أدعو على نفسي في قلبي، فهل يؤاخذني الله بذلك؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136763 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5546 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-03-2021, 12:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي أدعو على نفسي في قلبي، فهل يؤاخذني الله بذلك؟!

أدعو على نفسي في قلبي، فهل يؤاخذني الله بذلك؟!
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
إذا دعا الإنسانُ على نفسه - في قلبه - بقصدٍ، أو بدون قصدٍ، بدون أن يتلفَّظ به، فهل يستجيب الله لهذا الدعاء؟ أُعاني من هذه المشكلة، فهل يعدُّ هذا من حديث النفس الذي لا يُحاسِب الله عليه؟ وهل هذا وِسواسٌ؟ غالبًا ما يصيبُني في الصلاة، وعند الأكل والشرب، حتى إنني إذا أتيت أشرب عصيرًا - مثلًا - يقول لي: ادعُ على نفسك أنك إذا شربت هذا العصير، يصيبك الله ببلاءٍ، ونفسُ الحال مع الأكل، وأحيانًا أدعو على نفسي في قلبي، وخوفي مِن أن يستجيبَ اللهُ لدعائي!


الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فما ذكرتَه - أخي الكريم - من الدعاء على نفسِكَ في قلبك، بقصدٍ، أو بدون قصدٍ، وكذلك عند الأكل، أو الشرب، أو غير ذلك - من الوساوس، ومن حديثِ النفس الذي لا يُؤاخَذ به الإنسان، والدواءُ الناجعُ لهذا الداء هو الإعراضُ عن الوساوس جُملةً، وإبعادُها عن النَّفْسِ بقوة، وإهْمالُها، وقطعُ الاسترسال فيها، وعدمُ الالتفات إليها، أو الاستسلام لها؛ فالشيطان يُريد بها أن يحزنك ويُفْسِد دينَك، وعبادَتَك؛ وقد وصى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما رواه الشيخان عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله: ((يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقول: مَنْ خَلَقَ كذا؟ مَنْ خَلَقَ كذا؟ حتَّى يقول: مَنْ خَلَقَ ربَّك؟ فإذا بلغَه، فليَسْتَعِذْ بِالله، وليَنْتَهِ))؛ والمعنى: إذا عَرَضَ له الوِسواسُ، فيلْجأْ إلى الله - تعالى - في دفعِ شرِّه، وليُعرِضْ عن الفكر في ذلك، ولْيَعلمْ أن هذا الخاطر من وسوسةِ الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد، والإغراء؛ فلْيُعرِضْ عن الإصغاء إلى وسوسته، ولْيُبادرْ إلى قطعِها بالاشتغال بغيرها؛ قالهُ الإمامُ النوويُّ في "شرح صحيح مسلم".
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة: "وَالْوَسوَاسُ يَعرِضُ لكُلِّ مَنْ تَوَجهَ إلَى اللهِ - تعالى - بِذِكرٍ، أَوْ غَيْرِهِ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَنبغِي لِلْعَبدِ أَنْ يَثبُتَ، وَيَصبِرَ، وَيُلازِمَ مَا هو فِيهِ مِن الذِّكرِ وَالصلَاةِ، وَلَا يَضجَر، فَإِنَّه بِمُلَازمةِ ذلك، يَنْصَرِفُ عَنْهُ كَيْدُ الشيطَانِ؛ ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]، وَكُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ تَوَجُّهًا إلَى اللهِ - تعالى - بِقَلْبِهِ جَاءَ مِنْ الْوَسْوَاسِ أُمُورٌ أُخْرَى، فَإِنَّ الشيطَانَ بِمَنزِلَةِ قَاطِعِ الطرِيقِ، كُلَّمَا أَرادَ الْعبدُ أن يَسِير إلَى اللهِ - تعالى - أَرَادَ قَطعَ الطرِيقِ عَلَيْهِ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصارَى يَقُولُونَ: لَا نُوَسْوَسُ، فَقَالَ: صَدَقُوا، وَمَا يَصنَعُ الشيطَانُ بِالْبَيْتِ الْخَرَابِ". اهـ.
وإذا استسلمَت للوَسَاوِس، ولم تقطعْها، فقد تجرُّك إلى ما لا تُحمَد عُقباه - والعياذ بالله - ومن أفضل السُّبل إلى قطعِها والتخلُّص منها: الاقتناعُ بأن التمسُّك بها اتِّباعٌ للشيطان.

هذا؛ ومِمَّا يُعينك على دَفْعِ الوساوس والتغلُّبِ عليها:
1- صدق الالتجاء إلى الله - تعالى - بالدُّعاء، وإخلاص التوجه إليه: أن يُذهِبَ عنك هذا المرضَ ويدفعَه، وأن يرزقك اليقين.
2- الإكثار مِن قراءة القرآن بتدبُّرٍ، والمُحافظة على ذِكْرِ الله - تعالى - في كلِّ حال - لا سيَّما - أذكار الصَّباح والمساء، وأذكار النَّومِ والاستيقاظِ، ودخول المَنْزِل والخروجِ، ودخول الحمَّامِ والخروجِ منه، والتَّسمية عند الطعام، والحمد بعده، وغير ذلك؛ فقد روى أبو يَعلى عن أنسٍ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الشيطان وَضَعَ خَطْمَهُ عَلَى قلبِ ابْنِ آدَمَ، فإنْ ذَكَرَ الله خَنَسَ، وإن نَسِيَ التَقَمَ قلْبَه، فذلك الوَسواسُ الخنَّاس))، ومن أفضل الكتب الجامعة لذلك كتابُ: "الأذكار"؛ للإمام النَّوويِّ.
3- الاستعاذةُ بالله من الشيطان الرجيم، والإعراضُ عن وسْوسَتِه، وقطعُ الاستِرْسال مع خُطُواته الخبيثة في الوسوسة؛ فذاك أعظمُ علاج؛ فالشيطان إذا وَسْوَسَ، فاستعذت بالله منه، وكفَفْت عن مطاوَلَتِهِ في ذلك، اندَفَعَ بإذن الله، وهو معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فليستَعِذْ بالله، ولْيَنْتَهِ))، فالوَسَاوِسُ لمَّا كانت من إلقاءِ الشيطان، ولا قوةَ لأحدٍ بدفعِه إلَّا بمَعُونةِ الله - تعالى - وكفايته، أَمَرَ بالالتجاءِ إليه، والتعويلِ في دفعِ ضَرَرِهِ عليه، وذلك معنى الاستِعاذَةِ، وأمر بالانتِهَاءِ عن تِلكَ الوَسَاوِسِ والخَوَاطِرِ والالتفات إليْها، والإِصغاءِ نحوها، بل يُعرِضُ عنْها، ولا يُبالي بها.
4- الانشغالُ بالعُلوم النافعةِ، وحضور مَجالس العلمِ، ومُجالسة الصالحين، والحذَرُ من مُجالسةِ أصحاب السُّوء، أو الانفراد والانعِزَال عنِ الناس، ولْتعلَمْ أن الشيطانَ يريدُ بوَسْوَسته إفسادَ الدين والعقل، ولذلك؛ ينبغي أن تجتهد في دفعِها بالاشتغال بغيرها.
5- الإكثارُ من الطَّاعات، والبُعدُ عن الذُّنوب والمعاصي، والحرصُ على قوة النفس، وصدقُ التوجُّه إلى فاطر الإنس والجن، والتعوُّذُ الصحيحُ الذي يتوَاطَأُ عليه القلبُ واللسانُ، فإنَّ ما أنتَ فيه من مجاهَدةٍ هو نوعُ مُحارَبَةٍ، والمحارِب لا يتمُّ له الانتصاف من عدوِّه بالسلاح إلَّا بأمرين: أن يكون السلاحُ صحيحًا في نفسه جيدًا، وأن يكون الساعدُ قويًّا، فمتى تخلَّف أحدُهما، لم يُغنِ السلاحُ كثيرَ طائلٍ.
كما يجِب عليكَ أن تَعْلَم أن الله - تعالى - برحمته لا يؤاخِذُ عباده بحديث النفس، ولا بما يَقَعُ في القلب من الوَسَاوس مهما عظُمتْ؛ لأن ذلك ليس داخلًا تحت الاختيار، ولا الكسب، وإنما هو من أُلْقِيَاتِ الشيطان؛ ولذلك جعلها الشارعُ الحكيمُ عفوًا؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّمْ))؛ أي: إن الله تَجَاوَزَ عن حديثِ النفسِ والخواطرِ، وعَفَا عنه، ولم يُؤاخذ عليه.

6- اعرِضْ نفسَكَ على طبيب نفساني؛ فربما يكونُ ما عندكَ هو عرضًا مرضيًّا من الوِسوَاس القَهْري.

ونسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أن يشفيَكَ شفاءً تامًّا لا يُغادر سقمًا، وأن يَحفظكَ من وَسَاوِس الشيطان.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]