرةً سيئةً، بل يمكن أن تكونَ فكرةً رائعة إذا تَمَّ تجاوُز العقبات السابقة. نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، والعمل النافع وأن يهديكم لأيسر سبيل وأوضح طريق والله الموفق
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |