حياتي مشتتة بسبب التسويف والمماطلة

[ابوالوليد المسلم]

حياتي مشتتة بسبب التسويف والمماطلة
أ. رفيقة فيصل دخان


السؤال

♦ ملخص السؤال:
شابٌّ متشتت في الحياة، لا يستطيع تحقيقَ أهدافه، ولا يَعرف شخصيته، ملَّ مِن حياته بسبب تسويفِه ومُماطلَتِه، يريد بعض النصائح والإرشادات لكي يحققَ شيئًا في حياته، ويُطوِّر من نفسه.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 17 عامًا، للأسف متخبِّط في حياتي، ليستْ لدي أهدافٌ، ولا أعرف ما شخصيتي، حتى مللتُ مِن نفسي، ولا أفعل أيَّ شيءٍ في حياتي.


فقدتُ الثقة بنفسي، وفقَد أهلي ثقتهم بي، وشككتُ في نفسي، حتى ظننتُ أني مريضٌ بمرض نفسيٍّ، أو بمرض ذهنيٍّ.


دائمًا أفكر في القراءةِ والتنمية البشرية، لكني لا أفعل شيئًا، ولم أحققْ أي شيء، حاولتُ القراءةَ فأفتح الكتاب ثم أُغلقه بعد صفحتين.


مللتُ مِن الحياة، وبدأتُ أُجرِّب التدخين، فنصحني أهلي بترْكِ التدخين حفاظًا على صحتي، لكنني لم أستَمِعْ لنصائحهم، ودخلتُ في تعاطي المخدرات وغيرها.


أصبحتْ لديَّ مشكلات نفسيةٌ وحياتيةٌ كثيرة لا أستطيع التخلُّص منها، نصحني كثيرون ممن حولي، لكني أسمع الكلام منهم ولا أُنفِّذ، وأُسَوِّف وأُماطل، ولا أحقق أي شيء.


أرجو منكم بعض النصائح والإرشادات، لكي أحقق شيئًا في حياتي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلًا بك في استشارات الألوكة، وسُعداء بوجودِ شابٍّ طموحٍ مثلك يَبحث عن الأفضل، ومستعدٌّ أن يتعبَ ليصل للنجاح والسعادة.


تطرَّقتَ في استشارتك لعدة أمور:
• هدفك وطموحك غيرُ واضح.


• لا تستطيع تحديد شخصيتك.


• كل عائلتك فقدت الثقة بك، وأنت فقدتَ ثقتك بنفسك.


• لم تفعلْ أي شيء في حياتك، ولم تُحَقِّق أيَّ شيءٍ، وكل ما تفعله هو التفكير فقط.


• ليستْ لديك همة، ولا تقرأ كثيرًا، وإذا بدأتَ لا تُكمل.


• ليس لديك أصدقاء.


• تُدخن ولم تُطِعْ أهلَك في ترْكِ التدخين، ولا تَسمع نصائحهم، ثم أدمنتَ المخدرات.


• لديك تسويفٌ ومُماطَلة في الأمور، حتى قضى ذلك أحلامك وأمنياتك.


ونُجيبك مستعينين بالله، ومُعتبرين هذا الجواب اتفاقية نجاح نَعقدها معك؛ لتكونَ بإذن الله في صفوف الناجحين العاملين السعداء، فلا نجاح يأتي براحةٍ، بل لا بد مِن المشقة والتعب.


وكما قال الشاعر:

لَا تَحْسَبِ المجدَ تَمْرًا أَنْتَ آكِلُهُ
لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حتَّى تَلْعَقَ الصَّبْرَا

فلا تُنال راحة براحة، والتعبُ يَزول ويبقى نعيمُه ويُستطاب، فهذه سنةُ اللهِ.


وأول بنود هذه المعاهدة:
• "أصْلِحْ ما بينك وبين الله، يُصلح اللهُ لك ما بينك وبين البشر"؛ فحَسِّن صلاتك، وجاهِدْ نفسك جهادًا عظيمًا، حتى تضبطَ صلاتك وأركانها، مُؤديًا لها في جماعة المسلمين، واحْمِلْها على تكبيرة الإحرام في المسجد.


• ثانيًا: لن تتمكَّنَ مِن السير دون خريطةٍ، فأنت كما يبدو تَجْهَلُ الكثير عن نفسك وعما حباك الله به مِن مزايا رائعةٍ، وأنصحك كي تكتشفَ نفسك وتُحَدِّد مسارك أن تجري اختبار MBTI، وستجده في هذا الرابط http://www.jass.im/si/per/ptest/

• ثالثًا: لن يثقَ بك أحدٌ ما لم تثقْ بنفسك، ولن تثق بنفسك حتى تتعلمَ وتفهمَ الكثير عن أمور دينك - وعلى الأقل ما لا يَسَع المسلم جهله - ودنياك بما يخدم شخصيتك وميولك، ويُحقق لك الرضا الداخلي، ومِن قبل يُحقق لك رضا الله ونعيمه في الدنيا والآخرة.


• رابعًا: ليس العلمُ والتعلمُ بالقراءة فقط، بل هناك السماعُ والمشاهدة مباشرة وعن بُعْدٍ، ووسائل التعلم بفضل الله باتتْ كثيرةً و بلا حصر؛ وأهم شيء "لا تستسلمْ"، وما دمتَ تُريد النجاح فأنت تستطيع، وكما نجح مَن قبلك فلا شك أنك تستطيع، فقط استعِنْ بالله ولا تعجزْ، وحاول أن يكونَ لك رفقة في الطلَب؛ سواء مِن أهلك، أو مِن أصحابك، وابحثْ عن الإيجابيينَ ورافِقْهم وتعلَّم منهم.


• خامسًا: مِن الجيد استبصارك بأن التدخين والمخدرات شيءٌ سيئ جدًّا، ولا بد مِن اتخاذ قرار رجلٍ، والإقلاع عنها، وستجد في برنامج اليوتيوب الكثير مِن المشايخ الفضلاء الذين لهم برامجُ إرشادية للخلاص مِن هذه الأوبئة التي تَهدِم العقلَ والجسد والحسنات.


أخيرًا: ضع لنفسك أهدافًا صغيرةً يومية، وألزم نفسك بها، ولتكن مَكتوبةً مثلًا ولمدة أسبوع، وركز على أن تبقى على طهارةٍ، وأن تُصلِّيَ الصلوات الخمس بالمسجد، وضع إشارة (صح) عندما تقوم بها، وكافئ نفسك بعد كلِّ إنجازٍ بأنْ تكتبَ على الجدول في نهاية الأسبوع: أنا أستطيع، أنا مُميَّزٌ، أو غيرها.



زِدْ في قائمة المهام بالتدريج؛ كي لا تُحبطَ، وعند الإخفاق أعِدْ مِن البداية.


وفقك الله لكلِّ ما يُحب ويرضى، وجَعَلَك مِن المباركين