|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أريد الزواج! أ. أريج الطباع السؤال الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وبعدُ: فأنا أعلم جيِّدًا أنَّ الزواج من آيات الملك - سبحانه - في عباده، ومن سُنة الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكن ما مَرَرْتُ به في أسرتي، وما أراه في الحياة الأسريَّة لدى الكثير، بل وبعض الأُسر المحسوبة على الالتزام! المهم أنا من أسرةٍ، الدين والعيب والحرام يمثِّل رُكنًا ركينًا في حياتها، ولكن طبعًا مع وجود الأخطاء التربويَّة؛ مثل: التلفاز، وغيرها من السموم التي تتجرَّعها عقولُنا وقلوبنا. نشَأْتُ في جوٍّ من الكراهية، أو نقول: تَصْفية الحساب بين والدي ووالدَتي! يَعني: لا يمرُّ نقاشٌ دون تبادُل الاتِّهامات، خاصة من الوالدة، وأُختي تعيش في دور المظلومة دائمًا، وأخي يدَّعي أنه تعذَّب في حياته كثيرًا، وهو دائمُ الشكوى، وكلُّ ذلك ووالدتي مُختمرة، وتُصلي بالليل، وأبي لا يترك فرضًا في المسجد، ومُلْتَحٍ ودَيِّنٌ. دخَلتُ عالَم المُلتزمين ووجَدت الكثير من العلاقات الأُسرية الفاشلة التي جعَلت فكرة الزواج الفاشل جزءًا لا يتجزَّأ من تصوُّري! نفسي وفِطرتي تتوق إلى الزواج، وعقلي يتهرَّب منه ومن تَبِعاته ومشاكله، لا أعرف هل ذلك لأني شخصيَّة غير مسؤولة، ولا تحبُّ أن تتحمَّل مسؤوليَّة إنشاء أُسرةٍ؟ أم أنني ضحيَّة تلك الظروف المحيطة، بالرغم من أني أرفضُ نهائيًّا أن أُحَمِّل الآخرين ما يَحدث لي؟ أنا لا أشعر بنظريَّة المظلوم، أو من كانت الظروف ضدَّه، بل أُؤمن بأنَّ مَن أرادَ الإيمان في صحراء لا يوجد بها إلاَّ رمالُ الشِّرك والكفر، فسيُؤمن، ومَن أرادَ الكفر في أرضٍ تُرابها المِسك ورِيحها اللؤلؤ، وكلام أهلها القرآن، فسيَكفُر! فبالله أسألكم أن تَنصحوني؛ لأني وصَلتُ إلى حالة نفسيَّة سيِّئة جدًّا، وأرفض أيَّ خُطوات تؤدي إلى الزواج؛ من الخِطبة والتعارُف، أو ما يُسَمَّى بقراءة الفاتحة في بلادي. بُورِكتُم. الجواب من الطبيعي لِمَن عاش أجواءً غير مُستقرَّة، ولاحَظ حوله زيجات فاشلة وأُسَرًا مُفَكَّكة - أن يخشى على نفسه وأُسرته في المستقبل من تَكرار ذلك الأمر! هذه الخشية أو الخوف أمرٌ طبيعي وصحِّي إن أمكن استغلاله بشكلٍ جيِّد. فنحن حينما نخاف من الخطر، نَبتعد عنه، لكن تخيَّل لو أنَّك تذوَّقت طيلة حياتك طعامًا أُعِدَّ بطريقة سيِّئة، وكان سيِّئ الطَّعم والرائحة، رُبَّما تُصبح زاهدًا في الطعام بعدها، وقد يَأتيك شعورٌ بالغَثيان كلَّما فكَّرتَ فيه، لكنَّك ستجوع في النهاية، وستَحتاج إلى أن تَقتات ما يُبقيك حيًّا. خوفُك من تَكرار الطعم السيِّئ والارتباطات السلبيَّة، قد يُبعدك، لكن يُمكنك أن تُعالج الأمر بأن تتجنَّب تَكرار أكْل الطعام الذي لَم يُعجبك، وتَبحث أو تطهو طعامًا يُناسبك، بعيدًا عن كلِّ عيوب الطعام التي كنتَ تُعانيها! كذلك أُسرتك في المستقبل، لن تتحكَّم مائة في المائة بمَن ستكون زوجتك؟ وكيف ستكون؟ لكن يُمكنك رسْمُ صورة عامَّة لِما تريده؛ لتبحثَ عنه. يُمكنك أن تُفَكِّر بإيجابيَّة، فتُمسِك مُفَكِّرة وتَكتب النقاط السلبيَّة التي أوْصَلت والديك إلى هذه النتيجة، وكيف كان يُمكنهما أن يتجنَّباها؟ أيضًا من تجربتك ثِقْ أنَّك ستكون أكثرَ خِبرةً من غيرك، وسيُمكنك أن تُحَدِّد ما الذي تُريده أكثر، فقط انْتَبه ألاَّ تتأثَّر بشكلٍ سلبي، أو تكون لدَيك ردَّات فِعْلٍ في المستقبل. اكْتُب تجربتك بكلِّ تفاصيلها، اذْكُر كلَّ التفاصيل التي تسود نظرتك للزواج؛ لتَفهم نفسك أكثرَ، وتتمكَّن من تحديد مشكلتك أكثرَ عبر نقاطٍ مُحَدَّدة. لستَ ضحيَّةً - بإذن الله - بل قدَّر الله لك هذا البلاء لحِكمةٍ، وستتمكَّن من تجاوُزها والاستفادة منها - بعوْن الله - حينما تُفَكِّر بطريقة إيجابيَّة، وتبحث عن المرأة المناسبة. وفَّقكَ الله ويسَّر لك الخيرَ حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |