|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بر الجدة وحسن التعامل معها د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تُريد بعضَ النصائح والإرشادات التي يُمكن مِن خلالها أن تتعامَل مع جدتها الطاعنة في السِّنِّ، والتي تعيش مع أهلها في منزلٍ واحدٍ. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جدتي عمرها 85 عامًا، أتَتْ مِن عامٍ لتعيشَ معنا في بيتنا، وهي سيدة مُسنَّةٌ لا تَمشي، وتَجلس في مكان واحدٍ طوال اليوم! كانتْ أيامًا صعبة جدًّا علينا؛ إذ نُطعمها ونُدخلها الحمَّام ونُغَيِّر لها، وكان أبي كثيرًا ما يَقوم بذلك مكاننا، ويَتكفَّل بهذا كله. أَحْضَرْنا خادمةً لها، والكل يَتركها ويَخرج، حتى في وجودنا في البيت نَمُرُّ مِن أمامها ولا نُسَلِّم عليها، ولا نجلس في الغرفة التي تجلس فيها؛ وذلك لتدخُّلها في كل شيءٍ، حتى أصبح الكلام معها مُزعجًا! المشكلة أن جدتي أيامَ كانتْ في عافيتها كانتْ تُعاملنا وأُمّنا معاملةً غير جيدة، فلم تكن تَستقبلنا في بيتها، حتى كرهتُها أنا وأمي وإخوتي. عندما جلستُ مع نفسي اكتشفتُ أني بأفعالي هذا أَظلمها، فهي أُمُّ والدِنا، وليس هذا مِن البر، وقد تُبتُ إلى اللهِ تعالى مِن تقصيري معها، وأسأل الله أن يغفرَ لي. فقررتُ أن أُغَيِّرَ مُعاملتي معها، وأجلسَ معها وأُحدِّثها وأتحمَّلها، فأخبِروني كيف أبرها؟ وكيف أتحمَّلها. أرجو أن تُرشدوني بنصائحكم القيمة، وجزاكم الله خيرًا الجواب في البدايةِ نُرحِّب بك أختنا الكريمة في شبكة الألوكة، ونَشكُرك على الاهتمام بجدتِك وخدمتِها وهي في هذا السِّنِّ الذي تحتاجكم فيه لمُؤانَستِها، والقيام على شُؤونها. وهنيئًا لك التوبة مِن الخطأ الذي وقعتُم فيه بسبب هجرانها، والإساءة إليها بهذا التصرُّف، وحتى لو أساءتْ إليكم فيما مضى، فلا ينبغي مُعاملتها بالمثل، وإنما العفوُ والصبرُ واحتسابُ الأجر عند الله، ومُقابَلة الإساءة بالإحسان، وفي الحديث: ((ليس الواصلُ بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعَتْ رحِمَهُ وَصَلَها))؛ رواه البخاري. وليس هناك حدٌّ معين ووقتٌ مُحدَّدٌ للجلوس مع الجدة الكريمة، ولكن حسب الحاجة، والذي أقترحُه أن تكونَ هناك برنامج مِن قِبَل أفراد الأسرة الكريمة في التناوُب مِن أجلِ الجلوس مع الجدة، واستغلال الوقت معها في المفيد، وشغلها عن الحديث في أمور غير مرغوبٍ فيها. وبإمكانكم توزيع البرنامج حسب القدرات والتخصُّصات والرغبات، كأن يكونَ هناك وقتٌ لقراءة القرآن معها، وتحفيظها بعض السوَر القصيرة، أو مراجَعة ما تَحفظ، ولا يَخفى عليكم ما للقرآن مِن أثَرٍ بالغٍ في الراحة والاطمئنان، فهو أعظمُ الذِّكْر. ثم يكون وقتٌ لأذكار الصباح والمساء، ولو تقرأ معها قراءة حتى يتم حفظُها وتثبيتها، إضافة إلى الذِّكر بشكلٍ عام مِن التسبيح والتكبير والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فالذكرُ غذاءٌ عظيم يَحتاجه الجميعُ. ثم يكون ضِمن البرنامج وقتٌ لقراءة بعض الكُتُب المفيدة السهلة والقصص المؤثِّرة، أو تشغيل بعض الأشرِطة المفيدة، أو اختيار بعض القنَوات الجيدة للاستفادة منها. ولا بد أن يكونَ هناك وقتٌ لمُراجَعة بعض أحكام الطهارة والصلاة للمريض وغير القادر على القيام، حتى تُؤديها بالكيفية التي تستطيع، وعدم تَرْكِها ما دام عقلُها مَوجودًا. كلُّ ذلك وغيره يُعالج مشكلة الفراغ عندها، وشغلها مِن الأحاديث الجانبية غير المفيدة، وتكسبون بذلك الفائدة والأجر والثواب. وباستطاعتك أنت البداية معها بما تتمكنين مِن فقرات البرنامج، ثم اطلبي مِن بقية أفراد الأسرة مساعدتك، وقد تلاقين بعض الصدود والصعاب، فاحتَسبي الأجرَ عند الله، واطلُبي المُساعَدة مِن الأقرب فالأقرب. نسأل الله لك التوفيقَ والعونَ والسدادَ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |